329
أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة

۶۲۷.تفسير الثعلبي: رَأَيتُ في الكُتُبِ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لَمّا أرادَ الهِجرَةَ خَلَّفَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه‏السلام بِمَكَّةَ لِقَضاءِ دُيونِهِ ورَدِّ الوَدائِعِ الَّتي كانَت عِندَهُ، فَأمَرَهُ لَيلَةَ خَرَجَ إلَى الغارِ ـ وقَد أحاطَ المُشرِكونَ بِالدّارِ ـ أن يَنامَ عَلى فِراشِهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وقالَ لَهُ: اِتَّشِح بِبُردِيَ الحَضرَمِيِّ الأَخضَرِ ونَم عَلى فِراشي، فَإِنَّهُ لا يَخلُصُ إلَيكَ مِنهُم مَكروهٌ إن شاءَ اللّهُ فَفَعَلَ ذلِكَ عَلِيٌّ، فَأَوحَى اللّهُ تَعالى إلى جَبرَئيلَ وميكائيلَ عليهماالسلام: إنّي قَد آخَيتُ بَينَكُما، وجَعَلتُ عُمُرَ أحَدِكُما أطوَلَ مِن عُمُرِ الآخَرِ، فَأَيُّكُما يُؤثِرُ صاحِبَهُ بِالبَقاءِ وَالحَياةِ ؟ فَاختارَ كِلاهُمَا الحَياةَ، فَأَوحَى اللّهُ تَعالى إلَيهِما: أفَلا كُنتُما مِثلَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ؟! آخَيتُ بَينَهُ وبَينَ مُحَمَّدٍ، فَباتَ عَلى فِراشِهِ يَفديهِ نَفسَهُ ويُؤثِرُهُ بِالحَياةِ ؟! اِهبِطا إلَى الأَرضِ فَاحفَظاهُ مِن عَدُوِّهِ. فَنَزَلا، فَكانَ جَبرَئيلُ عِندَ رَأسِ عَلِيٍّ، وميكائيلُ عِندَ رِجلَيهِ، وجَبرَئيلُ يُنادي: بَخٍ بَخٍ ! مَن مِثلُكَ يَا بنَ أبي طالِبٍ فَنادى۱ اللّهُ عز و جل المَلائِكَةَ ؟!
وَأنزَلَ اللّهُ عز و جل عَلى رَسولِهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وهُوَ مُتَوَجِّهٌ إلَى المَدينَةِ ـ في شَأنِ عَلِيٍّ ـ: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ»۲.۳

1.. كذا ، والظاهر أنّها تصحيف من النسّاخ أو خطأ مطبعى ، وفي سائر المصادر : «يباهي» .

2.. البقرة : ۲۰۷ .

3.. تفسير الثعلبي : ج ۲ ص ۱۲۵ ح ۱۰۳ ، اُسد الغابة : ج ۴ ص ۹۸ الرقم ۳۷۸۹ ، شواهد التنزيل : ج ۱ص ۱۲۳ ح ۱۳۳ عن أبي سعيد الخدري وكلاهما نحوه ؛ العمدة : ص ۲۳۹ ح ۳۶۷ ، تنبيه الخواطر : ج ۱ ص ۱۷۳ ، تأويل الآيات الظاهرة : ج ۱ ص ۸۹ ح ۷۶ والثلاثة الأخيرة نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۹ ص ۸۶ ح ۳۷ .


أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
328

لِهذَا الرَّجُلِ اللَّيلَةَ ؟ فَقالَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه‏السلام: أنَا لَهُ يا رَسولَ اللّهِ. وأتى فاطِمَةَ عليهاالسلام فَقالَ: ما عِندَكِ يَابنَةَ رَسولِ اللّهِ ؟ فَقالَت: ما عندَنا إلاّ قوتُ الصِّبيَةِ لكِنّا نُؤثِرُ ضَيفَنا، فَقالَ عَلِيٌّ عليه‏السلام: يَابنَةَ مُحَمَّدٍ، نَوِّمِي الصِّبيَةَ وأطفِئِي المِصباحَ، فَلَمّا أصبَحَ عَلِيٌّ عليه‏السلام غَدا عَلى رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ، فَلَم يَبرَح حَتّى أنزَلَ اللّهُ عز و جل: «وَ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَ مَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِى فَأُوْلَلءِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».۱

۶۲۶.الإمام الباقر عليه‏السلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله جالِسٌ ذاتَ يَومٍ وأصحابُهُ جُلوسٌ حَولَهُ، فَجاءَ عَلِيٌّ عليه‏السلام وعَلَيهِ سَمَلُ۲ ثَوبٍ مُنخَرِقٍ عَن بَعضِ جَسَدِهِ، فَجَلَسَ قَريبا مِن رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَنَظَرَ إلَيهِ ساعَةً ثُمَّ قَرَأَ: «وَ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَ مَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِى فَأُوْلَلءِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ». ثُمَّ قالَ رَسولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لِعَلِيٍّ عليه‏السلام: أما إنَّكَ رَأسُ الَّذينَ نَزَلَت فيهِم هذِهِ الآيَةُ وسَيِّدُهُم وإمامُهُم.
ثُمَّ قالَ رَسولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لِعَلِيٍّ: أينَ حُلَّتُكَ الَّتي كَسَوتُكَها يا عَلِيُّ ؟ فَقالَ: يا رَسولَ اللّهِ، إنَّ بَعضَ أصحابِكَ أتاني يَشكو عُريَهُ وعُريَ أهلِ بَيتِهِ، فَرَحِمتُهُ وآثَرتُهُ بِها عَلى نَفسي، وعَرَفتُ أنَّ اللّهَ سَيَكسوني خَيرا مِنها، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: صَدَقتَ، أما إنَّ جَبرائيلَ قَد أتاني يُحَدِّثُني أنَّ اللّهَ (قَد) اتَّخَذَ لَكَ مَكانَها فِي الجَنَّةِ حُلَّةً خَضراءَ مِن إستَبرَقٍ، وصِنفَتُها۳ مِن ياقوتٍ وزَبَرجَدٍ، فَنِعمَ الجَوازُ جَوازُ رَبِّكَ بِسَخاوَةِ نَفسِكَ، وصَبرِكَ عَلى سَمَلَتِكَ هذِهِ المُنخَرِقَةِ، فَأَبشِر يا عَلِيُّ.
فَانصَرَفَ عَلِيٌّ عليه‏السلام فَرِحا مُستَبشِرا بِما أخبَرَهُ بِهِ رَسولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.۴

1.. الأمالي للطوسي : ص ۱۸۵ ح ۳۰۹ ، تأويل الآيات الظاهرة : ج ۲ ص ۶۷۸ ح ۴ ، المناقب لابنشهرآشوب : ج ۲ ص ۷۴ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۵۹ ح ۱ ؛ شواهد التنزيل : ج ۲ ص ۳۳۱ ح ۹۷۲ نحوه .

2.. السمل : الخَلَق من الثياب النهاية : ج ۲ ص ۴۰۳ «سمل» .

3.. الصِّنفَة : الطرف والزاوية من الثوب وغيره لسان العرب : ج ۹ ص ۱۹۸ «صنف» .

4.. تأويل الآيات الظاهرة : ج ۲ ص ۶۸۰ ص ۷ عن جابر بن يزيد ، بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۶۰ ح ۴ .

  • نام منبع :
    أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري، السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390/01/01
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3138
صفحه از 719
پرینت  ارسال به