427
أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة

ذَوِيالفاقَةِ مِنهُم، إنّا لا نَأمُرُ بِظُلمٍ، ولكِنّا نَأمُرُكُم بِالوَرَعِ الوَرَعِ الوَرَعِ، وَالمُواساةِ المُواساةِ لاِءِخوانِكُم، فَإِنَّ أولِياءَ اللّهِ لَم يَزالوا مُستَضعَفينَ قَليلينَ مُنذُ خَلَقَ اللّهُ آدَمَ عليه‏السلام.۱

۸۴۹.الإمام الصادق عليه‏السلام ـ في رِسالَةٍ كَتَبَها إلى أصحابِهِ وأمَرَهُم بِمُدارَسَتِها وَالنَّظَرِ فيها وتَعاهُدِها وَالعَمَلِ بِها، فَكانوا يَضَعونَها في مَساجِدِ بُيوتِهِم، فَإِذا فَرَغوا مِنَ الصَّلاةِ نَظَروا فيها ـ:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
أمّا بَعدُ، فَاسأَلوا رَبَّكُمُ العافِيَةَ، وعَلَيكُم بِالدَّعَةِ وَالوَقارِ وَالسَّكينَةِ، وعَلَيكُم بِالحَياءِ وَالتَّنَزُّهِ عَمّا تَنَزَّهَ عَنهُ الصّالِحونَ قَبلَكُم... وإيّاكُم أن تَزلِقوا ألسِنَتَكُم بِقَولِ الزّورِ وَالبُهتانِ وَالإِثمِ وَالعُدوانِ، فَإِنَّكُم إن كَفَفتُم ألسِنَتَكُم عَمّا يَكرَهُهُ اللّهُ مِمّا نَهاكُم عَنهُ كانَ خَيرا لَكُم عِندَ رَبِّكُم مِن أن تَزلِقوا ألسِنَتَكُم بِهِ، فَإِنَّ زَلقَ اللِّسانِ فيما يَكرَهُ اللّه‏ُ وما (يَ)نهى عَنهُ مَرداةٌ لِلعَبدِ عِندَ اللّهِ ومَقتٌ مِنَ اللّهِ وصَمٌّ وعَمىً وبَكَمٌ يورِثُهُ اللّهُ إيّاهُ يَومَ القِيامَةِ فَتَصيروا كَما قالَ اللّهُ: «صُمُّ بُكْمٌ عُمْىٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ»۲ يَعني لا يَنطِقون «وَ لاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ»۳.
وإيّاكُم وما نَهاكُمُ اللّهُ عَنهُ أن تَركَبوهُ، وعَلَيكُم بِالصَّمتِ إلاّ فيما يَنفَعُكُمُ اللّهُ بِهِ مِن أمرِ آخِرَتِكُم ويَأجُرُكُم عَلَيهِ. وأكثِروا مِنَ التَّهليلِ وَالتَّقديسِ وَالتَّسبيحِ وَالثَّناءِ عَلَى اللّهِ، وَالتَّضَرُّعِ إلَيهِ، وَالرَّغبَةِ فيما عِندَهُ مِنَ الخَيرِ الَّذي لا يَقدِرُ قَدرَهُ ولا يَبلُغُ كُنهَهُ أحَدٌ، فَاشغَلوا ألسِنَتَكُم بِذلِكَ عَمّا نَهَى اللّهُ عَنهُ مِن أقاويلِ الباطِلِ الَّتي تُعقِبُ أهلَها خُلودا فِي النّارِ، مَن ماتَ عَلَيها ولَم يَتُب إلَى اللّهِ ولَم يَنزِع عَنها.
وعَلَيكُم بِالدُّعاءِ فَإِنَّ المُسلِمينَ لَم يُدرِكوا نَجاحَ الحَوائِجِ عِندَ رَبِّهِم بِأَفضَلَ مِنَ الدُّعاءِ

1.. المحاسن : ج ۱ ص ۲۵۸ ح ۴۹۲ ، بحار الأنوار : ج ۶۸ ص ۱۵۴ ح ۱۰ .

2.. البقرة : ۱۸ .

3.. المرسلات : ۳۶ .


أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
426

وَاستَعينوا بِاللّهِ وَاصبِروا، «إِنَّ الأَْرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ»۱، وإنَّ الأَرضَ للّهِ يورِثُها عِبادَهُ الصّالِحينَ.
ـ ثُمَّ قالَ عليه‏السلام ـ: إنَّ أولِياءَ اللّهِ وأولِياءَ رَسولِهِ مِن شيعَتِنا: مَن إذا قالَ صَدَقَ، وإذا وَعَدَ وفى، وإذَا ائتُمِنَ أدّى، وإذا حُمِّلَ فِي الحَقِّ احتَمَلَ، وإذا سُئِلَ الواجِبَ أعطى، وإذا اُمِرَ بِالحَقِّ فَعَلَ. شيعَتُنا مَن لا يَعدو عِلمَهُ سَمعُهُ۲، شيعَتُنا مَن لا يَمدَحُ لَنا مُعَيِّبا، ولا يُواصِلُ لَنا مُبغِضا، ولا يُجالِسُ لَنا قالِيا، إن لَقِيَ مُؤمِنا أكرَمَهُ، وإن لَقِيَ جاهِلاً هَجَرَهُ. شيعَتُنا مَن لا يَهِرُّ هَريرَ الكَلبِ، ولا يَطمَعُ طَمَعَ الغُرابِ، ولا يَسأَلُ أحَدا إلاّ مِن إخوانِهِ وإن ماتَ جوعا. شيعَتُنا مَن قالَ بِقَولِنا وفارَقَ أحِبَّتَهُ فينا، وأدنَى البُعَداءَ في حُبِّنا، وأبعَدَ القُرَباءَ في بُغضِنا.۳

۸۴۷.الكافي عن عبد اللّه‏ بن بكير عَن رَجُلٍ عَن أبي جَعفَرٍ عليه‏السلام قال: دَخَلنا عَلَيهِ عليه‏السلام جَماعةً، فَقُلنا: يَا بنَ رَسولِ اللّهِ، إنّا نُريدُ العِراقَ فأَوصِنا.
فَقالَ أبو جَعفَرٍ عليه‏السلام: لِيُقَوِّ شَديدُكُم ضَعيفَكُم، وَليَعُد غَنِيُّكُم عَلى فَقيرِكُم، ولا تَبُثُّوا سِرَّنا ولا تُذيعوا أمرَنا، وإذا جاءَكُم عَنّا حَديثٌ فَوَجَدتُم عَلَيهِ شاهِدا أو شاهِدَينِ مِن كِتابِ اللّهِ فَخُذوا بِهِ وإلاّ فَقِفوا عِندَهُ، ثُمَّ رُدّوهُ إلَينا حَتّى يَستَبينَ لَكُم....۴

۸۴۸.المحاسن عن الخطّاب الكوفي ومصعب بن عبد اللّه‏ الكوفي: دَخَلَ سَديرٌ الصَّيرَفِيُّ عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه‏السلام وعِندَهُ جَماعَةٌ مِن أصحابِهِ، فَقالَ لَهُ: يا سَديرُ، لا تَزالُ شيعَتُنا مَرعِيّينَ مَحفوظينَ مَستورينَ مَعصومينَ ما أحسَنُوا النَّظَرَ لِأَنفُسِهِم فيما بَينَهُم وبَينَ خالِقِهِم، وصَحَّت نِيّاتُهُم لِأَئِمَّتِهِم، وبَرّوا إخوانَهُم، فَعَطَفوا عَلى ضَعيفِهِم، وتَصَدَّقوا عَلى

1.. الأعراف : ۱۲۸ .

2.. كذا في المصدر وفي صفات الشيعة : ص ۹۲ «صَوتُهُ سَمعَهُ» .

3.. دعائم الإسلام : ج ۱ ص ۶۴ .

4.. الكافي : ج ۲ ص ۲۲۲ ح ۴ ، بحار الأنوار : ج ۷۵ ص ۷۳ ح ۲۱ .

  • نام منبع :
    أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري، السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390/01/01
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4319
صفحه از 719
پرینت  ارسال به