الفصل الخامس: سيرتهم في الصّبر والرّضا
۷۳۸.الإمام الحسين عليهالسلام ـ مِن خُطبَتِهِ لَمّا عَزَمَ عَلَى الخُروجِ إلَى العِراقِ ـ: الحَمدُ للّهِِ وما شاءَ اللّهُ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّهِ، وصَلَّى اللّهُ عَلى رَسولِهِ وسَلَّمَ، خُطَّ المَوتُ عَلى وُلدِ آدَمَ مَخَطَّ القِلادَةِ عَلى جيدِ الفَتاةِ، وما أولَهَني إلى أسلافِي اشتِياقي كَاشتِياقِ يَعقوبَ إلى يوسُفَ، وخِيرَ لي مَصرَعٌ أنَا لاقيهِ، كَأَنّي بِأَوصالي تَتَقَطَّعُها عَسَلانُ الفَلَواتِ بَينَ النَّواويسِ وكَربَلاءَ، فَيَملَأَنَّ مِنّي أكراشا جَوفا وأجرِبَةً سُغبا، لا مَحيصَ عَن يَومٍ خُطَّ بِالقَلَمِ، رِضَا اللّهِ رِضانا أهلَ البَيتِ، نَصبِرُ عَلى بَلائِهِ ويُوَفّينا اُجورَ الصّابِرينَ، لَن تَشِذَّ عَن رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله لُحمَتُهُ، هِيَ مَجموعَةٌ لَهُ في حَظيرَةِ القُدسِ تَقَرُّ بِهِم عَينُهُ، ويُنجَزُ لَهُم وَعدُهُ. مَن كانَ باذِلاً فينا مُهجَتَهُ، ومُوَطِّنا عَلى لِقائِنا نَفسَهُ، فَليَرحَل، فَإِنّي راحِلٌ مُصبِحا إن شاءَ اللّهُ.۱
۷۳۹.الإمام زين العابدين عليهالسلام: لَمَّا اشتَدَّ الأَمرُ بِالحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليهالسلام نَظَرَ إلَيهِ مَن كانَ مَعَهُ فَإِذا هُوَ بِخِلافِهِم ؛ لِأَنَّهُم كُلَّمَا اشتَدَّ الأَمرُ تَغَيَّرَت ألوانُهُم وَارتَعَدَت فَرائِصُهُم ووَجَبَت۲ قُلوبُهُم. وكانَ الحُسَينُ عليهالسلام وبَعضُ مَن مَعَهُ مِن خَصائِصِهِ