نفسه خليفة في بداية حكمه، حيث قال مجيبا لمن قال له:
أنتَ خَليفَةُ رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله ؟ فَقالَ: لا. قالَ: فَما أنتَ ؟ قالَ: أنَا الخالِفَةُ بَعدَهُ.۱
وإنّ الدقّة والتأمّل في معنى كلمة الخليفة يوضّحان هذا المعنى، فالخليفة يعني النائب والبديل، وهو الشخص الّذي يتولّى مسؤوليّات الشخص السابق ويملأ فراغه، والمسؤولية الرئيسة والمحورية للنبيّ صلىاللهعليهوآله هي هداية الناس وإرشادهم إلى الفلاح والفوز.
بناءً على ذلك، فإنّ الشخص الوحيد الّذي يستحقّ عنوان الخلافة هو الّذي يعمل على هداية الناس على أفضل وجه.
لذلك فقد اعتبر رسول اللّه صلىاللهعليهوآله الدعاة إلى الدين خلفاءه، حيث أكّد في هذا المجال قائلاً:
اللَّهُمَّ ارحَم خُلَفائي.
قيلَ: يا رَسولَ اللّهِ ومَن خُلَفاؤُكَ؟
قالَ: الَّذينَ يَأتونَ مِن بَعدي يَروونَ حَديثي وَسُنَّتي.۲
وقد كانت الحكومة الوسيلة الوحيدة الّتي استغلّها النبيّ صلىاللهعليهوآله وحققّ هدفه من خلالها، وقد أدّى صلىاللهعليهوآله مسؤوليته وواجبه سواء تولّى الحكم أم لم يتولّه (مثل عهد ما قبل الهجرة).
وتدلّ التوجيهات والتأويلات الّتي سنذكرها نقلاً عن محققّي الحديث من أهل السنّة على أنّهم فسّروا الخليفة حسب المعنى الشائع دون الالتفات إلى غاية بعثة الأنبياء، فبحثوا عن الخليفة بين الحكّام وأرباب القوّة، ومن البديهي أنّ حكّاما