327
أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة

۶۲۲.الإمام الباقر عليه‏السلام:«وَ يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ» يَقولُ: عَلى شَهوَتِهِم لِلطَّعامِ وإيثارِهِم لَهُ، «مِسْكِينًا» مِن مَساكينِ المُسلِمينَ، و «يَتِيمًا» مِن يَتامَى المُسلِمينَ، «وَ أَسِيرًا»مِن اُسارَى المُشرِكينَ، ويَقولونَ إذا أطعَموهُم: «إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَ لاَ شُكُورًا». قالَ: وَاللّهِ ما قالوا هذا لَهُم، ولكِنَّهُم أضمَروهُ في أنفُسِهِم فَأَخبَرَ اللّه‏ُ بِإِضمارِهِم، يَقولونَ: لا نُريدُ جَزاءً تُكافِئونَنا بِهِ ولا شُكورا تُثنونَ عَلَينا بِهِ، ولكِنّا إنَّما أطعَمناكُم لِوَجهِ اللّهِ وطَلَبِ ثَوابِهِ.۱

۶۲۳.مجمع البيان عن ابن عبّاس: إنَّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه‏السلام أجَّرَ نَفسَهُ لِيَستَقِيَ نَخلاً بِشَيءٍ مِن شَعيرٍ لَيلَةً حَتّى أصبَحَ. فَلَمّا أصبَحَ وقَبَضَ الشَّعيرَ طَحَنَ ثُلُثَهُ فَجَعَلوا مِنهُ شَيئا لِيَأكُلوهُ يُقالُ لَهُ الحَريرَةُ۲، فَلَمّا تَمَّ إنضاجُهُ أتى مِسكينٌ فَأَخرَجوا إلَيهِ الطَّعامَ، ثُمَّ عَمِلَ الثُّلُثَ الثّانِيَ، فَلَمّا تَمَّ إنضاجُهُ أتى يَتيمٌ فَسَأَلَ فَأَطعَموهُ، ثُمَّ عَمِلَ الثُّلُثَ الثّالِثَ، فَلَمّا تَمَّ إنضاجُهُ أتى أسيرٌ مِنَ المُشرِكينَ فَسَأَلَ فَأَطعَموهُ، وطَوَوا يَومَهُم ذلِكَ.۳

۶۲۴.شواهد التنزيل عن ابن عبّاس ـ في قَولِ اللّهِ: «وَ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ» ـ: نَزَلَت في عَلِيٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهم‏السلام.۴

۶۲۵.الأمالي للطوسي عن أبي هريرة: جاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فَشَكا إلَيهِ الجوعَ، فَبَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله إلى بُيوتِ أزواجِهِ، فَقُلنَ: ما عِندَنا إلاَّ الماءُ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن

1.. الأمالي للصدوق : ص ۳۳۳ ح ۳۹۰ عن سلمة بن خالد عن الإمام الصادق عليه‏السلام ، العمدة : ص ۳۴۸ ذيلح ۶۶۸ من دون إسناد إلى أحد من أهل البيت عليهم‏السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج ۳۵ ص ۲۴۰ ح ۱ ؛ تفسير الثعلبي : ج ۱۰ ص ۱۰۲ من دون إسناد إلى أحد من أهل البيت عليهم‏السلامنحوه .

2.. الحريرة : الحساء من الدسم والدقيق لسان العرب : ج ۴ ص ۱۸۴ «حرر» .

3.. مجمع البيان : ج ۱۰ ص ۶۱۲ ، كشف الغمّة : ج ۱ ص ۱۶۹ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۳۵ ص ۲۴۴ ح ۵ ؛أسباب النزول : ص ۴۷۰ ح ۸۴۴ ، مطالب السؤول : ج ۱ ص ۱۴۶ وكلاهما نحوه ، شواهد التنزيل : ج ۲ ص ۴۰۵ ح ۱۰۵۶ .

4.. شواهد التنزيل : ج ۲ ص ۳۳۲ ح ۹۷۳ ؛ إرشاد القلوب : ص ۱۳۶ نحوه .


أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
326

مَوائِدِ الجَنَّةِ، فَآثَروهُ، وباتوا لَم يَذوقوا إلاَّ الماءَ، وأصبَحوا صِياما. فَلَمّا أمسَوا ووَضَعُوا الطَّعامَ بَينَ أيديهِم وَقَفَ عَلَيهِم يَتيمٌ، فَآثَروهُ. ووَقَفَ عَلَيهِم أسيرٌ فِي الثّالِثَةِ، فَفَعَلوا مِثلَ ذلِكَ.
فَلَمّا أصبَحوا أخَذَ عَلِيٌّ عليه‏السلام بِيَدِ الحَسَنِ وَالحُسَينِ وأقبَلوا إلى رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَلَمّا أبصَرَهُم وهُم يَرتَعِشونَ كَالفِراخِ مِن شِدَّةِ الجوعِ قالَ: ما أشَدَّ ما يَسوؤُني ما أرى بِكُم ! وقامَ فَانطَلَقَ مَعَهُم فَرَأى فاطِمَةَ في مِحرابِها قَدِ التَصَقَ ظَهرُها بِبَطنِها وغارَت عَيناها، فَساءَهُ ذلِكَ، فَنَزَلَ جَبرَئيلُ وقالَ: خُذها يا مُحَمَّدُ هَنَّأَكَ اللّهُ في أهلِ بَيتِكَ، فَأَقرَأَهُ السّورَةَ۱.۲

۶۲۱.الإمام الصادق عليه‏السلام ـ في بَيانِ سَبَبِ نُزولِ قَولِهِ تَعالى: «وَ يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَ يَتِيمًا وَ أَسِيرًا...» ـ: كانَ عِندَ فاطِمَةَ عليهاالسلام شَعيرٌ فَجَعَلوهُ عَصيدَةً، فَلَمّا أنضَجوها ووَضَعوها بَينَ أيديهِم، جاءَ مِسكينٌ، فَقالَ المِسكينُ: رَحِمَكُمُ اللّهُ، أطعِمونا مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ، فَقامَ عَلِيٌّ عليه‏السلام فَأَعطاهُ ثُلُثَها. فَما لَبِثَ أن جاءَ يَتيمٌ، فَقالَ اليَتيمُ: رَحِمَكُمُ اللّهُ أطعِمونا مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ، فَقامَ عَلِيٌّ عليه‏السلام فَأَعطاهُ ثُلُثَها الثّاني، فَما لَبِثَ أن جاءَ أسيرٌ، فَقالَ الأَسيرُ: يرحَمكُمُ اللّهُ، أطعِمونا مِمّا رَزَقَكُمُ اللّهُ، فَقامَ عَلِيٌّ عليه‏السلام فَأَعطاهُ الثُّلُثَ الباقِيَ وما ذاقوها، فَأَنزَلَ اللّهُ فيهِم هذِهِ الآيَةَ إلى قَولِهِ: «وَ كَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا».۳

1.. يعني سورة الإنسان .

2.. الكشّاف : ج ۴ ص ۱۶۹ ، البداية والنهاية : ج ۵ ص ۳۲۹ نحوه ؛ سعد السعود : ص ۱۴۱ ، كشف الغمّة :ج ۱ ص ۳۰۲ ، الخرائج والجرائح : ج ۲ ص ۵۳۹ ح ۱۵ والثلاثة الأخيرة نحوه ، بحار الأنوار : ج ۳۵ ص ۲۴۳ ح ۴ .

3.. تفسير القمّي : ج ۲ ص ۳۹۸ ، مجمع البيان : ج ۱۰ ص ۶۱۲ نحوه وكلاهما عن عبد اللّه‏ بن ميمونالقدّاح ، بحار الأنوار : ج ۳۵ ص ۲۴۳ ح ۳ .

  • نام منبع :
    أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري، السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390/01/01
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 4243
صفحه از 719
پرینت  ارسال به