95
أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة

تتّسع أبدا؟

الرأي الثالث: الخلفاء الاثنا عشر غير معيّنين حتّى القيامة!

قال ابن الجوزي:

إنّ المراد وجود اثني عشر خليفة في جميع مدّة الإسلام إلى يوم القيامة، يعملون بالحقّ وإن لم تتوالَ أيّامُهم.۱

وتابعه على ذلك أيضاً ابن كثير في تفسيره.۲

نقد الرأي الثالث

۱. عدم إيضاح كلام النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله من الممكن أن يحلّ بعضا من الإشكالات الواردة على الآراء السابقة، ولكنّه سوف لا يعطينا نتيجة واضحة ومحدّدة.

تتمثّل نتيجة هذا الكلام في أنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أدلى بعبارةٍ مبهمة غامضة سوف لا يكون لها أيّ دور في معرفة المجتمع الإسلامي وعمله !

۲. إنّ كلام النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله هدفه شقّ طريق ممهّد للوصول إلى هدف كبير، فإنّ اتّباع الناس لهؤلاء القادة سوف يؤدّي إلى هدايتهم وسيرهم في الطريق الصحيح، في حين أنّ هذا الهدف لن يتحققّ أبدا إذا ما افترضنا عدم تعيين أولئك الأشخاص الاثني عشر، بل إنّه سيؤدّي إلى ضلالهم في معرفة مقتداهم واستغلال طلاّب الدنيا لذلك.

الرأي الرابع: خلفاء بني اُميّة

لقد صرّح الخطّابي وابن الجوزي قائلين:

يريد النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله من الخلفاء الاثني عشر، أفراد بني اُميّة. وأصحاب النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله

1.. راجع : فتح الباري : ج ۱۳ ص ۲۱۳ ومسائل خلافيّة لعليّ آل محسن : ص ۸ .

2.. تفسير ابن كثير : ج ۶ ص ۸۵ .


أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
94

الرأي الثاني: حكّام صدر الإسلام حتّى عهد عمر بن عبدالعزيز

يقول ابن حجر العسقلاني ـ بعد كلام يدلّ على عدم وضوح الموضوع لديه ـ في بيان المقصود من الخلفاء الاثني عشر:

الأولى أن يحمل قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: «يَكونُ بَعدي اثنا عَشَرَ خَليفَةً» على حقيقة البَعديّة، فإنّ جميع من ولي الخلافة من الصدّيق إلى عمر بن عبدالعزيز أربعة عشر نفسا، منهم اثنان لم تصحّ ولايتهما ولم تطل مدّتهما، وهما معاوية بن يزيد ومروان بن الحكم، والباقون اثنا عشر نفسا على الولاء كما أخبر صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.

إلى أن قال:

ولا يقدح في ذلك قوله: «يَجتَمِعُ عَلَيهِ النَّاسُ» ؛ لأنّه يحمل على الأكثر الأغلب، لأنّ هذه الصفة لم تُفقد إلاّ في الحسن بن عليّ عليه‏السلام وعبداللّه‏ بن الزبير مع صحّة ولايتهما، والحكم بأنّ من خالفهما لم يثبت استحقاقه إلاّ بعد تسليم الحسن وبعد قتل ابن الزبير، واللّه‏ أعلم.۱

نقد الرأي الثاني

بالإضافة إلى عدد من الإشكالات الّتي كانت موجّهة إلى الرأي الأوّل، فإنّ هناك إشكالات اُخرى ترد على هذا الرأي، وهي:

۱. قال ابن حجر ـ في تبرير إخراج معاوية بن يزيد ومروان بن الحكم ـ: كانت مدّة حكمهما قصيرة.

استنادا إلى هذا الرأي فإنّ اللاّزم إخراج الإمام الحسن عليه‏السلام أيضا من هذه المجموعة ؛ ذلك لأنّ مدّة حكمه الظاهري كانت قصيرة أيضا.

۲. لماذا اعتُبر عبداللّه‏ بن الزبير من ضمن هذه المجموعة في حين أنّ خلافته لم

1.. فتح الباري : ج ۱۳ ص ۲۱۵ .

  • نام منبع :
    أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري، السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390/01/01
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2973
صفحه از 719
پرینت  ارسال به