۴۰۸.رجال الكشّي عن محمّد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن: إنَّ بَعضَ أصحابِنا سَأَلَهُ وأَنَا حاضِرٌ، فَقالَ لَهُ: يا أبا مُحَمَّدٍ۱، ما أشَدَّكَ فِي الحَديثِ وأَكثَرَ إنكارَكَ لِما يَرويهِ أصحابُنا، فَمَا الَّذي يَحمِلُكَ عَلى رَدِّ الأَحاديثِ؟
فَقالَ: حَدَّثَني هِشامُ بنُ الحَكَمِ أنَّهُ سَمِعَ أبا عَبدِ اللّهِ علیه السّلام يَقولُ: لا تَقبَلوا عَلَينا حَديثا إلّا ما وافَقَ القُرآنَ وَالسُّنَّةَ أو تَجِدونَ مَعَهُ شاهِدا مِن أحاديثِنَا المُتَقَدِّمَةِ، فَإِنَّ المُغيرَةَ بنَ سَعيدٍ لَعَنَهُ اللّهُ دَسَّ في كُتُبِ أصحابِ أبي أحاديثَ لَم يُحَدِّث بِها أبي، فَاتَّقُوا اللّهَ ولا تَقبَلوا عَلَينا ما خالَفَ قَولَ رَبِّنا تَعالى وسُنَّةَ نَبِيِّنا صلی الله علیه و آله، فَإِنّا إذا حَدَّثنا قُلنا: قالَ اللّهُ عز و جل، وقالَ رَسولُ اللّهِ صلی الله علیه و آله.
قالَ يونُسُ: وافَيتُ العِراقَ فَوَجَدتُ بِها قِطعَةً مِن أصحابِ أبي جَعفَرٍ علیه السّلام، ووَجَدتُ أصحابَ أبي عَبدِ اللّهِ علیه السّلام مُتَوافِرينَ، فَسَمِعتُ مِنهُم وأَخَذتُ كُتُبَهُم فَعَرَضتُها مِن بَعدُ عَلى أبِي الحَسَنِ الرِّضا علیه السّلام فَأَنكَرَ مِنها أحاديثَ كَثيرَةً أن يَكونَ مِن أحاديثِ أبي عَبدِ اللّهِ علیه السّلام، وقالَ لي: إنَّ أبَا الخَطّابِ كَذَبَ عَلى أبي عَبدِ اللّهِ علیه السّلام، لَعَنَ اللّهُ أبَا الخَطّابِ، وكَذلِكَ أصحابُ أبِي الخَطّابِ يَدُسّونَ هذِهِ الأَحاديثَ إلى يَومِنا هذا في كُتُبِ أصحابِ أبي عَبدِ اللّهِ علیه السّلام، فَلا تَقبَلوا عَلَينا خِلافَ القُرآنِ، فَإِنّا إن تَحَدَّثنا حَدَّثنا بِمُوافَقَةِ القُرآنِ ومُوافَقَةِ السُّنَّةِ، إنّا عَنِ اللّهِ وعَن رَسولِهِ نُحَدِّثُ، ولا نَقولُ: قالَ فُلانٌ وفُلانٌ فَيَتَناقَضَ كَلامُنا، إنَّ كلامَ آخِرِنا مِثلُ كَلامِ أوَّلِنا، وكَلامَ أوَّلِنا مَصادِقُ لِكَلامِ آخِرِنا، فَإِذا أتاكُم مَن يُحَدِّثُكُم بِخِلافِ ذلِكَ فَرُدّوهُ عَلَيهِ وقولوا: أنتَ أعلَمُ وما جِئتَ بِهِ، فَإِنَّ مَعَ كُلِّ قَولٍ مِنّا حَقيقَةً وعَلَيهِ نورا، فَما لا حَقيقَةَ مَعَهُ ولا نورَ عَلَيهِ فَذلِكَ مِن قَولِ الشَّيطانِ.۲
۱۰ / ۲
عِلاجُ اختِلافِ الأَحاديثِ
۱. العَرضُ عَلَى الكِتابِ وَالسُّنَّةِ
۴۰۹.رسول اللّه صلی الله علیه و آله: سَيَأتيكُم عَنّي أحاديثُ مُختَلِفَةٌ فَما جاءَكُم مُوافِقا لِكِتابِ اللّهِ ولِسُنَّتي فَهُوَ مِنّي، وما جاءَكُم مُخالِفا لِكِتابِ اللّهِ ولِسُنَّتي فَلَيسَ مِنّي.۳
1.. أبو محمّد هي كنية يونس بن عبد الرحمن.
2.. رجال الكشّي: ج ۲ ص ۴۸۹ ح ۴۰۱، بحار الأنوار: ج ۲ ص ۲۴۹ ح ۶۲.
3.. سنن الدار قطني: ج ۴ ص ۲۰۸ ح ۱۷، الكفاية في علم الرواية: ص ۴۷۰ كلاهما عن أبي هريرة.