عَبدا لِبَعضِ أهلِ الكوفَةِ وأعتَقَهُ فَهُوَ أبي، فَقالَ لي: إنَّ عيسَى بنَ زَيدٍ قَد ماتَ، فَقُلتُ: أعظِم بها مُصيبَةً، رَحِمَهُ اللّهُ ؛ فَلَقَد كانَ عابِدا وَرِعا مُجتَهِدا في طاعَةِ اللّهِ غَيرَ خائِفٍ لَومَةَ لائِمٍ. قالَ: أفَما عَلِمتَ بِوَفاتِهِ ؟ قُلتُ: بَلى، قالَ: فَلِمَ لَم تُبَشِّرني بِوَفاتِهِ ؟ فَقُلتُ: لَم اُحِبَّ أن اُبَشِّرَكَ بِأَمرٍ لَو عاشَ رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله فَعَرَفَهُ لَساءَهُ.
فَأَطرَقَ طَويلاً ثُمَّ قالَ: ما أرى في جِسمِكَ فَضلاً لِلعُقوبَةِ، وأخافُ أن أستَعمِلَ شَيئا مِنها فيكَ فَتَموتَ، وقَد كُفيتُ عَدُوّي، فَانصَرِف في غَيرِ حِفظِ اللّهِ، وَاللّهِ لَئِن بَلَغَني أنَّكَ عُدتَ لِمِثلِ فِعلِكَ لَأَضرِبَنَّ عُنُقَكَ.
قالَ: فَانصَرَفتُ إلَى الكوفَةِ، فَقالَ المَهدِيُّ لِلرَّبيعِ: أما تَرى قِلَّةَ خَوفِهِ وشِدَّةَ قَلبِهِ ؟! هكَذا يَكونُ وَاللّهِ أهلُ البَصائِرِ.۱
۱۲۳۵.الإمام الكاظم عليهالسلام ـ مِن دُعائِهِ بَعدَ صَلاةِ جَعفَرٍ۲ ـ: أسأَلُكَ أن تُصَلَّيَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ... اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أهلِ بَيتِهِ أئِمَّةِ الهُدى، ومَصابيحِ الدُّجى، واُمَنائِكَ في خَلقِكَ، وأصفِيائِكَ مِن عِبادِكَ، وحُجَجِكَ في أرضِكَ، ومَنارِكَ في بِلادِكَ، الصّابِرينَ عَلى بَلائِكَ، الطّالِبينَ رِضاكَ، الموفينَ بِوَعدِكَ، غَيرَ شاكّينَ فيكَ ولا جاحِدينَ عِبادَتَكَ، وأولِيائِكَ، وسَلائِلِ أولِيائِكَ، وخُزّانِ عِلمِكَ، الَّذين جَعَلتَهُم مَفاتيحَ الهُدى، ونورَ مَصابيحِ الدُّجى، صَلَواتُكَ عَلَيهِم ورَحمَتُكَ ورِضوانُكُ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وعَلى مَنارِكَ في عِبادِكَ، الدّاعي إليكَ بِإِذنِكَ، القائِمِ بِأَمرِكَ، المُؤَدّي عَن رَسولِكَ عَلَيهِ وآلِهِ السَّلامُ.
اللّهُمَّ إذا أظهَرتَهُ فَأَنجِز لَهُ ما وَعَدتَهُ، وسُق إلَيهِ أصحابَهُ وَانصُرهُ، وقَوِّ ناصِريهِ، وبَلِّغهُ