37
أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة

عائشة: إنّها نزلت في بيت اُختي اُمّ سلمة، فاسألوها عنها ؛ فإنّها أعلم بها منّي».۱

وعليه فإذا آمنّا بصحّة الروايات المشار إليها آنفاً فلابدّ من القول بأنّ أفراداً آخرين كانوا قد شهدوا حادثة الكساء، أمثال: عائشة و زينب بنت اُمّ سلمة، وأنّهما طلبتا من الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله نفس ما طلبته اُمّ سلمة، وأنّ النبيّ أجابهما بالنفي أيضاً.

وأمّا ما احتمله بعض المحدّثين من تكرّر وقوع هذه الحادثة، فهو بعيد في نظرنا.

۵. ما اشتهر بعنوان حديث الكساء

اتّضح ممّا تقدّم أنّ حديث الكساء - بالتفصيل المتقدّم - هو حديث قطعي لا شكّ فيه، وهو بيان لإحدى أهمّ خصوصيّات أهل بيت النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وهي الطهارة والعصمة.

إلاّ أنّه اشتهر بين الشيعة في العقود الأخيرة نصّ بعنوان «حديث الكساء»، وهو ممّا لا أساس له، وأوّل محدّث معروف صرّح بأنّه لا أساس لهذا النصّ هو الشيخ عبّاس القمّي (صاحب كتاب مفاتيح الجنان)، فلم يورده في كتابه، ولم يجز لأحد إضافة شيء على كتابه، بل دعا على من يفعل ذلك۲، والعجيب أنّه على الرغم من

1.. الفصول المختارة : ص ۵۴ .

2.. يقول العبد المذنب عبّاس القمي عفا اللّه‏ عنه : بعد أن تمّ تأليف كتاب مفاتيح الجنان بعون اللّه‏ تعالى وانتشر في البلدان ، خطر ببالي أن أضيف إليه في الطبعة الثانية ما يلي : دعاء وداع شهر رمضان ، وخطبة يوم عيد الفطر ، والزيارة الجامعة لأئمّة المؤنين ، ودعاء "اللّهمّ إنّي زرت هذا الإمام ..." والذي يقرأ عقيب زيارة الأئمّة عليهم‏السلام، وزيارات الوداع لكلّ واحد من الأئمّة عليهم‏السلام ، والرقعة التي تكتب للحاجة، والدعاء الذي يقرأ في غيبة الإمام صاحب الأمر والزمان، وآداب الزيارة بالنيابة ؛ بسبب الحاجة الملحّة للمذكورات، إلاّ أنّني رأيت أنّ إضافة المذكورات ستفتح الباب أمام الآخرين للتصرّف في كتاب مفاتيح الجنان، ولعلّه يفسح المجال أمام بعض الوقحين فيما بعد فيضيف بعض الأدعية أو يحذف آخر، وينشره باسم مفاتيح الجنان، كما شاهدناه، ولهذا فإنّني تركت الكتاب على صورته السابقة وأضفت الاُمور الثمانية المذكورة إلى آخر الكتاب تحت عنوان "ملحقات مفاتيح الجنان" ، واُحيل المتصرّف في هذا الكتاب إلى لعنة اللّه‏ تعالى ورسوله والأئمّة الأطهار عليهم‏السلام مفاتيح الجنان ـ خوشنويس : محمد رضا أفشاري ، الناشر: پيام آزادي ـ : ص ۹۴۵ / مقدّمة ملحقات مفاتيح الجنان .


أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
36

وإنّما هي بسبب الأجواء الخاصّة المحدقة بها وارتباطها بنزول آية التطهير تعدّ من الحوادث التاريخية الاستثنائية في حياة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في مجال التعريف بقادة الاُمّة الإسلامية من بعده.

فإنّ نصّ الحديث النبوي والكثير من الأحاديث الواردة في بيان حادثة الكساء يكشف بوضوح أنّ هذه الحادثة كانت عند نزول آية التطهير، وبهدف تفسيرها وتبيين المراد منها، ولهذا فإنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله كان يدعو لهم حتّى آخر عمره الشريف، وكان يناديهم بعنوان «أهل البيت»، وهذا ما يكشف عن أهمّية الحادثة المذكورة.

۴. وقوع الحادثة في بيت اُمّ سلمة

على الرغم من دلالة بعض الروايات على أنّ حادثة الكساء وقعت في بيوت بعض نساء النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، إلاّ أنّ ملاحظة مجموع الروايات الواردة في هذا المجال والتأمّل فيها يثبت أنّ نزول آية التطهير ووقوع حادثة الكساء كانتا في بيت اُمّ سلمة دون أيّ ترديد. وقد اعترفت عائشة بهذه الحقيقة على ما رواه عبد اللّه‏ الجدلي، حيث قال:

دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ أَيْنَ نَزَلَتْ هَذِهِ الاْيَةُ «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا»؟ قَالَتْ نَزَلَتْ فِي بَيْتِ اُمِّ سَلَمَةَ.۱

وجاء في رواية اُخرى عن اُمّ سلمة أنّها قالت:

لَوْ سَأَلْتَ عَائِشَةَ لَحَدَّثَتْكَ أَنَّ هَذِهِ الاْيَةَ نَزَلَتْ فِي بَيْتِي.۲

يقول الشيخ المفيد في هذا المجال:

روى أصحاب الحديث أنّ عمر سئل عن هذه الآية، فقال: سلوا عنها عائشة. فقالت

1.. تفسير فرات : ص ۳۳۴ .

2.. شرح الأخبار : ج ۲ ص ۳۳۷ ، تفسير فرات : ص ۳۳۴ ح ۴۵۵ وراجع : ذخائر العقبى : ص ۵۷ و ۵۸ .

  • نام منبع :
    أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري، السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390/01/01
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2797
صفحه از 719
پرینت  ارسال به