اُخرى كثيرة يمكن أن نتصوّرها حوله.
وقد نبّه ابنُ حجر العسقلاني في نقد رأيه إلى هذه الملاحظة مشيراً إلى أنّ النصوص الموجودة في صحيح مسلم أوضحت أنّ الإسلام سيكون عزيزا منيعا في زمان هؤلاء الأشخاص الاثني عشر، فهل يمكن أن نتصوّر أن يحدث اثنا عشر افتراقا بين المسلمين ثمّ تحافظ الاُمة الإسلامية على عزّتها بعد ذلك؟!۱
هكذا يتبيّن لنا استنادا إلى الأدلّة المذكورة في الصفحات السابقة أنّ حديث الخلفاء الاثني عشر لا ينطبق إلاّ على رأي الشيعة الاثني عشرية، وأمّا التحليلات والتنظيرات الاُخرى فلا يمكن قبولها ؛ بسبب اشتمالها على إشكالات عديدة.
الجواب على إشكالَين
هناك إشكالان يمكن أن يُطرَحا حول الرأي المختار سوف نذكرهما هنا مع الإجابة عليهما:
۱. عدم وصول أكثر أئمّة الشيعة إلى الخلافة
الإشكال الأوّل هو إنّه لم يصل إلى الخلافة من بين الأئمّة الاثني عشر للشيعة سوى الإمام عليّ عليهالسلام والإمام الحسن عليهالسلام، وأمّا الأئمّة الآخرون فلم يتسلّموا زمام الحكم أبدا، على هذا فكيف يمكن اعتبارهم خلفاء النبيّ صلىاللهعليهوآله ؟!
الجواب على هذا الإشكال: إنّه استناداً إلى النصوص المعتبرة ـ والتي مرّ قسم منها ـ فإنّ الخلافة هي منصب إلهيّ، وقد عيّن النبيّ صلىاللهعليهوآله لهذا المنصب اثني عشر من أهل بيته لأجل القيام به وتحمّل مسؤوليّته، وأمّا إعراض أكثر الناس عنهم وعدم تبعيّتهم لهم فهو لا ينافي كونهم خلفاء واقعيّين له صلىاللهعليهوآله. بعبارة اُخرى: إنّه استناداً إلى