ولِمَ لا أبكي؟! لَعَلَّ اللّهَ يَنظُرَ إلَيَّ مِنهُ بِرَحمَةٍ، فَأَفوزَ بِها عِندَهُ غَدا. قالَ: ثُمَّ طافَ بِالبَيتِ، ثُمَّ جاءَ حَتّى رَكَعَ عِندَ المَقامِ فَرَفَعَ رَأسَهُ مِن سُجودِهِ، فَإِذا مَوضِعُ سُجودِهِ مُبتَلٌّ مِن دُموعِ عَينَيهِ.۱
۷۳۴.الإقبال عن القاسم بن حسين النّيسابوريّ: رَأَيتُ أبا جَعفَرٍ عليهالسلام عِندَما وَقَفَ بِالمَوقِفِ مَدَّ يَدَيهِ جَميعا، فَما زالَتا مَمدودَتَينِ إلى أن أفاضَ، فَما رَأَيتُ أحَدا أقدَرَ عَلى ذلِكَ مِنهُ.۲
۷۳۵.الخصال عن مالك بن أنس: كُنتُ أدخُلُ عَلَى الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليهالسلام فَيُقَدِّمُ لي مِخَدَّةً ويَعرِفُ لي قَدرا ويَقولُ: يا مالِكُ، إنّي اُحِبُّكَ، فَكُنتُ اُسَرُّ بِذلِكَ وأحمَدُ اللّهَ عَلَيهِ. وكانَ عليهالسلام لا يَخلو مِن إحدى ثَلاثِ خِصالٍ: إمّا صائِما وإمّا قائِما وإمّا ذاكِرا، وكانَ مِن عُظَماءِ العُبّادِ وأكابِرِ الزُّهّادِ الَّذين يَخشَونَ اللّهَ عز و جل، وكانَ كَثيرَ الحَديثِ، طَيِّبَ الُمجالَسَةِ، كَثيرَ الفَوائِدِ، فَإِذا قالَ: قالَ رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله اخضَرَّ مَرَّةً وَاصفَرَّ اُخرى حَتّى يُنكِرُهُ مَن يَعرِفُهُ.
ولَقَد حَجَجتُ مَعَهُ سَنَةً، فَلَمَّا استَوَت بِهِ راحِلَتُهُ عِندَ الإِحرامِ كانَ كُلَّما هَمَّ بِالتَّلبِيَةِ انقَطَعَ الصَّوتُ في حَلقِهِ وكادَ يَخِرُّ مِن راحِلَتِهِ، فَقُلتُ: قُل يَابنَ رَسولِ اللّهِ، فَلابُدَّ لَكَ مِن أن تَقولَ، فَقالَ عليهالسلام: يَابنَ أبي عامِرٍ، كَيفَ أجسُرُ أن أقولَ: «لَبَّيكَ اللّهُمَّ لَبَّيكَ»، وأخشى أن يَقولَ عز و جل (لي): لا لَبَّيكَ ولا سَعدَيكَ ؟!۳
1.. صفة الصفوة : ج ۲ ص ۱۱۰ الرقم ۱۷۱ ، تاريخ دمشق : ج ۵۴ ص ۲۸۰ ، تذكرة الخواص : ص ۳۳۹كلاهما نحوه ، مطالب السؤول : ج ۲ ص ۱۰۴ ؛ كشف الغمّة : ج ۲ ص ۳۲۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۶ ص ۲۹۰ ح ۱۴ .
2.. الإقبال : ج ۲ ص ۷۳ ، بحار الأنوار : ج ۹۸ ص ۲۱۵ ح ۳ .
3.. الخصال : ص ۱۶۷ ح ۲۱۹ ، علل الشرائع : ص ۲۳۵ ح ۴ ، العدد القويّة : ص ۱۵۵ ح ۸۶ وليس فيهصدره إلى «واحمد اللّه عليه» وذيله من «ولقد حججت» ، روضة الواعظين : ص ۲۳۳ ، فلاح السائل : ص ۴۷۰ ح ۳۲۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۷ ص ۱۶ ح ۱ .