قالوا لَهُ : لَم نَفعَل .
فَقالَ : سُبحانَ اللّهِ ! بَلى وَاللّهِ ، لَقَد فَعَلتُم .
ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ! إذ كَرِهتُموني فَدَعوني أنصَرِف عَنكُم إلى مَأمَني مِنَ الأَرضِ .
قالَ : فَقالَ لَهُ قَيسُ بنُ الأَشعَثِ : أوَلا تَنزِلُ عَلى حُكمِ بَني عَمِّكَ ، فَإِنَّهُم لَن يُروكَ إلّا ما تُحِبُّ ، ولَن يَصِلَ إلَيكَ مِنهُم مَكروهٌ ؟
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : أنتَ أخو أخيكَ ۱ ، أتُريدُ أن يَطلُبَكَ بَنو هاشِمٍ بِأَكثَرَ مِن دَمِ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ؟ لا وَاللّهِ ، لا اُعطيهِم بِيَدي إعطاءَ الذَّليلِ ، ولا أقِرُّ إقرارَ العَبيدِ .
عِبادَ اللّهِ ! إنّي عُذتُ بِرَبّي ورَبِّكُم أن تَرجُمونِ ۲ ، أعوذُ بِرَبّي ورَبِّكُم مِن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤمِنُ بِيَومِ الحِسابِ ۳ .
قالَ : ثُمَّ إنَّهُ أناخَ راحِلَتَهُ ، وأمَرَ عُقبَةَ بنَ سِمعانَ فَعَقَلَها ، وأقبَلوا يَزحَفونَ نَحوَهُ . ۴
۳۹۵۸.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي :تَقَدَّمَ الحُسَينُ عليه السلام حَتّى وَقَفَ قُبالَةَ القَومِ . . . فَقالَ : . . . أراكُم قَدِ اجتَمَعتُم عَلى أمرٍ قَد أسخَطتُمُ اللّهَ فيهِ عَلَيكُم ، فَأَعرَضَ بِوَجهِهِ الكَريمِ عَنكُم ، وأحَلَّ بِكُم نَقِمَتَهُ ، وجَنَّبَكُم رَحمَتَهُ ، فَنِعمَ الرَّبُّ رَبُّنا ، وبِئسَ العَبيدُ أنتُم ! أقرَرتُم بِالطّاعَةِ ، وآمَنتُم بِالرَّسولِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ إنَّكُم زَحَفتُم إلى ذُرِّيَّتِهِ تُريدونَ قَتلَهُم ! لَقَدِ
1.يشير عليه السلام إلى محمّد بن الأشعث أخي قيس ، الذي ساهم في قتل مسلم بن عقيل (راجع : تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۱۷۰) .
2.تلميح إلى الآية ۲۰ من سورة الدخّان .
3.تلميح إلى الآية ۲۷ من سورة غافر .
4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۲۴ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۱ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۹۷ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۵۸ وفيهما «لا أفرّ فرار» بدل «اُقرّ إقرار» وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۶ وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۶ وتذكرة الخواصّ : ص ۲۵۱ .