379
أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة

۷۶۳.علل الشرائع عن أبي حمزة الثّمالي: سَمِعتُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه‏السلام يَقولُ لِمَولاةٍ لَهُ: لا يَعبُرُ عَلى بابي سائِلٌ إلاّ أطعَمتُموهُ، فَإِنَّ اليَومَ يَومُ الجُمُعَةِ. قُلتُ لَهُ: لَيسَ كُلُّ مَن يَسأَلُ مُستَحِقّا !
فَقالَ عليه‏السلام: أخافُ أن يَكونَ بَعضُ مَن يَسأَلُنا مُحِقّا فَلا نُطعِمَهُ ونَرُدَّهُ، فَيَنزِلَ بِنا أهلَ البَيتِ ما نَزَلَ بِيَعقوبَ.۱

۷۶۴.الإمام الباقر عليه‏السلام: إنّا أهلَ البَيتِ نَصِلُ مَن قَطَعَنا ونُحسِنُ إلى مَن أساءَ إلَينا، فَنَرى وَاللّه‏ِ في ذلِكَ العاقِبَةَ الحَسَنَةَ.۲

۷۶۵.الإمام الصادق عليه‏السلام: كانَ أبي عليه‏السلام أقَلَّ أهلِ بَيتِهِ مالاً وأعظَمَهُم مَؤونَةً، وكانَ يَتَصَدَّقُ كُلَّ جُمُعَةٍ بِدينارٍ، وكانَ يَقولُ: الصَّدَقَةُ يَومَ الجُمُعَةِ تُضاعَفُ ؛ لِفَضلِ يَومِ الجُمُعَةِ عَلى غَيرِهِ مِنَ الأَيّامِ.۳

۷۶۶.مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا عن سلمى مولاة أبي جعفر عليه‏السلام: كانَ يَدخُلُ عَلَيهِ إخوانُهُ فَلا يَخرُجونَ مِن عِندِهِ حَتّى يُطعِمَهُمُ الطَّيِّبَ ويَكسُوَهُمُ الثِّيابَ الحَسَنَةَ ويَهَبَ لَهُمُ الدَّراهِمَ، قالَت: فَأَقولُ لَهُ: بَعضَ ما تَصنَعُ؟! قالَ: فَيَقولَ: يا سَلمى، ما نُؤَمِّلُ فِي الدُّنيا بَعدَ المَعارِفِ وَالإِخوانِ.۴

1.. علل الشرائع : ص ۴۵ ح ۱ ، قصص الأنبياء للراوندي : ص ۱۲۶ ح ۱۲۷ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۲ص ۲۷۱ ح ۴۸ .

2.. الكافي : ج ۲ ص ۴۸۸ ح ۱ عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن الإمام الرضا عليه‏السلام ، قرب الإسناد :ص ۳۸۶ ح ۱۳۵۸ ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۳۶۷ ح ۱ .

3.. ثواب الأعمال : ص ۲۲۰ ح ۱ عن أبي محمّد الوابشي وعبداللّه‏ بن بكير ، بحار الأنوار : ج ۴۶ ص ۲۹۴ح ۲۳ .

4.. مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا : ص ۲۱۲ ح ۳۱۲ ، الإخوان : ص ۲۱۴ ح ۱۷۷ ، مطالب السؤول : ج ۲ص ۱۰۵ ، الفصول المهمّة لابن الصبّاغ : ص ۲۱۲ وفي الأخيرين «ما حسنةُ الدنيا إلاّ صلة الإخوان والمعارف» بدل «ما نؤمّل في الدنيا...» ؛ كشف الغمّة : ج ۲ ص ۳۳۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۶ ص ۲۹۰ ح ۱۵ .


أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
378

قاعِدا يَأكُلُ خُبزا، فَنَظَرَ الحُسَينُ عليه‏السلام إلَيهِ وجَلَسَ عِندَ نَخلَةٍ مُستَتِرا لا يَراهُ، فَكانَ يَرفَعُ الرَّغيفَ فَيَرمي بِنِصفِهِ إلَى الكَلبِ ويَأكُلُ نِصفَهُ الآخَرَ. فَتَعَجَّبَ الحُسَينُ عليه‏السلام مِن فِعلِ الغُلامِ، فَلَمّا فَرَغَ مِن أكلِهِ قالَ: الحَمدُ للّهِ رَبِّ العالَمينَ، اللّهُمَّ اغفِر لي، وَاغفِر لِسَيِّدي، وبارِك لَهُ كَما بارَكتَ عَلى أبَوَيهِ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.
فَقامَ الحُسَينُ عليه‏السلام وقالَ: يا صافي ! فَقامَ الغُلامُ فَزِعا وقالَ: يا سَيِّدي وسَيِّدَ المُؤمِنينَ، إنّي ما رَأَيتُكَ، فَاعفُ عَنّي.
فَقالَ الحُسَينُ عليه‏السلام: اِجعَلني في حِلٍّ يا صافي، لِأَنّي دَخَلتُ بُستانَكَ بِغَيرِ إذنِكَ. فَقالَ صافي: بِفَضلِكَ يا سَيِّدي وكَرَمِكَ وسُؤدُدِكَ تَقولُ هذا.
فَقالَ الحُسَينُ عليه‏السلام: رَأَيتُكَ تَرمي بِنِصفِ الرَّغيفِ لِلكَلبِ وتَأكُلُ النِّصفَ الآخَرَ، فَما مَعنى ذلِكَ ؟ فَقالَ الغُلامُ: إنَّ هذَا الكَلبَ يَنظُرُ إلَيَّ حينَ آكُلُ، فَأَستَحي مِنهُ يا سَيِّدي لِنَظَرِهِ إلَيَّ، وهذا كَلبُكَ يَحرُسُ بُستانَكَ مِنَ الأَعداءِ، فَأَنَا عَبدُكَ، وهذا كَلبُكَ، فَأَكَلنا رِزقَكَ مَعا.
فَبَكَى الحُسَينُ وقالَ: أنتَ عَتيقٌ للّهِ، وقَد وَهَبتُ لَكَ ألفَي دينارٍ بِطيبَةٍ مِن قَلبي. فَقالَ الغُلامُ: إن أعتَقتَني فَأَنَا اُريدُ القِيامَ بِبُستانِكَ.
فَقالَ الحُسَينُ: إنَّ الرَّجُلَ إذا تَكَلَّمَ بِكَلامٍ فَيَنبَغي أن يُصَدِّقَهُ بِالفِعلِ، فَأَنَا قَد قُلتُ: دَخَلتُ بُستانَكَ بِغَيرِ إذنِكَ، فَصَدَّقتُ قَولي، ووَهَبتُ البُستانَ وما فيهِ لَكَ، غَيرَ أنَّ أصحابي هؤُلاءِ جاؤوا لِأكلِ الِّثمارِ وَالرُّطَبِ فَاجعَلهُم أضيافا لَكَ وأكرِمهُم مِن أجلي، أكرَمَكَ اللّهُ يَومَ القِيامَةِ وبارَك لَكَ في حُسنِ خُلقِكَ وأدَبِكَ.
فَقالَ الغُلامُ: إن وَهَبتَ لي بُستانَكَ فَأَنَا قَد سَبَّلتُهُ لِأَصحابِكَ وشيعَتِكَ.
قالَ الحَسَنُ [البَصرِيُّ]: فَيَنبَغي لِلمُؤمِنِ أن يَكونَ كَنافِلَةِ رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.۱

1.. مقتل الحسين عليه‏السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۵۳ ؛ مستدرك الوسائل : ج ۷ ص ۱۹۲ ح ۸۰۰۶ نقلاً عنالسيّد وليّ اللّه‏ الرضوي في مجمع البحرين في مناقب السبطين .

  • نام منبع :
    أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري، السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390/01/01
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8890
صفحه از 719
پرینت  ارسال به