393
أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة

الخُلُقِ، لَيِّنَ الجانِبِ، لَيسَ بِفَظٍّ ولا غَليظٍ، ولا سَخّابٍ ولا فَحّاشٍ ولا عَيّابٍ ولا مَزّاحٍ، يَتَغافَلُ عَمّا لا يَشتَهي، ولا يُؤيِسُ مِنهُ ولا يُحَبِّبُ فيهِ، قد تَرَكَ نَفسَهُ مِن ثَلاثٍ: المِراءِ، وَالإِكثارِ، وما لا يَعنيهِ، وتَرَكَ النّاسَ مِن ثَلاثٍ: كانَ لا يَذُمُّ أحَدا ولا يُعَيِّرُهُ، ولا يَطلُبُ عَورَتَهُ، ولا يَتَكَلَّمُ إلاّ فيما رَجا ثَوابَهُ. إذا تَكَلَّمَ أطرَقَ جُلَساؤُهُ كَأَنَّما عَلى رُؤوسِهِمُ الطَّيرُ، فَإِذا سَكَتَ تَكَلَّموا ولا يَتَنازَعونَ عِندَهُ، مَن تَكَلَّمَ أنصَتوا لَهُ حَتّى يَفرُغَ. حَديثُهُم عِندَهُ حَديثُ أوَّلِهِم، يَضحَكُ مِمّا يَضحَكونَ مِنهُ، ويَتَعَجَّبُ مِمّا يَتَعَجَّبونَ مِنهُ، ويَصبِرُ لِلغَريبِ عَلَى‏الجَفوَةِ فيمَنطِقِهِ ومَسأَلَتِهِ حَتّى إذا كانَ أصحابُهُ لَيَستَجلِبونَهُم، ويَقولُ: إذا رَأَيتُم طالِبَ الحاجَةِ يَطلُبُها فَأَرفِدوهُ. ولا يَقبَلُ الثَّناءَ إلاّ مِن مُكافِئٍ۱، ولا يَقطَعُ عَلى أحَدٍ حَديثَهُ حَتّى يَجوزَ فَيَقطَعَهُ بِنَهيٍ أو قِيامٍ.۲

۷۹۵.الإمام الصادق عليه‏السلام: ما أكَلَ رَسولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مُتَّكِئا مُنذُ بَعَثَهُ اللّهُ عز و جل إلى أن قَبَضَهُ تَواضُعا للّهِ عز و جل، وماأرى رُكبَتَيهِ أمامَ جَليسِهِ في مَجلِسٍ قَطُّ، ولا صافَحَ رَسولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله رَجُلاً قَطُّ فَنَزَعَ يَدَيهِ مِن يَدِهِ حَتّى يَكونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذي يَنزِعُ يَدَهُ، ولا كافَأَ رَسولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بِسَيِّئَةٍ قَطُّ، قالَ اللّهُ تَعالى لَهُ: «ادْفَعْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ»۳ فَفَعَلَ، وما مَنَعَ سائِلاً قَطُّ، إن كانَ عِندَهُ أعطى وإلاّ قالَ: يَأتِي اللّهُ بِهِ. ولا أعطى عَلَى اللّهِ عز و جل شَيئا قَطُّ إلاّ أجازَهُ اللّهُ، إن كانَ لَيُعطِي الجَنَّةَ فَيُجيزُ اللّهُ عز و جل لَهُ ذلِكَ.۴

۷۹۶.السنن الكبرى للبيهقي عن زيد بن ثابت ـ وقَد قيلَ لَهُ: حَدِّثنا عَن بَعضِ أخلاقِ

1.. معناه : مَن صحّ عنده إسلامه حَسُن موقع ثنائه عليه عنده ، ومن استشعر منه نفاقًا وضعفًا في ديانتهألقى ثناءه عليه ولم يَحْفِل به (معاني الأخبار : ص ۸۹) .

2.. دلائل النبوة للبيهقي : ج ۱ ص ۲۹۰ ، وراجع : نفس المصادر في الحديث السابق .

3.. المؤمنون : ۹۶ .

4.. الكافي : ج ۸ ص ۱۶۴ ح ۱۷۵ عن معاوية بن وهب ، بحار الأنوار : ج ۴۱ ص ۱۳۰ ح ۴۱ ، وراجع :الطبقات الكبرى : ج ۱ ص ۳۷۸ .


أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
392

تَعَجَّبَ قَلَبَها، وإذا تَحَدَّثَ اتَّصَلَ بِها، يَضرِبُ بِراحَتِهِ الُيمنى باطِنَ إبهامِهِ اليُسرى، وإذا غَضِبَ أعرَضَ وأشاحَ۱، وإذا فَرِحَ غَضَّ طَرفَهُ. جُلُّ ضِحكِهِ التَّبَسُّمُ، ويَفتَرُّ عَن مِثلِ حَبِّ الغَمامِ۲.۳

۷۹۴.الإمام الحسين عليه‏السلام: سَأَلتُ أبي عليه‏السلام عَن... مَجلِسِهِ [أي رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله] فَقالَ:
كانَ رَسولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لا يَجلِسُ ولا يَقومُ إلاّ عَلى ذِكرٍ، ولا يوطِنُ الأَماكِنَ، ويَنهى عَن إيطانِها، وإذَا انتَهى إلى قَومٍ جَلَسَ حَيثُ يَنتَهي بِهِ الَمجلِسُ ويَأمُرُ بِذلِكَ، يُعطي كُلَّ جُلَسائِهِ نَصيبَهُ، لا يَحسَبُ جَليسُهُ أنَّ أحَدا أكرَمُ عَلَيهِ (مِنهُ)، مَن جالَسَهُ أو قاوَمَهُ في حاجَةٍ صابَرَهُ حَتّى يَكونَ هُوَ المُنصَرِفَ، ومَن سَأَلَهُ حاجَةً لَم يَرُدَّهُ إلاّ بِها أو بِمَيسورٍ مِنَ القَولِ، قَد وَسِعَ النّاسَ مِنهُ بَسطُهُ وخُلُقُهُ، فَصارَ لَهُم أبا وصاروا عِندَهُ فِي الحَقِّ سَواءً، مَجلِسُهُ مَجلِسُ حِلمٍ وحَياءٍ وصَبرٍ وأمانَةٍ، لا تُرفَعُ فيهِ الأَصواتُ، ولا تُؤبَنُ فيهِ الحُرَمُ۴، ولا تُنثى فَلَتاتُهُ۵، مُتعادِلينَ يَتَفاضَلونَ فيهِ بِالتَّقوى، مُتَواضِعينَ، يُوَقِّرونَ فيهِ الكَبيرَ، ويَرحَمونَ فيهِ الصَّغيرَ، ويُؤثِرونَ ذَا الحاجَةِ، ويَحفَظونَ الغَريبَ.
قُلتُ: كَيفَ كانَ سيرَتُهُ في جُلَسائِهِ ؟ فَقالَ: كانَ رَسولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله دائِمَ البِشرِ، سَهلَ

1.. أشاح : جَدَّ في الإعراض لسان العرب : ج ۲ ص ۵۰۱ «شيح» .

2.. حبّ الغمام : البَرَد ، شُبّه به ثغرُه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في بياضه وصفائه وبرده لسان العرب : ج ۱ ص ۲۹۳ «حبب» .

3.. دلائل النبوّة للبيهقي : ج ۱ ص ۲۸۶ ، الشمائل المحمّدية : ص ۱۰۹ ح ۲۲۶ ، المعجم الكبير : ج ۲۲ص ۱۵۵ و ۱۵۶ ح ۴۱۴ كلاهما نحوه وكلّها عن ابنٍ لابن أبي هالة التميمي ، كنز العمّال : ج ۷ ص ۱۶۴ ح ۱۸۵۳۵ ؛ عيون أخبار الرضا عليه‏السلام : ج ۱ ص ۳۱۷ ح ۱ ، معاني الأخبار : ص ۸۱ ح ۱ كلاهما عن إسماعيل بن محمّد بن إسحاق عن الإمام الرضا عن آبائه عنه عليهم‏السلامنحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۶ ص ۱۴۹ ح ۴ .

4.. لا تؤبّن فيه الحُرَم : أي لا يُذْكَرنَ بقبيح ، كان يصان مجلسه عن رَفث القول النهاية : ج ۱ ص ۱۷ «أبن» .

5.. لا تنثى فلتاته : أي لاتُشاع ولاتُذاع ، ولايُتحدّث بتلك الفلتات لسان العرب : ج ۱۵ ص ۳۰۴ «نثا» .

  • نام منبع :
    أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري، السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390/01/01
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4388
صفحه از 719
پرینت  ارسال به