283
أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة

فَضُرِبَت، ثُمَّ أقبَلَ عَلى بَعضِ مَن كانَ فِي السِّتارَةِ فَقالَ: بِاللّهِ لَمّا رَثَيتَ لَنا مَن بِطوسَ ! فَأَخَذتُ أقولُ:
سَقيًا بِطوسَ ومَن أضحى بِها قَطَنا۱
مِن عِترَةِ المُصطَفى أبقى لَنا حَزَنًا
قالَ: ثُمَّ بَكى، وقالَ لي: يا عَبدَ اللّهِ، أيَلومُني أهلُ بَيتي وأهلُ بَيتِكَ أن نَصَبتُ أبَا الحَسَنِ الرِّضا عَلَما ؟! فَوَاللّهِ لاَُحَدِّثُكَ بِحَديثٍ تَتَعَجَّبُ مِنهُ. جِئتُهُ يَوما فَقُلتُ لَهُ: جُعِلتُ فِداكَ، إنَّ آباءَكَ موسَى بنَ جَعفَرٍ، وجَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ، ومُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ، وعَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه‏السلام كانَ عِندَهُم عِلمُ ما كانَ وما هُوَ كائِنٌ إلى يَومِ القِيامَةِ، وأنتَ وَصِيُّ القَومِ ووارِثُهُم، وعِندَكَ عِلمُهُم، وقَد بَدَت لي إلَيكَ حاجَةٌ. قالَ: هاتِها. فَقُلتُ: هذِهِ الزّاهِرِيَّةُ خطتني۲، ولا اُقَدِّم عَلَيها مِن جَوارِيَّ، قَد حَمَلَت غَيرَ مَرَّةٍ وأسقَطَت، وهِيَ الآنَ حامِلٌ، فَدُلَّني عَلى ما تَتَعالَجُ بِهِ فَتَسلَمُ.
فَقالَ: لا تَخَف مِن إسقاطِها، فَإِنَّها تَسلَمُ وتَلِدُ غُلاما أشبَهَ النّاسِ بِاُمِّهِ، ويَكونُ لَهُ خِنصِرٌ زائِدَةٌ في يَدِهِ الُيمنى لَيسَت بِالمُدَلاّةِ، وفي رِجلِهِ اليُسرى خِنصِرٌ زائِدَةٌ لَيسَت بِالمُدَلاّةِ. فَقُلتُ في نَفسي: أشهَدُ أنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ.
فَوَلَدَتِ الزّاهِرِيَّةُ غُلاما أشبَهَ النّاسِ بِاُمِّهِ، في يَدِهِ الُيمنى خِنصِرٌ زائِدَةٌ لَيسَت بِالمُدَلاّةِ، وفي رِجلِهِ اليُسرى خِنصِرٌ زائِدَةٌ لَيسَت بِالمُدَلاّةِ، عَلى ما كانَ وَصَفَهُ لِيَ الرِّضا، فَمَن يَلومُني عَلى نَصبي إيّاهُ عَلَما ؟!۳

1.. قَطَنَ : أي أقام به وتوطنّ لسان العرب : ج ۱۳ ص ۳۴۳ «قطن» .

2.. كذا في عيون أخبار الرضا عليه‏السلام ، والصحيح «حَظِيَّتي» كما في الغيبة للطوسي . يقال : حَظِيت المرأة عند زوجها ... : أي سَعِدت ودنت من قلبه وأحبّها لسان العرب : ج ۱۴ ص ۱۸۵ «حظا» .

3.. عيون أخبار الرضا عليه‏السلام : ج ۲ ص ۲۲۳ ح ۴۳ ، الغيبة للطوسي : ص ۷۴ ح ۸۱ عن محمّد بن عبد اللّه‏ بنالحسن الأفطس ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۳۳۳ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۹ ص ۲۹ ح ۲ ، وراجع : الثاقب في المناقب : ص ۴۸۶ ح ۴۱۵ والدر النظيم : ص ۶۸۵ .


أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
282

۵۲۳.الكافي عن الحارث بن المغيرة: قالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه‏السلام: إنّي لَأَعلَمُ ما فِي السَّماواتِ وما فِي الأَرضِ، وأعلَمُ ما فِي الجَنَّةِ، وأعلَمُ ما فِي النّارِ، وأعلَمُ ما كانَ وما يَكونُ.
ثُمَّ مَكَثَ هُنَيئَةً فَرَأى أنَّ ذلِكَ كَبُرَ عَلى مَن سَمِعَهُ مِنهُ، فَقالَ: عَلِمتُ ذلِكَ مِن كِتابِ اللّهِ عز و جل، إنَّ اللّهَ عز و جل يَقولُ: فيهِ تِبيانُ كُلِّ شَيءٍ۱.۲

۵۲۴.الإمام الصادق عليه‏السلام: قَد وَلَدَني رَسولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وأنَا أعلَمُ كِتابَ اللّهِ وفيهِ بَدءُ الخَلقِ، وما هُوَ كائِنٌ إلى يَومِ القِيامَةِ، وفيهِ خَبَرُ السَّماءِ وخَبَرُ الأَرضِ، وخَبَرُ الجَنَّةِ وخَبَرُ النّارِ، وخَبَرُ ما كانَ وخَبَرُ ما هُوَ كائِنٌ، أعلَمُ ذلِكَ كَما أنظُرُ إلى كَفّي، إنَّ اللّهَ يَقولُ: فيهِ تِبيانُ كُلِّ شَيءٍ.۳

۵۲۵.الإمام الرضا عليه‏السلام: أوَلَيسَ اللّهُ يَقولُ: «عَلِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِىأَحَدًا * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ»۴ ؟ فَرَسولُ اللّهِ عِندَ اللّهِ مُرتَضىً، ونَحنُ وَرَثَةُ ذلِكَ الرَّسولِ الَّذي أطلَعَهُ اللّهُ عَلى ما شاءَ مِن غَيبِهِ، فَعَلَّمَنا ما كانَ وما يَكونُ إلى يَومِ القِيامَةِ.۵

۵۲۶.عيون أخبار الرضا عليه‏السلام عن عبد اللّه‏ بن محمّد الهاشميّ: دَخَلتُ عَلَى المَأمونِ يَوما، فَأَجلَسَني وأخرَجَ مَن كانَ عِندَهُ، ثُمَّ دَعا بِالطَّعامِ فَطَعِمنا، ثُمَّ طَيَّبَنا، ثُمَّ أمَرَ بِسِتارَةٍ

1.. يشير عليه‏السلام بالمعنى إلى قوله تعالى : «تِبيانًا لِكُلِّ شَيءٍ» النحل : ۸۹ .

2.. الكافي : ج ۱ ص ۲۶۱ ح ۲ ، بصائر الدرجات : ص ۱۲۸ ح ۵ و ۶ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ص ۲۴۹ عن العلاء بن سيابة نحوه ، تأويل الآيات الظاهرة : ج ۱ ص ۱۰۳ ح ۷ ، بحار الأنوار : ج ۲۶ ص ۱۱۱ ح ۸ ، وراجع : تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۲۶۶ ح ۵۶ وكشف الغمّة : ج ۲ ص ۴۱۸ .

3.. الكافي : ج ۱ ص ۶۱ ح ۸ ، بصائر الدرجات : ص ۱۹۷ ح ۲ كلاهما عن عبد الأعلى بن أعين ، بحارالأنوار : ج ۹۲ ص ۹۸ ح ۶۸ ؛ ينابيع المودّة : ج ۱ ص ۸۰ ح ۲۰ عن عبد الأعلى بن أعين وراجع : تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۲۶۶ ح ۵۶ .

4.. الجنّ : ۲۶ و ۲۷ .

5.. الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۳۴۳ ح ۶ ، الثاقب في المناقب : ص ۱۸۹ ح ۱۷۱ كلاهما عن محمّد بنالفضل الهاشميّ ، بحار الأنوار : ج ۴۹ ص ۱۷۵ ح ۱ .

  • نام منبع :
    أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري، السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390/01/01
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3246
صفحه از 719
پرینت  ارسال به