41
أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة

هذا الحديث بالشكل الذي أشرنا إليه سابقاً۱، وبنحو يختلف عن النصّ الذي هو محلّ الكلام.

د ـ السند المذكورة لهذا النصّ في حاشية عوالم العلوم فيه من الإشكال بحيث لو كان للقارئ اطّلاع في علم الرجال فإنّه سيعرف سقمه سنداً۲.

1.. راجع على سبيل المثال : الأمالي للطوسي : ص ۲۶۳ و ص ۳۶۸، الأمالي للصدوق : ص ۵۵۹ ، مجمع البيان : ج ۸ ص ۵۵۹ . ولملاحظة مصادره المختلفة راجع : ص ۲۵ - ۳۲ و ۵۷ ـ ۶۴ من كتابنا هذا .

2.. توجد عدّة ملاحظات في هذا الخصوص تستحقّ التأمّل والالتفات نذكر منها ملاحظتين :
الاُولى : ما كتبه محقّق كتاب عوالم العلوم في شأن السند المتقدّم حيث كتب في الهامش :
قيل : إنّ السيّد ماجد البحراني المذكور فيه ، إن كان هو ابن هاشم بن عليّ المعروف في المشايخوترجمه صاحب الحدائق في لؤلؤة البحرين والشيخ النوري في خاتمة المستدرك ، فهو لا يروي عنه السيّد هاشم البحراني ، فضلاً عن أن يكون شيخه ؛ لأنّ السيّد ماجد توفّي سنة ۱۰۲۸ ، والسيّد هاشم توفّي في نحو سنة ۱۱۰۷ ، وبينهما نحو من ثمانين سنة ، وإن كان هو ماجد بن محمّد البحراني الّذي ذكره الشيخ الحرّ العاملي في القسم الثاني من أمل الآمل و ذكر أنّه معاصره ، وأنّه عالم جليل كان قاضيا في شيراز ، ثمّ في إصفهان فهو غير معروف في المشايخ وأسانيد الأخبار ، بل الظاهر أنّه لا يروي عن الشيخ حسن بن زين الدين المذكور صاحب المعالم ، لبعد الطبقة بينهما راجع : عوالم العلوم / فاطمة الزهرا عليهاالسلام : ج ۲ ص ۹۳۰ الهامش ۲ .
الثانية : في هذا الصدد قال أحد المحقّقين الكبار في علم الرجال :
۱. ورد الحديث المذكور بهذه الصيغة ولأوّل مرّة في حاشية كتاب العوالم للسيّد هاشم البحراني، وقد رأيت النسخة المصوّرة منه، وكما ذكر الشهيد الصدوقي رحمه‏الله لآية اللّه‏ السبحاني فإنّه ليس بخطّ صاحب العوالم. (ومنه يعلم أنّه أُضيف إليه فيما بعد).
۲. ورد في سند الحديث : «القاسم بن يحيى الجلاء» ، وفيه إشكال من جهات عديدة :
أ ـ لم يذكر هذا العنوان في كتب الحديث والرجال.
ب ـ روى أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي هذا الحديث عنه، مع أنّه لم يذكر في مشايخ البزنطي .
ج ـ روى الحديث عن أبي بصير ، ورواه أبو بصير عن أبان بن تغلب، ولا نجد نظيراً لهذا السند في شيء من كتب الحديث والرجال.
والذي نستخلصه من النقاط والقرائن المشار اليها هو أنّ هذا السند لا أساس له، ولا يمكن قبوله، على الرغم من أنّ أصل وقوع حادثة الكساء ونزول آية التطهير في شأن أهل البيت عليهم‏السلام هو من القضايا المتسالم عليها، ويتّفق عليها المسلمون سنّة وشيعة.


أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
40

الطوسي، عن أبيه شيخ الطائفة الطوسي، عن شيخه المفيد، عن شيخه ابن قولويه القمّي، عن شيخه الكليني، عن عليّ بن إبراهيم، [عن أبيه إبراهيم] بن هاشم، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن قاسم بن يحيى الجلاء الكوفي، عن أبي بصير، عن أبان بن تغلب البكري، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر بن عبد اللّه‏ الأنصاري، عن فاطمة الزهراء بنت رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، قال: سمعت فاطمة أنّها قالت: دخل عليّ أبي رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله...۱.

بعض النقاط حول سند هذا الحديث:

أ ـ الوثيقة الوحيدة لهذا السند هي كلام الشيخ نور الدين عبد اللّه‏ البحراني (صاحب كتاب عوالم العلوم) وهو من علماء القرن الثاني عشر، فعلى فرض ثبوتها فإنّه قال: «رأيت بخطّ الشيخ الجليل السيّد هاشم البحراني...»، ولا نعلم من الذي ضمن له صحّة تشخيصه لخطّ السيّد هاشم البحراني؟ وهل أنّ هذا الخطّ هو خطّه بالضرورة؟!

ب ـ لم يذكر السيّد هاشم البحراني۲ هذا الحديث في كتبه «غاية المرام» و «تفسير البرهان»، مع أنّ هدفه في هذين الكتابين هو جمع الأحاديث، لا تصحيحها، بل أنّ ما نقله في هذين الكتابين يخالف المنقول عن خطّه سنداً ومتناً.

ج ـ الكثير من كبار المحدّثين الشيعة ـ أمثال الكليني والطوسي، والمفيد، والطبرسي، وابن شهرآشوب ـ والذين وردت أسماؤم في سلسلة السند، أوردوا

1.. عوالم العلوم : ج ۲ ص ۹۳۰ .

2.. هو السيّد هاشم بن سليمان بن اسماعيل الكتكاني البحراني، ولد في كتكان من نواحي البحرين وتوفّي سنة ۱۱۰۷ هـ . ق . وقد مدح أصحاب التراجم شخصيّته العلميّة والعمليّة . وله من الشيخ الحرّ العاملي إجازة لرواية الحديث، ويقال : إنّه ألّف ۷۵ كتاباً، إلاّ أنّ مؤّفاته لا تخلو من غلو وضعف (اُنظر : أعيان الشيعة : ج ۱۰ ص ۲۴۹، أمل الآمل : ج ۲ ص ۳۴۱، رياض العلماء : ج ۵ ص ۳۱۰ .

  • نام منبع :
    أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري، السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390/01/01
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3226
صفحه از 719
پرینت  ارسال به