خَلَقَهُم مِن نورِهِ ورَحمَتِهِ، مِن رَحمَتِهِ لِرَحمَتِهِ، فَهُم عَينُ اللّهِ النّاظِرَةُ، واُذنُهُ السّامِعَةُ، ولِسانُهُ النّاطِقُ في خَلقِهِ بِإِذنِهِ، واُمَناؤُهُ عَلى ما أنزَلَ مِن عُذرٍ أو نُذُرٍ أو حُجَّةٍ، فَبِهِم يَمحُو السَّيِّئاتِ، وبِهِم يَدفَعُ الضَّيمَ، وبِهِم يُنزِلُ الرَّحمَةَ، وبِهِم يُحيي مَيتا، وبِهِم يُميتُ حَيّا، وبِهِم يَبتَلي خَلقَهُ، وبِهِم يَقضي في خَلقِهِ قَضِيَّتَهُ.
قُلتُ: جُعِلتُ فِداكَ، مَن هؤُلاءِ؟ قالَ: الأَوصِياءُ.۱
۲۸۰.الإمام الهادي عليهالسلام ـ فِي الزِّيارَةِ الجامِعَةِ الَّتي يُزارُ بِهَا الأَئِمَّةُ عليهمالسلام ـ: السَّلامُ عَلى مَحالِّ مَعرِفَةِ اللّهِ، ومَساكِنِ بَرَكَةِ اللّهِ، ومَعادِنِ حِكمَةِ اللّهِ، وحَفَظَةِ سِرِّ اللّهِ، وحَمَلَةِ كِتابِ اللّهِ، وأوصِياءِ نَبِيِّ اللّهِ، وذُرِّيَّةِ رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله، ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ.۲
أقول: إنّ الأحاديث التي تدلّ على أنّ الأئمّة من أهل البيت عليهمالسلام هم أوصياء النبيّ صلىاللهعليهوآله كثيرة جدّا. قال أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ:
قد وردت الأخبار الصحيحة بالأسانيد القويّة أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله أوصى بأمر اللّه تعالى إلى عليّ بن أبي طالب عليهالسلام، وأوصى عليّ بن أبي طالب الى الحسن، وأوصى الحسن إلى الحسين، وأوصى الحسين إلى عليّ بن الحسين، وأوصى عليّ بن الحسين إلى محمّد بن عليّ الباقر، وأوصى محمّد بن عليّ الباقر إلى جعفر بن محمّد الصادق، وأوصى جعفر بن محمّد الصادق إلى موسى بن جعفر، وأوصى موسى بن جعفر إلى ابنه عليّ بن موسى الرضا، وأوصى عليّ بن موسى الرضا إلى ابنه محمّد بن عليّ، وأوصى محمّد بن عليّ إلى ابنه عليّ بن محمّد، وأوصى عليّ بن محمّد إلى ابنه الحسن بن عليّ، وأوصى الحسن بن عليّ إلى ابنه حجّة اللّه القائم بالحقّ، الذي لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوَّل اللّه ذلك اليوم حتّى يخرج فيملأها عدلاً وقسطا كما ملئت جورا وظلما، صلوات اللّه عليه وعلى آبائه الطاهرين.۳