561
أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة

۱۲۲۷.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: رُوِيَ أنَّ أبا جَعفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ الباقِرِ عليه‏السلام قالَ لِبَعضِ أصحابِهِ: يا فُلانُ، ما لَقينا مِن ظُلمِ قُرَيشٍ إيّانا وتَظاهُرِهِم عَلَينا ! وما لَقِيَ شيعَتُنا ومُحِبّونا مِنَ النّاسِ ! إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قُبِضَ وقَد أخبَرَ أنّا أولَى النّاسِ بِالنّاسِ، فَتَمالَأَت عَلَينا قُرَيشٌ حَتّى أخرَجَتِ الأَمرَ عَن مَعدِنِهِ، وَاحتَجَّت عَلَى الأَنصارِ بِحَقِّنا وحُجَّتِنا. ثُمَّ تَداوَلَتها قُرَيشٌ، واحِدٌ بَعدَ واحِدٍ، حَتّى رَجَعَت إلَينا، فَنَكَثَت بَيعَتَنا، ونَصَبَتِ الحَربَ لَنا، ولَم يَزَل صاحِبُ الأَمرِ في صَعودٍ كَؤودٍ حَتّى قُتِلَ.
فَبويِعَ الحَسَنُ ابنُهُ وعوهِدَ، ثُمَّ غُدِرَ بِهِ واُسلِمَ، ووَثَبَ عَلَيهِ أهلُ العِراقِ حَتّى طُعِنَ بِخَنجَرٍ في جَنبِهِ، ونُهِبَت عَسكَرُهُ، وعولِجَت خَلاليلُ۱ اُمَّهاتِ أولادِهِ، فَوادَعَ مُعاوِيَةَ وحَقَنَ دَمَهَ ودِماءَ أهلِ بَيتِهِ، وهُم قَليلٌ حَقَّ قَليلٍ.
ثُمَّ بايَعَ الحُسَينَ عليه‏السلام مِن أهلِ العِراقِ عِشرونَ ألفا، ثُمَّ غَدَروا بِهِ، وخَرَجوا عَلَيهِ، وبَيعَتُهُ في أعناقِهِم، وقَتَلوهُ.
ثُمَّ لَم نَزَل ـ أهلَ البَيتِ ـ نُستَذَلُّ ونُستَضامُ، ونُقصى ونُمتَهَنُ، ونُحرَمُ ونُقتَلُ، ونَخافُ ولا نَأمَنُ عَلى دِمائِنا ودِماءِ أولِيائِنا. ووَجَدَ الكاذِبونَ الجاحِدونَ لِكَذِبِهِم وجُحودِهِم مَوضِعا يَتَقَرَّبونَ بِهِ إلى أولِيائِهِم، وقُضاةِ السّوءِ وعُمّالِ السّوءِ في كُلِّ بَلدَةٍ، فَحَدَّثوهُم بِالأَحاديثِ المَوضوعَةِ المَكذوبَةِ، ورَوَوا عَنّا ما لَم نَقُلهُ وما لَم نَفعَلهُ ؛ لِيُبَغِّضونا إلَى النّاسِ.
وكانَ عِظَمُ ذلِكَ وكِبَرُهُ زَمَنَ مُعاوِيَةَ بَعدَ مَوتِ الحَسَنِ عليه‏السلام، فَقُتِّلَت شيعَتُنا بِكُلِّ بَلدَةٍ، وقُطِّعَتِ الأَيدي وَالأَرجُلُ عَلَى الظِّنَّةِ، وكانَ مَن يُذكَرُ بِحُبِّنا وَالاِنقِطاعِ إلَينا سُجِنَ أو نُهِبَ مالُهُ، أو هُدِمَت دارُهُ.

1.. كذا في المصدر ، ولعلّ الصواب «خلاخيل» .


أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
560

حَقُّهُ۱ عَلى حُبِّهِ إيّانا، وأصبَحَت قُرَيشٌ تَفَضَّلُ عَلى جَميعِ العَرَبِ بِأَنَّ مُحَمَّدا صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مِنهُم، يَطلُبونَ بِحَقِّنا ولا يَعرِفونَ لَنا حَقّا. اُدخُل فَهذا صَباحُنا ومَساؤُنا.۲

۱۲۲۵.الإمام الباقر عليه‏السلام: مَن لَم يَعرِف سوءَ ما اُوتِيَ إلَينا مِن ظُلمِنا وذَهابِ حَقِّنا وما نُكِبنا بِهِ، فَهُوَ شَريكُ مَن أتى إلَينا فيما وَلِيَنا بِهِ.۳

۱۲۲۶.الأمالي للطوسي عن المنهال بن عمرو: كُنتُ جالِسا مَعَ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الباقِرِ عليه‏السلام إذ جاءَهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيهِ، فَرَدَّ عَلَيهِ السَّلامَ، قالَ الرَّجُلُ: كَيفَ أنتُم ؟ فَقالَ لَهُ مُحَمَّدٌ عليه‏السلام: أوَما آنَ لَكُم أن تَعلَموا كَيفَ نَحنُ ؟! إنَّما مَثَلُنا في هذِهِ الاُمَّةِ مَثَلُ بَني إسرائيلَ، كانَ يُذَبَّحُ أبناؤُهُم وتُستَحيى نِساؤهُم، ألا وإنَّ هؤُلاءِ يُذَبِّحونَ أبناءَنا ويَستَحيونَ نِساءَنا، زَعَمَتِ العَرَبُ أنّ لَهُم فَضلاً عَلَى العَجَمِ، فَقالَتِ العَجَمُ: وبِماذا ؟ قالوا: كانَ مُحَمَّدٌ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عَرَبِيّا، قالوا لَهُم: صَدَقتُم. وزَعَمَت قُرَيشٌ أنَّ لَها فَضلاً عَلى غَيرِها مِنَ العَرَبِ، فَقالَت لَهُمُ العَرَبُ مِن غَيرِهِم: وبِما ذاكَ ؟ قالوا: كانَ مُحَمَّدٌ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قُرَشِيّا، قالوا لَهُم: صَدَقتُم.
فَإِن كانَ القَومَ صَدَقوا فَلَنا فَضلٌ عَلَى النّاسِ ؛ لِأَنّا ذُرِّيَّةُ مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وأهلُ بَيتِهِ خاصَّةً وعِترَتُهُ، لا يَشرَكُهُ في ذلِكَ غَيرُنا. فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ: وَاللّهِ إنّي لاَُحِبُّكُم أهلَ البَيتِ. قالَ: فَاتَّخِذ لِلبَلاءِ جِلبابا، فَوَاللّهِ إنَّهُ لَأَسرَعُ إلَينا وإلى شيعَتِنا مِنَ السَّيلِ فِي الوادي، وبِنا يَبدَأُ البَلاءُ ثُمَّ بِكُم، وبِنا يَبدَأُ الرَّخاءُ ثُمَّ بِكُم.۴

1.. في المصدر : « منقوص بحقّه » والصحيح هو ما أثبتناه كما في تفسير القمّي .

2.. جامع الأخبار : ص ۲۳۸ ح ۶۰۷ ، تفسير القمّي : ج ۲ ص ۱۳۴ عن عاصم بن حميد عن الإمامالصادق عليه‏السلامعنه عليهماالسلامنحوه ، بحار الأنوار : ج ۷۶ ص ۱۶ ح ۲ ؛ الطبقات الكبرى : ج ۵ ص ۲۱۹ ، تهذيب الكمال : ج ۲۰ ص ۳۹۹ الرقم ۴۰۵۰ ، تاريخ دمشق : ج ۴۱ ص ۳۹۶ كلّها نحوه .

3.. ثواب الأعمال : ص ۲۴۸ ح ۶ عن جابر ، بحار الأنوار : ج ۲۷ ص ۵۵ ح ۱۱ .

4.. الأمالي للطوسي : ص ۱۵۴ ح ۲۵۵ ، بشارة المصطفى : ص ۸۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۶ ص ۳۶۰ ح ۱ ؛الطبقات الكبرى : ج ۵ ص ۹۵ نحوه والقضية فيه منسوبة إلى محمّد بن علي المعروف بابن الحنفيّة وليس فيه ذيله من «لأنّا ذرّيّة» .

  • نام منبع :
    أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري، السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390/01/01
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4400
صفحه از 719
پرینت  ارسال به