93
أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة

۲. مجموع هؤلاء الأشخاص يفوق ۱۲ شخصا.

۳. لم يتّضح لنا ـ بل حتّى استنادا إلى مبنى القائلين أنفسهم ـ لماذا خرج من هذه المجموعة الإمام الحسن عليه‏السلام ومعاوية بن يزيد ومروان، ولماذا لم ينخرط في هذه المجموعة الخلفاءُ العبّاسيّون؟ فهل يُسقط الخليفةَ من عنوان الخلافة «قِصَرُ مدّة الخلافة» أو «تغيير اُسرة الخليفة» ؟

۴. بغضّ النظر عن حكم الحكّام الأوائل بعد رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فإنّ من الواضح أنّ الاستيلاء على السلطة من قبل معاوية والحكّام من بعده كان عن طريق العنف والقوّة، وبناءً على ذلك فإنّه لا يستحقّ عنوان خلافة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، ذلك لأنّ النّاس اُجبروا على قبول خلافتهم دون إرادة منهم، على إثر إكراههم وإجبارهم (كما حدث بالنسبة إلى خلفاء بني العبّاس).

۵. لا يوجد إجماع على خلافة جميع هؤلاء الأشخاص، وقد كانت بداية حكم أبي بكر على هذه الشاكلة ـ فإنّ الإمام عليّا عليه‏السلام وأهل البيت عليهم‏السلام وبعضا من كبار الصحابة، لم يوافقوا على حكم أبي بكر لبضعة شهور ـ، وكان النصف الثاني من خلافة عثمان تشوبه الثورات والاعتراضات، على هذا لم يكن هناك إجماع على الخلافة، كما أنّ خلافة الإمام عليّ عليه‏السلام لم يوافق عليها معاوية وأهل الشام من بدايتها وحتّى نهايتها، كما أنّها واجهت في بعض الأحيان معارضة أصحاب الجمل وأصحاب النهروان.

۶. لم يكن معظم هؤلاء الأشخاص في صدد إقامة معالم الدين، وبناءً على ذلك فإنّهم ليسوا مشمولين بوصف‏النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله،وقد أشار البيهقي نفسه إلى هذا الموضوع قائلاً:

والمراد بإقامة الدين ـ واللّه‏ أعلم ـ إقامة معالمه وإن كان بعضهم يتعاطى بعد ذلك ما لا يحلّ.۱

1.. دلائل النبوّة للبيهقي : ج ۶ ص ۵۲۱ .


أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
92

إنّ ابن حجر يؤيّد بشكل إجمالي عدم فهم الحديث المذكور۱، لكنّ البعض ـ ومنهم الأشخاص المذكورون ـ أرادوا أن يبيّنوا ـ ولو على سبيل الاحتمال ـ المقصودَ من الخلفاء الاثني عشر، ولكن يتّضح لنا من خلال التأمّل فيما قالوه أنّ ادّعاءهم لا ينطبق مع ما قاله النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، لا من حيث العدد ولا من حيث الخصوصيّات، نشير هنا إلى عدد من الآراء، يمكن للراغبين في المعلومات التفصيلية أن يراجعوا المصادر الّتي نقلت الآراء المختلفة.۲

عدد من الآراء غير المنطبقة على الخلفاء الاثني عشر

الرأي الأوّل: حكّام عصر الاقتدار السياسي للإسلام

لقد صرّح البيهقي۳ والقاضي عياض۴ بأنّ المراد من الخلفاء الاثني عشر هم الّذين حكموا في عصر عزّة الخلافة وقوّة الإسلام وأجمع الناس عليهم، وقد استمرّ هذا العصر حتّى عهد حكم يزيد بن عبدالملك.

استنادا إلى هذا الرأي، فإنّ مصاديق الخلفاء الاثني عشر هم ـ فضلاً عن الخلفاء الراشدين ـ: معاوية، يزيد، عبد الملك، الوليد، سليمان، عمر بن عبدالعزيز، يزيد ابن عبدالملك، هشام بن عبدالملك، والوليد بن يزيد.

نقد الرأي الأوّل

الانتقادات الموجّهة إلى رأي البيهقي والقاضي عياض هي كالتالي:

۱. لم يقدّم أيّ استدلال على هذا الادّعاء.

1.. فتح الباري : ج ۱۳ ص ۲۱۲ .

2.. راجع : فتح الباري : ج ۱۳ ص ۲۱۱ـ۲۱۵ ومسائل خلافيّة لعليّ آل محسن : ص ۱۵ ـ ۳۸ .

3.. دلائل النبوّة للبيهقي : ج ۶ ص ۵۲۰ .

4.. راجع : فتح الباري : ج ۱۳ ص ۲۱۳ .

  • نام منبع :
    أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري، السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390/01/01
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3092
صفحه از 719
پرینت  ارسال به