515
أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة

۱۱۲۲.الخرائج والجرائح عن محمّد بن الوليد الكرماني: أَتَيتُ أَبا جَعفَرٍ ابنَ الرضا عليهماالسلام... ثُمَّ قُلتُ: مَا لِمَوَالِيكُم فِي مُوَالاَتِكُم؟ فَقَالَ: إِنَّ أَبَا عَبدِ اللّهِ عليه‏السلام كَانَ عِندَهُ غُلامٌ يُمسِكُ بَغلَتَهُ إِذا هُوَ دَخَلَ المَسجِدَ فَبَينَما هُوَ جالِسٌ وَ مَعَهُ بَغلَةٌ إِذ أَقبَلَت رِفقَةٌ مِن خُرَاسانَ، فَقالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الرِّفقَةِ: هَل لَكَ يا غُلامُ أَن تَسأَلَهُ أَن يَجعَلَني مَكَانَكَ وَ أَكُونَ لَهُ مَملُوكاً وَ أَجعَلَ لَكَ مَالِي كُلَّهُ؟ فَإِنّي كَثِيرُ المَالِ مِن جَمِيعِ الصُّنُوفِ، اذهَب فَاقبِضهُ، وَ أَنَا أُقيمُ مَعَهُ مَكانَكَ، فَقَالَ: أَسأَ لُهُ ذَلِكَ.
فَدَخَلَ عَلَى أَبي عَبدِ اللّهِ فَقالَ: جُعِلتُ فِداكَ! تَعرِفُ خِدمَتِي وَ طُولَ صُحبَتي فَإِن سَاقَ اللّهُ إِلَيَّ خَيراً تَمنَعُنِيهِ؟ قالَ: أُعطِيكَ مِن عِندي وَ أَمنَعُكَ مِن غَيري فَحَكى لَهُ قَولَ الرَّجُلِ فَقالَ: إِن زَهِدتَ في خِدمَتِنا وَ رَغِبَ الرَّجُلُ فينَا قَبِلناهُ وَ أَرسَلناكَ فَلَمّا وَلّى عَنهُ دَعاهُ، فَقالَ لَهُ: اُنصِحُكَ لِطُولِ الصُّحبَةِ، وَ لَكَ الخِيارُ، فَإِذا كَانَ يَومُ القِيامَةِ كانَ رَسُولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مُتَعَلِّقاً بِنُورِ اللّهِ، وَكانَ أَميرُ المُؤِنينَ عليه‏السلام مُتَعَلِّقاً بِرَسُولِ اللّهِ، وَكانَ الأَئِمَّةُ مُتَعَلِّقِينَ بِأَميرِ الْمُؤمِنينَ وَكانَ شيعَتُنَا مُتَعَلِّقِينَ بِنا يَدخُلُونَ مَدخَلَنَا، وَ يَرِدُونَ مَورِدَنا.
فَقالَ الغُلامُ: بَل اُقيمُ في خِدمَتِكَ وَاُؤْثِرُ الآخِرَةَ عَلَى الدُّنيا وَ خَرَجَ الغُلامُ إِلَى الرَّجُلِ فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ: خَرَجتَ إِلَيَّ بِغَيرِ الوَجهِ الَّذِي دَخَلتَ بِهِ، فَحَكى لَهُ قَولَهُ وَ أَدخَلَهُ عَلَى أَبي عَبدِ اللّهِ عليه‏السلام فَقَبِلَ وَلاءَهُ وَ أَمَرَ لِلغُلامِ بِألفِ دِينارٍ ثُمَّ قَامَ إِلَيهِ فَوَدَّعَهُ وَ سَأَلَهُ أَن يَدعُوَ لَهُ، فَفَعَلَ.۱

۶ / ۱۲

الجَنَّةُ

۱۱۲۳.مقتل الحسين عليه‏السلام للخوارزمي عن حذيفة: رَأَيتُ رَسولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أخَذَ بِيَدِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه‏السلام فَقالَ: أيُّهَا النّاسُ ! جَدُّ الحُسَينِ أكرَمُ عَلَى اللّهِ مِن جَدِّ يوسُفَ بنِ يَعقوبَ،

1.. الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۳۹۰، بحار الأنوار : ج ۵۰ ص ۸۸ ح ۱ (باب فضائله ومكارم أخلاقه عليه‏السلام) .


أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
514

واُحَرِّمُ حَرامَكُم، وأنتَظِرُ أمَرَكُم، فَهَل تَرجو لي جَعَلَنِي اللّهُ فِداكَ ؟
فَقالَ أبو جَعفَرٍ عليه‏السلام: إلَيَّ إلَيَّ، حَتّى أقعَدَهُ إلى جَنبِهِ، ثُمَّ قالَ: أيُّهَا الشَّيخُ، إنَّ أبي عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه‏السلام أتاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَن مِثلِ الَّذي سَأَلتَني عَنهُ، فَقالَ لَهُ أبي عليه‏السلام: إن تَمُت تَرِد عَلى رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وعَلى عَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ وعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ، ويَثلَج قَلبُكَ، ويَبرُد فُؤادُكَ، وتَقَرَّ عَينُكَ، وتُستَقبَل بِالرَّوحِ وَالرَّيحانِ مَعَ الكِرامِ الكاتِبينَ لَو قَد بَلَغَت نَفسُكَ هاهُنا ـ وأهوى بِيَدِهِ إلى حَلقِهِ ـ، وإن تَعِش تَرَ ما يُقِرُّ اللّهُ به عَينَكَ، وتَكونُ مَعَنا فِي السَّنامِ الأَعلى.
فَقالَ الشَّيخُ: كَيفَ قُلتَ يا أبا جَعفَرٍ ؟ فَأَعادَ عَلَيهِ الكَلامَ، فَقالَ الشَّيخُ: اللّهُ أكبَرُ يا أبا جَعفَرٍ، إن أنَا مُتُّ أرِد عَلى رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وعَلى عَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ وعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليهم‏السلام، وتَقَرَّ عَيني، ويَثلَج قَلبي، ويَبرُد فُؤادي، واُستَقبَل بِالرَّوحِ وَالرَّيحانِ مَعَ الكِرامِ الكاتِبينَ لَو قَد بَلَغَت نَفسي إلى هاهُنا، وإن أعِش أرَ ما يُقِرُّ اللّهُ بِهِ عَيني فَأَكونَ مَعَكُم فِيالسَّنامِ الأَعلى !
ثُمَّ أقبَلَ الشَّيخُ يَنتَحِبُ، يَنشِجُ ها ها ها حَتّى لَصِقَ بِالأَرضِ، وأقبَلَ أهلُ البَيتِ يَنتَحِبونَ ويَنشِجون لِما يَرَونَ مِن حالِ الشَّيخِ، وأقبَلَ أبو جَعفَرٍ عليه‏السلام يَمسَحُ بِإِصبَعِهِ الدُّموعَ مِن حَماليقِ۱ عَينَيهِ ويَنفُضُها.
ثُمَّ رَفَعَ الشَّيخُ رَأسَهُ، فَقالَ لِأَبي جَعفَرٍ عليه‏السلام: يَا بنَ رَسولِ اللّهِ، ناوِلني يَدَكَ جَعَلَنِي اللّه‏ُ فِداكَ. فَناوَلَهُ يَدَهُ، فَقَبَّلَها ووَضَعَها عَلى عَينَيهِ وخَدِّهِ، ثُمَّ حَسَرَ۲ عَن بَطنِهِ وصَدرِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلى بَطنِهِ وصَدرِهِ، ثُمَّ قامَ فَقالَ: السَّلامُ عَلَيكُم.
وأقبَلَ أبو جَعفَرٍ عليه‏السلام يَنظُرُ في قَفاهُ وهُوَ مُدبِرٌ، ثُمَّ أقبَلَ بِوَجهِهِ عَلَى القَومِ فَقالَ: مَن أحَبَّ أن يَنظُرَ إلى رَجُلٍ مِن أهلِ الجَنَّةِ فَليَنظُر إلى هذا.
فَقالَ الحَكَمُ بنُ عُتَيبَةَ: لَم أرَ مَأتَما قَطُّ يُشبِهُ ذلِكَ الَمجلِسَ.۳

1.. الحماليق: ما يلي المقلة من لحمها، وقيل: هو ما فيالمقلة من نواحيهالسان العرب : ج۱۰ ص۶۹«حملق».

2.. حَسَر : كشف (المصباح المنير : ص ۱۳۵ «حسر») .

3.. الكافي : ج ۸ ص ۷۶ ح ۳۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۶ ص ۳۶۱ ح ۳ .

  • نام منبع :
    أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري، السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390/01/01
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2918
صفحه از 719
پرینت  ارسال به