339
أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة

فَقالَ: قَد عَفَوتُ عَنكُم، فَإِيّاكُم وَالفِتنَةَ، فَإِنَّكُم أوَّلُ الرَّعِيَّةِ نَكَثَ البَيعَةَ وشَقَّ عَصا هذِهِ الاُمَّةِ.
ثُمَّ جَلَسَ لِلنّاسِ فَبايَعوهُ.۱

۶۵۱.الإمام زين العابدين عليه‏السلام: دَخَلتُ عَلى مَروانَ بنِ الحَكَمِ فَقالَ: ما رَأَيتُ أحَدا أكرَمَ غَلَبَةً مِن أبيكَ، ما هُوَ إلاّ أن وَلِيَنا يَومَ الجَمَلِ، فَنادى مُناديهِ: لا يُقتَلُ مُدبِرٌ، ولا يُذَفَّفُ۲ عَلى جَريحٍ.۳

۶۵۲.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ـ في صِفَةِ عَلِيٍّ عليه‏السلام ـ: وأمَّا الحِلمُ وَالصَّفحُ فَكانَ أحلَمَ النّاسِ عَن ذَنبٍ، وأصفَحَهُم عَن مُسيءٍ. وقَد ظَهَرَ صِحَّةُ ما قُلناهُ يَومَ الجَمَلِ، حَيثُ ظَفِرَ بِمَروانَ بنِ الحَكَمِ ـ وكانَ أعدَى النّاسِ لَهُ، وأشَدَّهُم بُغضا ـ فَصَفَحَ عَنهُ.
وكانَ عَبدُ اللّهِ بنُ الزُّبَيرِ يَشتِمُهُ عَلى رُؤوسِ الأَشهادِ، وخَطَبَ يَومَ البَصرَةِ فَقالَ: قَد أتاكُمُ الوَغدُ اللَّئيمُ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ. وكانَ عَلِيٌّ عليه‏السلام يَقولُ: ما زالَ الزُّبَيرُ رَجُلاً مِنّا أهلَ البَيتِ حَتّى شَبَّ عَبدُاللّهِ. فَظَفِرَ بِهِ يَومَ الجَمَلِ، فَأَخَذَهُ أسيرا، فَصَفَحَ عَنهُ، وقالَ: «اِذهَب فَلا أرَيَنَّكَ»، لَم يَزِدهُ عَلى ذلِكَ.
وظَفِرَ بِسَعيدِ بنِ العاصِ بَعدَ وَقعَةِ الجَمَلِ بِمَكَّةَ ـ وكانَ لَهُ عَدُوّا ـ فَأَعرَضَ عَنهُ، ولَم يَقُل لَهُ شَيئا.

1.. الإرشاد : ج ۱ ص ۲۵۷ ، الجمل : ص ۴۰۷ عن الحارث بن سريع نحوه ، بحار الأنوار : ج ۳۲ ص ۲۳۰ح ۱۸۲ .

2.. الذَّفُّ : الإجهاز على الجريح ، وكذلك الذفاف . وقد ذفّفت على الجريح تذفيفا : إذا أسرعتَ في قتلهالصحاح : ج ۴ ص ۱۳۶۲ «ذفف» .

3.. السنن الكبرى : ج ۸ ص ۳۱۴ ح ۱۶۷۴۶ عن إبراهيم بن محمّد عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام ، معرفة السنن : ج ۶ ص ۲۸۲ ح ۵۰۰۰ عن الإمام الصادق عن أبيه عنه عليهم‏السلام ، فتح الباري : ج ۱۳ ص ۵۷ ذيل ح ۷۱۰۵ ؛ المبسوط للطوسي : ج ۷ ص ۲۶۴ عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام وفيه «يدنف» بدل «يذفف» .


أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
338

۶۴۷.الإمام الباقر عليه‏السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله اُتِيَ بِاليَهودِيَّةِ الَّتي سَمَّتِ الشّاةَ لِلنَّبِيِّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَقالَ لَها: ما حَمَلَكِ عَلى ما صَنَعتِ ؟ فَقالَت: قُلتُ: إن كانَ نَبِيّا لَم يَضُرَّهُ وإن كانَ مَلِكا أرَحتُ النّاسَ مِنهُ، قالَ: فَعَفا رَسولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عَنها.۱

۶۴۸.الجمل عن معاذ بن عبد اللّه‏ التميميّ: وَاللّهِ، لَقَد رَأَيتُ أصحابَ عَلِيٍّ عليه‏السلام وقَد وَصَلوا إلَى الجَمَلِ، وصاحَ مِنهُم صائِحٌ: اِعقِروهُ، فَعَقَروهُ فَوَقَعَ، فَنادى عَلِيٌّ عليه‏السلام: مَن طَرَحَ السِّلاحَ فَهُوَ آمِنٌ، ومَن دَخَلَ بَيتَهُ فَهُوَ آمِنٌ، فَوَاللّهِ ما رَأَيتُ أكرَمَ عَفوا مِنهُ.۲

۶۴۹.أنساب الأشراف: قامَ عَلِيٌّ عليه‏السلام حينَ ظَهَرَ وظَفِرَ خَطيبا فَقالَ: يا أهلَ البَصرَةِ، قَد عَفَوتُ عَنكُم، فَإِيّاكُم وَالفِتنَةَ، فَإِنَّكُم أوَّلُ الرَّعِيَّةِ نَكَثَ البَيعَةَ وشَقَّ عَصَا الاُمَّةِ.۳

۶۵۰.الإمام عليّ عليه‏السلام ـ مِن كَلامِهِ بِالبَصرَةِ حينَ ظَهَرَ عَلَى القَومِ، بَعدَ حَمدِ اللّهِ وَالثَّناءِ عَلَيهِ ـ: أمّا بَعدُ، فَإِنَّ اللّهَ ذو رَحمَةٍ واسِعَةٍ، ومَغفِرَةٍ دائِمَةٍ، وعَفوٍ جَمٍّ، وعِقابٍ أليمٍ، قَضى أنَّ رَحمَتَهُ ومَغفِرَتَهُ وعَفوَهُ لِأَهلِ طاعَتِهِ مِن خَلقِهِ، وبِرَحمَتِهِ اهتَدَى المُهتَدونَ، وقَضى أنَّ نَقمَتَهُ وسَطَواتِهِ وعِقابَهُ عَلى أهلِ مَعصِيَتِهِ مِن خَلقِهِ، وبَعدَ الهُدى وَالبَيِّناتِ ما ضَلَّ الضّالّونَ.
فَما ظَنُّكُم ـ يا أهلَ البَصرَةِ ـ وقَد نَكَثتُم بَيعَتي وظاهَرتُم عَلَيَّ عَدُوّي؟ فَقامَ إلَيهِ رَجُلٌ فَقالَ: نَظُنُّ خَيرا، ونَراكَ قَد ظَفِرتَ وقَدَرتَ، فَإِن عَاقَبتَ فَقَدِ اجتَرَمنا ذلِكَ، وإن عَفَوتَ فَالعَفوُ أحَبُّ إلَى اللّهِ.

1.. الكافي : ج ۲ ص ۱۰۸ ح ۹ عن زرارة ، مشكاة الأنوار : ص ۴۰۴ ح ۱۳۳۷ ، بحار الأنوار : ج ۱۶ص ۲۶۵ ح ۶۲ ؛ سنن أبي داود : ج ۴ ص ۱۷۴ ح ۴۵۱۰ ، سنن الدارمي : ج ۱ ص ۳۶ ح ۶۸ كلاهما عن جابر نحوه ، وراجع : الأمالي للصدوق : ص ۲۹۴ ح ۳۲۸ .

2.. الجمل : ص ۳۶۵ ، الأمالي للمفيد : ص ۵۹ ح ۳ عن حذيفة بن اليمان ، تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۱۸۳كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۳۸۷ ح ۱ نقلاً عن تحف العقول نحوه ؛ الأخبار الطوال : ص ۱۵۱ نحوه وراجع : السنن الكبرى : ج ۸ ص ۳۱۴ ح ۱۶۷۴۸ والمصنّف لابن أبي شيبة : ج ۸ ص ۷۱۰ ح ۲۲ .

3.. أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۵۸ .

  • نام منبع :
    أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري، السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390/01/01
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9069
صفحه از 719
پرینت  ارسال به