وَاستَعينوا بِاللّهِ وَاصبِروا، «إِنَّ الأَْرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ»۱، وإنَّ الأَرضَ للّهِ يورِثُها عِبادَهُ الصّالِحينَ.
ـ ثُمَّ قالَ عليهالسلام ـ: إنَّ أولِياءَ اللّهِ وأولِياءَ رَسولِهِ مِن شيعَتِنا: مَن إذا قالَ صَدَقَ، وإذا وَعَدَ وفى، وإذَا ائتُمِنَ أدّى، وإذا حُمِّلَ فِي الحَقِّ احتَمَلَ، وإذا سُئِلَ الواجِبَ أعطى، وإذا اُمِرَ بِالحَقِّ فَعَلَ. شيعَتُنا مَن لا يَعدو عِلمَهُ سَمعُهُ۲، شيعَتُنا مَن لا يَمدَحُ لَنا مُعَيِّبا، ولا يُواصِلُ لَنا مُبغِضا، ولا يُجالِسُ لَنا قالِيا، إن لَقِيَ مُؤمِنا أكرَمَهُ، وإن لَقِيَ جاهِلاً هَجَرَهُ. شيعَتُنا مَن لا يَهِرُّ هَريرَ الكَلبِ، ولا يَطمَعُ طَمَعَ الغُرابِ، ولا يَسأَلُ أحَدا إلاّ مِن إخوانِهِ وإن ماتَ جوعا. شيعَتُنا مَن قالَ بِقَولِنا وفارَقَ أحِبَّتَهُ فينا، وأدنَى البُعَداءَ في حُبِّنا، وأبعَدَ القُرَباءَ في بُغضِنا.۳
۸۴۷.الكافي عن عبد اللّه بن بكير عَن رَجُلٍ عَن أبي جَعفَرٍ عليهالسلام قال: دَخَلنا عَلَيهِ عليهالسلام جَماعةً، فَقُلنا: يَا بنَ رَسولِ اللّهِ، إنّا نُريدُ العِراقَ فأَوصِنا.
فَقالَ أبو جَعفَرٍ عليهالسلام: لِيُقَوِّ شَديدُكُم ضَعيفَكُم، وَليَعُد غَنِيُّكُم عَلى فَقيرِكُم، ولا تَبُثُّوا سِرَّنا ولا تُذيعوا أمرَنا، وإذا جاءَكُم عَنّا حَديثٌ فَوَجَدتُم عَلَيهِ شاهِدا أو شاهِدَينِ مِن كِتابِ اللّهِ فَخُذوا بِهِ وإلاّ فَقِفوا عِندَهُ، ثُمَّ رُدّوهُ إلَينا حَتّى يَستَبينَ لَكُم....۴
۸۴۸.المحاسن عن الخطّاب الكوفي ومصعب بن عبد اللّه الكوفي: دَخَلَ سَديرٌ الصَّيرَفِيُّ عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليهالسلام وعِندَهُ جَماعَةٌ مِن أصحابِهِ، فَقالَ لَهُ: يا سَديرُ، لا تَزالُ شيعَتُنا مَرعِيّينَ مَحفوظينَ مَستورينَ مَعصومينَ ما أحسَنُوا النَّظَرَ لِأَنفُسِهِم فيما بَينَهُم وبَينَ خالِقِهِم، وصَحَّت نِيّاتُهُم لِأَئِمَّتِهِم، وبَرّوا إخوانَهُم، فَعَطَفوا عَلى ضَعيفِهِم، وتَصَدَّقوا عَلى