405
أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة

ثُمَّ لا يَكونَ مَعَ ذلِكَ فَعّالاً ؟ ! فَلَو قالَ: إنّي اُحِبُّ رَسولَ اللّهِ فَرَسولُ‏اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله خَيرٌ مِن عَلِيٍّ عليه‏السلام ثُمَّ لا يَتَّبِعُ سيرَتَهُ ولا يَعمَلُ بِسُنَّتِهِ ما نَفَعَهُ حُبُّهُ إيّاهُ شَيئا، فَاتَّقُوا اللّهَ وَاعمَلوا لِما عِندَ اللّهِ، لَيسَ بَينَ اللّهِ وبَينَ أحَدٍ قَرابَةٌ، أحَبُّ العِبادِ إلَى اللّهِ عز و جل (وأكرَمُهُم عَلَيهِ) أتقاهُم وأعمَلُهُم بِطاعَتِهِ. يا جابِرُ، وَاللّهِ ما يُتَقَرَّبُ إلَى اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى إلاّ بِالطّاعَةِ، وما مَعَنا بَراءَةٌ مِنَ النّارِ ولا عَلَى اللّهِ لِأَحَدٍ مِن حُجَّةٍ، مَن كانَ للّهِ مُطيعا فَهُوَ لَنا وَلِيٌّ، ومَن كانَ للّهِ عاصِيا فَهُوَ لَناعَدُوٌّ، وما تُنالُ وَلايَتُنا إلاّ بِالعَمَلِ وَالوَرَعِ.۱

۸۲۴.الإمام الباقر عليه‏السلام: أعينونا بِالوَرَعِ، فَإِنَّهُ مَن لَقِيَ اللّهَ عز و جل مِنكُم بِالوَرَعِ كانَ لَهُ عِندَ اللّه‏ِ فَرَجٌ، وإنَّ اللّهَ عز و جل يَقولُ: «وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَلءِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَآءِ وَالصَّلِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَلءِكَ رَفِيقًا»۲ فَمِنَّا النَّبِيُّ ومِنَّا الصِّدّيقُ وَالشُّهَداءُ وَالصالِحونَ.۳

۸۲۵.عنه عليه‏السلام ـ لِفُضَيلٍ ـ: بَلِّغ مَن لَقيتَ مِن مُوالينا عَنَّا السَّلامَ، وقُل لَهُم: إنّي أقولُ: إنّي لا اُغني عَنكُم مِنَ اللّهِ شَيئا إلاّ بِوَرَعٍ، فَاحفَظوا ألسِنَتَكُم وكُفّوا أيدِيَكُم، وعَلَيكُم بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ، إنَّ اللّهَ مَعَ الصّابِرينَ.۴

۸۲۶.الإمام الصادق عليه‏السلام ـ مِن وَصيَّتِهِ لِعَبدِ اللّهِ بنِ جُندَبٍ ـ: يَابنَ جُندَبٍ، بَلِّغ معاشِرَ شيعَتِنا وقُل لَهُم: لا تَذهَبَنَّ بِكُمُ المَذاهِبُ، فَوَاللّهِ لا تُنالُ وَلايَتُنا إلاّ بِالوَرَعِ وَالاِجتِهادِ فِي

1.. الكافي : ج ۲ ص ۷۴ ح ۳ ، صفات الشيعة : ص ۹۰ ح ۲۲ ، الأمالي للطوسي : ص ۷۳۵ ح ۱۵۳۵ ،الأمالي للصدوق : ص ۷۲۵ ح ۹۹۱ ، تنبيه الخواطر : ج ۲ ص ۱۸۵ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۷۰ ص ۹۷ ح ۴ .

2.. النساء : ۶۹ .

3.. الكافي : ج ۲ ص ۷۸ ح ۱۲ عن أبي الصباح الكنانيّ ، بحار الأنوار : ج ۷۰ ص ۳۰۱ ح ۱۱ .

4.. تفسير العيّاشي: ج ۱ ص ۶۸ ح ۱۲۳ ، مستطرفات السرائر : ص ۷۴ ح ۱۷ ، مشكاة الأنوار : ص ۹۴ح ۲۰۳ و ص ۹۷ ح ۲۱۷ كلاهما عن الفضيل عن الإمام الصادق عليه‏السلام نحوه ، دعائم الإسلام: ج ۱ ص ۱۳۳ بزيادة «واجتهاد» بعد «بورعٍ» ، بحار الأنوار : ج ۸۲ ص ۲۳۲ ح ۵۷ .


أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
404

معاشِرَ أصحابي، إنَّ الدُّنيا دارُ مَمَرٍّ وَالآخِرَةَ دارُ مَقَرٍّ، فَخُذوا مِن مَمَرِّكُم لِمَقَرِّكُم، ولا تَهتِكوا أستارَكُم عِندَ مَن لا يَخفى عَلَيهِ أسرارُكُم، وأخرِجوا مِنَ الدُّنيا قُلوبَكُم قَبلَ أن تَخرُجَ مِنها أبدانُكُم.۱

۸۲۲.مشكاة الأنوار عن عمرو بن سعيد بن هلال: دَخَلتُ عَلى أبي جَعفَرٍ عليه‏السلام ونَحنُ جَماعَةٌ فَقالَ: كونُوا النُّمرُقَةَ الوُسطى يَرجِعُ إلَيكُمُ الغالي، ويَلحَقُ بِكُمُ التّالي، وَاعمَلوا يا شيعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَاللّهِ ما بَينَنا وبَينَ اللّهِ مِن قَرابَةٍ ولا لَنا عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ، ولا يُتَقَرَّبُ إلَى اللّهِ إلاّ بِالطّاعَةِ، مَن كانَ مُطيعا نَفَعَتهُ وَلايَتُنا، ومَن كانَ عاصِيا لَم تَنفَعهُ وَلايَتُنا.
قالَ: ثُمَّ التَفَتَ إلَينا وقالَ: لا تَغتَرّوا ولا تَفتُروا، قُلتُ: ومَا النُّمرُقَةُ الوُسطى ؟ قالَ: ألا تَرَونَ أهلاً تَأتونَ أن تَجعَلوا لِلنَّمَطِ الأَوسَطِ فَضلَهُ.۲

۸۲۳.الكافي عن جابر، عن الإمام الباقر عليه‏السلام، قال: قالَ عليه‏السلام لي: يا جابِرُ، أيَكتَفي مَن يَنتَحِلُ۳ التَّشَيُّعَ أن يَقولَ بِحُبِّنا أهلَ البَيتِ ؟! فَوَاللّهِ ماشيعَتُنا إلاّ مَنِ اتَّقَى اللّهَ وأطاعَهُ، وما كانوا يُعرَفونَ، يا جابِرُ، إلاّ بِالتَّواضُعِ وَالتَّخَشُّعِ، وَالأَمانَةِ وكَثرَةِ ذِكرِ اللّهِ، وَالصَّومِ وَالصَّلاةِ، وَالبِرِّ بِالوالِدَينِ، وَالتَّعاهُدِ لِلجيرانِ مِنَ الفُقَراءِ وأهلِ المَسكَنَةِ وَالغارِمينَ وَالأَيتامِ، وصِدقِ الحَديثِ وتِلاوَةِ القُرآنِ، وكَفِّ الأَلسُنِ عَنِ النّاسِ إلاّ مِن خَيرٍ، وكانوا اُمناءَ عَشائِرِهِم فِي الأَشياءِ.
قالَ جابِرٌ: فَقُلتُ: يَا بنَ رَسولِ اللّهِ، ما نَعرِفُ اليَومَ أحَدا بِهذِهِ الصِّفَةِ.
فَقالَ: يا جابِرُ، لاتَذهَبَنَّ بِكَ المَذاهِبُ، حَسبُ الرَّجُلِ أن يَقولَ: اُحِبُّ عَلِيّا وأتَوَلاّهُ

1.. الأمالي للصدوق : ص ۲۸۹ ح ۳۲۱ عن طاووس اليمانيّ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۱۴۷ ح ۷ .

2.. مشكاة الأنوار : ص ۱۲۱ ح ۲۸۵ ، الكافي : ج ۲ ص ۷۵ ح ۶ عن عمرو بن خالد ، شرح الأخبار : ج ۳ص ۵۰۲ ح ۱۴۴۰ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۳۶۰ ، نزهة الناظر : ص ۱۶۰ ح ۳۱۶ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۶۸ ص ۱۷۸ ح ۳۶ ، وراجع : نهج البلاغة : الحكمة ۱۰۹ .

3.. يَنتَحِلُ : إذا ادّعاه لنفسه ، أو إذا انتسب إليه الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۲۶ «نحل» .

  • نام منبع :
    أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري، السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390/01/01
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3170
صفحه از 719
پرینت  ارسال به