الفصل الأوّل: الاجتهاد في العمل۱
۸۲۰.الإمام الصادق عن آبائه عن الإمام عليّ عليهمالسلام ـ مِن خُطبَةٍ لَهُ خَطَبَها فِي البَصرَةِ ـ: مَعاشِرَ شيعَتِي، اِصبِروا عَلى عَمَلٍ لا غِنىً بِكُم عَن ثَوابِهِ، وَاصبِروا عَن عَمَلٍ لا صَبرَ لَكُم عَلى عِقابِهِ، إنّا وَجَدنَا الصَّبرَ عَلى طاعَةِ اللّهِ أهوَنَ مِنَ الصَّبرِ عَلى عَذابِ اللّهِ عز و جل. اِعلَموا أنَّكُم في أجَلٍ مَحدودٍ وأمَلٍ مَمدودٍ ونَفَسٍ مَعدودٍ، ولابُدَّ لِلأَجَلِ أن يَتَناهى ولِلأَمَلِ أن يُطوى ولِلنَّفَسِ أن يُحصى.
ثُمَّ دَمَعَت عَيناهُ وقَرَأ: «وَ إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَفِظِينَ * كِرَامًا كَتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ»۲.۳
۸۲۱.الإمام زين العابدين عليهالسلام ـ لِجَماعَةٍ مِن أصحابِهِ ـ: معاشِرَ أصحابي، اُوصيكُم بِالآخِرَةِ ولَستُ اُوصيكُم بِالدُّنيا، فَإِنَّكُم بِها مُستَوصَونَ وعَلَيها حَريصونَ وبِها مُستَمسِكونَ.
1.. لابدّ أن نشير إلى أنّ وصايا أهل البيت عليهمالسلام لاتقتصر على ما جاء هنا ، بل ينبغي لمن أراد جمعوصاياهم في شتّى المواضيع أن يُفرد لذلك كتابا خاصّا . وسوف نلاحظ في هذا الفصل أبرز مواعظ أهل البيت عليهمالسلام ـ الخُلقيّة منها والسياسيّة والاجتماعيّة ـ للاُمّة الإسلاميّة وبخاصّة أتباعهم والعلماء ، ومع أخذ الظروف الحاكمة في العالم الإسلاميّ بعين الاعتبار .
2.. الانفطار : ۱۰ ـ ۱۲ .
3.. الأمالي للصدوق : ص ۱۷۰ ح ۱۶۹ عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه عليهمالسلام ، روضةالواعظين : ص ۵۳۵ عن الإمام الصادق عنه عليهماالسلام ، بحار الأنوار : ج ۷۷ ص ۳۸۰ ح ۴ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۲۰ ص ۲۸۱ ح ۲۲۳ وفيه ذيله من «اعلموا أنّكم» نحوه ، وراجع : عيون الحكم والمواعظ : ص ۵۲ ح ۱۳۵۴ .