567
أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة

عَبدا لِبَعضِ أهلِ الكوفَةِ وأعتَقَهُ فَهُوَ أبي، فَقالَ لي: إنَّ عيسَى بنَ زَيدٍ قَد ماتَ، فَقُلتُ: أعظِم بها مُصيبَةً، رَحِمَهُ اللّهُ ؛ فَلَقَد كانَ عابِدا وَرِعا مُجتَهِدا في طاعَةِ اللّهِ غَيرَ خائِفٍ لَومَةَ لائِمٍ. قالَ: أفَما عَلِمتَ بِوَفاتِهِ ؟ قُلتُ: بَلى، قالَ: فَلِمَ لَم تُبَشِّرني بِوَفاتِهِ ؟ فَقُلتُ: لَم اُحِبَّ أن اُبَشِّرَكَ بِأَمرٍ لَو عاشَ رَسولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فَعَرَفَهُ لَساءَهُ.
فَأَطرَقَ طَويلاً ثُمَّ قالَ: ما أرى في جِسمِكَ فَضلاً لِلعُقوبَةِ، وأخافُ أن أستَعمِلَ شَيئا مِنها فيكَ فَتَموتَ، وقَد كُفيتُ عَدُوّي، فَانصَرِف في غَيرِ حِفظِ اللّهِ، وَاللّهِ لَئِن بَلَغَني أنَّكَ عُدتَ لِمِثلِ فِعلِكَ لَأَضرِبَنَّ عُنُقَكَ.
قالَ: فَانصَرَفتُ إلَى الكوفَةِ، فَقالَ المَهدِيُّ لِلرَّبيعِ: أما تَرى قِلَّةَ خَوفِهِ وشِدَّةَ قَلبِهِ ؟! هكَذا يَكونُ وَاللّهِ أهلُ البَصائِرِ.۱

۱۲۳۵.الإمام الكاظم عليه‏السلام ـ مِن دُعائِهِ بَعدَ صَلاةِ جَعفَرٍ۲ ـ: أسأَلُكَ أن تُصَلَّيَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ... اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أهلِ بَيتِهِ أئِمَّةِ الهُدى، ومَصابيحِ الدُّجى، واُمَنائِكَ في خَلقِكَ، وأصفِيائِكَ مِن عِبادِكَ، وحُجَجِكَ في أرضِكَ، ومَنارِكَ في بِلادِكَ، الصّابِرينَ عَلى بَلائِكَ، الطّالِبينَ رِضاكَ، الموفينَ بِوَعدِكَ، غَيرَ شاكّينَ فيكَ ولا جاحِدينَ عِبادَتَكَ، وأولِيائِكَ، وسَلائِلِ أولِيائِكَ، وخُزّانِ عِلمِكَ، الَّذين جَعَلتَهُم مَفاتيحَ الهُدى، ونورَ مَصابيحِ الدُّجى، صَلَواتُكَ عَلَيهِم ورَحمَتُكَ ورِضوانُكُ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وعَلى مَنارِكَ في عِبادِكَ، الدّاعي إليكَ بِإِذنِكَ، القائِمِ بِأَمرِكَ، المُؤَدّي عَن رَسولِكَ عَلَيهِ وآلِهِ السَّلامُ.
اللّهُمَّ إذا أظهَرتَهُ فَأَنجِز لَهُ ما وَعَدتَهُ، وسُق إلَيهِ أصحابَهُ وَانصُرهُ، وقَوِّ ناصِريهِ، وبَلِّغهُ

1.. مقاتل الطالبيّين : ص ۳۵۲ الرقم ۳۵ .

2.. هي الصلاة المعروفة بصلاة التسبيح ، عَلّمها رسولُ اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله جعفرا الطيّار رضى‏الله‏عنه حين قدومه من أرض الحبشة ، فسُمّيت باسمه .


أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
566

الإِيمانِ. ثُمَّ قالَ لِعيسى: قُم بِأَبي أنتَ فَأَخفِ شَخصَكَ لا يُصيبَكَ مِن هؤُلاءِ شَيءٌ نَخافُهُ. فَقُمنا فَتَفَرَّقنا.۱

۱۲۳۴.مقاتل الطالبيّين عن عليّ بن جعفر الأحمر: حَدَّثَني أبي قالَ: كنُتُ أجتَمِعُ أنَا وعيسَى بنُ زَيدٍ، وَالحَسَنُ وعَلِيٌّ اِبنا صالِحِ بنِ حَيٍّ، وإسرائيلُ بنُ يونُسَ بنِ أبي إسحاقَ، وجَنابُ بنُ نِسطاسٍ، في جَماعَةٍ مِنَ الزَّيدِيَّةِ في دارٍ بِالكوفَةِ. فَسَعى ساعٍ إلَى المَهدِيِّ بِأَمرِنا ودَلَّهُ عَلَى الدّارِ، فَكَتَبَ إلى عامِلِهِ بِالكوفَةِ بِوَضعِ الأَرصادِ عَلَينا، فَإِذا بَلَغَهُ اجتِماعُنا كَبَسَنا وأخَذَنا ووَجَّهَ بِنا إلَيهِ.
فَاجتَمَعنا لَيلَةً في تِلكَ الدّارِ، فَبَلَغَهُ خَبرُنا فَهَجَمَ عَلَينا، ونَذِرَ۲ القَومُ بِهِ وكانوا في عُلُوِّ الدّار، فَتَفَرَّقوا ونَجَوا جَميعا غَيري، فَأَخَذَني وحَمَلَني إلَى المَهدِيِّ، فَاُدخِلتُ إلَيهِ، فَلَمّا رَآني شَتَمَني بِالزِّنا، وقالَ لي: يَا بنَ الفاعِلَةِ ! أنتَ الَّذي تَجتَمِعُ مَعَ عيسَى بنِ زَيدٍ وتَحُثُّهُ عَلَى الخُروجِ عَلَيَّ وتَدعو إلَيهِ النّاسَ ؟!
فَقُلتُ لَهُ: يا هذا، أما تَستَحيي مِنَ اللّهِ، ولا تَتَّقِي اللّهَ ولا تَخافُهُ، تَشتِمُ الُمحصَناتِ وتَقذِفُهُنَّ بِالفاحِشَةِ، وقَد كانَ يَنبَغي لَكَ ويَلزَمُكَ في دينِكَ وما وُلّيتَهُ أن لَو سَمِعتَ سَفيها يَقولُ مِثلَ قَولِكَ أن تُقِيمَ عَلَيهِ الحَدَّ ؟! فَأَعادَ شَتمي، ثُمَّ وَثَبَ إلَيَّ فَجَعَلَني تَحتَهُ، وضَرَبَني بِيَدَيهِ وخَبَطَني بِرِجلَيهِ وشَتَمَني. فَقُلتُ لَهُ: إنَّكَ لَشُجاعٌ شَديدٌ أيِّدٌ حينَ قَوِيتَ عَلى شَيخٍ مِثلي تَضرِبُهُ لا يَقدِرُ عَلَى المَنعِ مِن نَفسِهِ ولاَ انتِصارَ لَها.
فَأَمَرَ بِحَبسي وَالتَّضييقِ عَلَيَّ، فَقُيِّدتُ بِقَيدٍ ثَقيلٍ، وحُبِستُ سِنينَ. فَلَمّا بَلَغَهُ وَفاةُ عيسَى بنِ زَيدٍ بَعَثَ إلَيَّ فَدَعاني، فَقالَ لي: مِن أيِّ النّاسِ أنتَ ؟ قُلتُ: مِنَ المُسلِمينَ، قالَ: أعرابِيٌّ أنتَ ؟ قُلتُ: لا، قالَ: فَمِن أيِّ النّاسِ أنتَ ؟ قُلتُ: كانَ أبي

1.. مقاتل الطالبيّين : ص ۳۵۱ الرقم ۳۵ .

2.. الإنذار : الإعلام . ونَذِرْتُ به إذا عَلِمت النهاية : ج ۵ ص ۳۹ .

  • نام منبع :
    أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري، السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390/01/01
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4246
صفحه از 719
پرینت  ارسال به