لِهذَا الرَّجُلِ اللَّيلَةَ ؟ فَقالَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليهالسلام: أنَا لَهُ يا رَسولَ اللّهِ. وأتى فاطِمَةَ عليهاالسلام فَقالَ: ما عِندَكِ يَابنَةَ رَسولِ اللّهِ ؟ فَقالَت: ما عندَنا إلاّ قوتُ الصِّبيَةِ لكِنّا نُؤثِرُ ضَيفَنا، فَقالَ عَلِيٌّ عليهالسلام: يَابنَةَ مُحَمَّدٍ، نَوِّمِي الصِّبيَةَ وأطفِئِي المِصباحَ، فَلَمّا أصبَحَ عَلِيٌّ عليهالسلام غَدا عَلى رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله فَأَخبَرَهُ الخَبَرَ، فَلَم يَبرَح حَتّى أنزَلَ اللّهُ عز و جل: «وَ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَ مَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِى فَأُوْلَلءِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».۱
۶۲۶.الإمام الباقر عليهالسلام: إنَّ رَسولَ اللّهِ صلىاللهعليهوآله جالِسٌ ذاتَ يَومٍ وأصحابُهُ جُلوسٌ حَولَهُ، فَجاءَ عَلِيٌّ عليهالسلام وعَلَيهِ سَمَلُ۲ ثَوبٍ مُنخَرِقٍ عَن بَعضِ جَسَدِهِ، فَجَلَسَ قَريبا مِن رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله، فَنَظَرَ إلَيهِ ساعَةً ثُمَّ قَرَأَ: «وَ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَ مَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِى فَأُوْلَلءِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ». ثُمَّ قالَ رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله لِعَلِيٍّ عليهالسلام: أما إنَّكَ رَأسُ الَّذينَ نَزَلَت فيهِم هذِهِ الآيَةُ وسَيِّدُهُم وإمامُهُم.
ثُمَّ قالَ رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله لِعَلِيٍّ: أينَ حُلَّتُكَ الَّتي كَسَوتُكَها يا عَلِيُّ ؟ فَقالَ: يا رَسولَ اللّهِ، إنَّ بَعضَ أصحابِكَ أتاني يَشكو عُريَهُ وعُريَ أهلِ بَيتِهِ، فَرَحِمتُهُ وآثَرتُهُ بِها عَلى نَفسي، وعَرَفتُ أنَّ اللّهَ سَيَكسوني خَيرا مِنها، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله: صَدَقتَ، أما إنَّ جَبرائيلَ قَد أتاني يُحَدِّثُني أنَّ اللّهَ (قَد) اتَّخَذَ لَكَ مَكانَها فِي الجَنَّةِ حُلَّةً خَضراءَ مِن إستَبرَقٍ، وصِنفَتُها۳ مِن ياقوتٍ وزَبَرجَدٍ، فَنِعمَ الجَوازُ جَوازُ رَبِّكَ بِسَخاوَةِ نَفسِكَ، وصَبرِكَ عَلى سَمَلَتِكَ هذِهِ المُنخَرِقَةِ، فَأَبشِر يا عَلِيُّ.
فَانصَرَفَ عَلِيٌّ عليهالسلام فَرِحا مُستَبشِرا بِما أخبَرَهُ بِهِ رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله.۴
1.. الأمالي للطوسي : ص ۱۸۵ ح ۳۰۹ ، تأويل الآيات الظاهرة : ج ۲ ص ۶۷۸ ح ۴ ، المناقب لابنشهرآشوب : ج ۲ ص ۷۴ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۵۹ ح ۱ ؛ شواهد التنزيل : ج ۲ ص ۳۳۱ ح ۹۷۲ نحوه .
2.. السمل : الخَلَق من الثياب النهاية : ج ۲ ص ۴۰۳ «سمل» .
3.. الصِّنفَة : الطرف والزاوية من الثوب وغيره لسان العرب : ج ۹ ص ۱۹۸ «صنف» .
4.. تأويل الآيات الظاهرة : ج ۲ ص ۶۸۰ ص ۷ عن جابر بن يزيد ، بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۶۰ ح ۴ .