۵ / ۳
ما يَظهَرُ مِنهُ إمكانُ البَداءِ فِي القَضاءِ المَحتومِ
۵۹۲۰. الإمام عليّ عليه السلام : إنَّ اللّهَ يَدفَعُ الأَمرَ المُبرَمَ . ۱
۵۹۲۱. الكافي عن محمّد بن مسلم عن أحدهما عليهماالسلام ـ وقَد سُئِلَ عَن لَيلَةِ القَدرِ ـ : تَنَزَّلُ فيهَا المَلائِكَةُ وَالكَتَبَةُ إلَى السَّماءِ الدُّنيا ، فَيَكتُبونَ ما يَكونُ في أمرِ السَّنَةِ وما يُصيبُ العِبادَ ، وأمرُهُ عِندَهُ مَوقوفٌ لَهُ وفيهِ المَشيئَةُ ؛ فَيُقَدِّمُ مِنهُ ما يَشاءُ ، ويُؤَخِّرُ مِنهُ ما يَشاءُ ، ويَمحو ويُثبِتُ وعِندَهُ اُمُّ الكِتابِ . ۲
۵۹۲۲. الإمام الباقر عليه السلام ـ وقَد ذُكِرَ قَولُهُ تَعالى : «فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ» ـ : يُقَدَّرُ في لَيلَةِ القَدرِ كُلُّ شَيءٍ يَكونُ في تِلكَ السَّنَةِ ، إلى مِثلِها مِن قابِلٍ ؛ مِن خَيرٍ أو شَرٍّ ، أو طاعَةٍ أو مَعصِيَةٍ ، أو مَولودٍ أو أجَلٍ أو رِزقٍ ، فَما قُدِّرَ في تِلكَ اللَّيلَةِ وقُضِيَ فَهُوَ المَحتومُ ، وللّهِِ عز و جل فيهِ المَشيئَةُ . ۳
۵۹۲۳. الإمام الصادق عليه السلام : في لَيلَةِ تِسعَ عَشرَةَ مِن شَهرِ رَمَضانَ التَّقديرُ ، وفي لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ القَضاءُ ، وفي لَيلَةِ ثَلاثٍ وعِشرينَ إبرامُ ما يَكونُ فِي السَّنَةِ إلى مِثلِها ، [و ]للّهِِ ـ جَلَّ ثَناؤُهُ ـ [أن] ۴ يَفعَلَ ما يَشاءُ في خَلقِهِ . ۵
۵۹۲۴. الكافي عن معلّى بن محمّد : سُئِلَ العالِمُ عليه السلام : كَيفَ عِلمُ اللّهِ ؟ قالَ : عَلِمَ وشاءَ ، وأرادَ وقَدَّرَ ، وقَضى وأمضى ، فَأَمضى ما قَضى ، وقَضى ما قَدَّرَ ، وقَدَّرَ ما أرادَ ، فَبِعِلمِه
كانَتِ المَشيئَةُ ، وبِمَشيئَتِهِ كانَتِ الإِرادَةُ ، وبِإِرادَتِهِ كانَ التَّقديرُ ، وبِتَقديرِهِ كانَ القَضاءُ ، وبِقَضائِهِ كانَ الإِمضاءُ ، وَالعِلمُ مُتَقَدِّمٌ عَلَى المَشيئَةِ ، وَالمَشيئَةُ ثانِيَةٌ ، وَالإِرادَةُ ثالِثَةٌ ، وَالتَّقديرُ واقِعٌ عَلَى القَضاءِ بِالإِمضاءِ .
فَلِلّهِ تَبارَكَ وتَعالَى البَداءُ فيما عَلِمَ مَتى شاءَ ، وفيما أرادَ لِتَقديرِ الأَشياءِ ، فَإِذا وَقَعَ القَضاءُ بِالإِمضاءِ فَلا بَداءَ ، فَالعِلمُ فِي المَعلومِ قَبلَ كَونِهِ ، وَالمَشيئَةُ فِي المُنشَأِ قَبلَ عَينِهِ ، وَالإِرادَةُ فِي المُرادِ قَبلَ قِيامِهِ ، وَالتَّقديرُ لِهذِهِ المَعلوماتِ قَبلَ تَفصيلِها وتَوصيلِها عِيانا ووَقتا ، وَالقَضاءُ بِالإِمضاءِ هُوَ المُبرَمُ مِنَ المَفعولاتِ ذَواتِ الأَجسامِ المُدرَكاتِ بِالحَواسِّ ، مِن ذوي لَونٍ وريحٍ ، ووَزنٍ وكَيلٍ ، وما دَبَّ ودَرَجَ ؛ مِن إنسٍ وجِنٍّ ، وطَيرٍ وسِباعٍ ، وغَيرِ ذلِكَ مِمّا يُدرَكُ بِالحَواسِّ . فَلِلّهِ تَبارَكَ وتَعالى فيهِ البَداءُ مِمّا لا عَينَ لَهُ ، فَإِذا وَقَعَ العَينُ المَفهومُ المُدرَكُ ۶ فَلا بَداءَ . ۷
1.كنز العمّال : ج ۱ ص ۳۴۳ ح ۱۵۵۶ نقلاً عن جعفر الفريابي في الذكر .
2.الكافي : ج ۴ ص ۱۵۷ ح ۳ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۲ ص ۱۵۹ ح ۲۰۲۸ ، الأمالي للطوسي : ص ۶۰ ح ۸۹ ، تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۲۱۵ ح ۵۸ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۱۰۲ ح ۱۴ .
3.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۲ ص ۱۵۸ ح ۲۰۲۴ ، الكافي : ج ۴ ص ۱۵۷ ح ۶ ، ثواب الأعمال : ص ۹۲ ح ۱۱ كلّها عن حمران ، بحار الأنوار : ج ۹۷ ص ۱۹ ح ۴۱ .
4.ما بين المعاقيف أثبتناه من المصادر الاُخرى .
5.الكافي : ج ۴ ص ۱۶۰ ح ۱۲ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۲ ص ۱۵۶ ح ۲۰۲۰ ، الإقبال : ج ۱ ص ۱۵۰ .
6.قال العلّامة المجلسي قدسسره: قولُه عليه السلام :«فإذا وقع العين المفهوم المدرك»،أي فصَّلوميَّز في اللّوحأو أوجد في الخارج،ولعلّ تلكالاُمور عبارهعناختلاف مراتبتقديرها في لوحالمحو والإثبات(مرآهالعقول:ج۲ ص۱۴۳).
7.الكافي : ج ۱ ص ۱۴۸ ح ۱۶ ، التوحيد : ص ۳۳۴ ح ۹ ، مختصر بصائر الدرجات : ص ۱۴۲ .