211
أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة

خَلَقَهُم مِن نورِهِ ورَحمَتِهِ، مِن رَحمَتِهِ لِرَحمَتِهِ، فَهُم عَينُ اللّهِ النّاظِرَةُ، واُذنُهُ السّامِعَةُ، ولِسانُهُ النّاطِقُ في خَلقِهِ بِإِذنِهِ، واُمَناؤُهُ عَلى ما أنزَلَ مِن عُذرٍ أو نُذُرٍ أو حُجَّةٍ، فَبِهِم يَمحُو السَّيِّئاتِ، وبِهِم يَدفَعُ الضَّيمَ، وبِهِم يُنزِلُ الرَّحمَةَ، وبِهِم يُحيي مَيتا، وبِهِم يُميتُ حَيّا، وبِهِم يَبتَلي خَلقَهُ، وبِهِم يَقضي في خَلقِهِ قَضِيَّتَهُ.
قُلتُ: جُعِلتُ فِداكَ، مَن هؤُلاءِ؟ قالَ: الأَوصِياءُ.۱

۲۸۰.الإمام الهادي عليه‏السلام ـ فِي الزِّيارَةِ الجامِعَةِ الَّتي يُزارُ بِهَا الأَئِمَّةُ عليهم‏السلام ـ: السَّلامُ عَلى مَحالِّ مَعرِفَةِ اللّهِ، ومَساكِنِ بَرَكَةِ اللّهِ، ومَعادِنِ حِكمَةِ اللّهِ، وحَفَظَةِ سِرِّ اللّهِ، وحَمَلَةِ كِتابِ اللّهِ، وأوصِياءِ نَبِيِّ اللّهِ، وذُرِّيَّةِ رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ.۲

أقول: إنّ الأحاديث التي تدلّ على أنّ الأئمّة من أهل البيت عليهم‏السلام هم أوصياء النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله كثيرة جدّا. قال أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ:

قد وردت الأخبار الصحيحة بالأسانيد القويّة أنّ رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أوصى بأمر اللّه‏ تعالى إلى عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام، وأوصى عليّ بن أبي طالب الى الحسن، وأوصى الحسن إلى الحسين، وأوصى الحسين إلى عليّ بن الحسين، وأوصى عليّ بن الحسين إلى محمّد بن عليّ الباقر، وأوصى محمّد بن عليّ الباقر إلى جعفر بن محمّد الصادق، وأوصى جعفر بن محمّد الصادق إلى موسى بن جعفر، وأوصى موسى بن جعفر إلى ابنه عليّ بن موسى الرضا، وأوصى عليّ بن موسى الرضا إلى ابنه محمّد بن عليّ، وأوصى محمّد بن عليّ إلى ابنه عليّ بن محمّد، وأوصى عليّ بن محمّد إلى ابنه الحسن بن عليّ، وأوصى الحسن بن عليّ إلى ابنه حجّة اللّه‏ القائم بالحقّ، الذي لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوَّل اللّه‏ ذلك اليوم حتّى يخرج فيملأها عدلاً وقسطا كما ملئت جورا وظلما، صلوات اللّه‏ عليه وعلى آبائه الطاهرين.۳

1.. التوحيد : ص ۱۶۷ ح ۱ ، معاني الأخبار : ص ۱۶ ح ۱۰ ، بحار الأنوار : ج ۲۶ ص ۲۴۰ ح ۲ .

2.. تهذيب الأحكام : ج ۶ ص ۹۶ ح ۱۷۷ ، وراجع : هذا الكتاب: ص ۲۴۹ ح ۴۱۸ .

3.. كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۴ ص ۱۷۷ ذيل ح ۵۴۰۲ .


أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
210

اللّهُ عز و جل لَنَا الآخِرَةَ عَلَى الدُّنيا، وأنَّهُ حَتَمَ الفَناءَ عَلى جَميعِ خَلقِهِ، وأنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالَى اطَّلَعَ إلَى الأَرضِ اطِّلاعَةً فَاختارَني مِن خَلقِهِ فَجَعَلَني نَبِيّا. ثُمَّ اطَّلَعَ إلَى الأَرضِ اطِّلاعَةً ثانِيَةً فَاختارَ مِنها زَوجَكِ، وأوحى إلَيَّ أن اُزَوِّجَكِ إيّاهُ، وأتَّخِذَهُ وَلِيّا ووَزيرا، وأن أجعَلَهُ خَليفَتي في اُمَّتي، فَأَبوكِ خَيرُ أنبِياءِ اللّهِ ورُسُلِهِ، وبَعلُكِ خَيرُ الأَوصِياءِ، وأنتِ أوَّلُ مَن يَلحَقُ بي مِن أهلي. ثُمَّ اطَّلَعَ إلَى الأَرضِ اطِّلاعَةً ثالِثَةً فَاختارَكِ ووَلَدَيكِ، فَأَنتِ سَيِّدَةُ نِساءِ أهلِ الجَنَّةِ، وَابناكِ حَسَنٌ وحُسَينٌ سَيِّدا شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ، وأبناءُ بَعلِكِ أوصِيائي إلى يَومِ القِيامَةِ، كُلُّهُم هادونَ مَهدِيّونَ، وأوَّلُ الأَوصِياءِ بَعدي أخي عَلِيٌّ، ثُمَّ حَسَنٌ، ثُمَّ حُسَينٌ، ثُمَّ تِسعَةٌ مِن وُلدِ الحُسَينِ في دَرَجَتي، ولَيسَ فِي الجَنَّةِ دَرَجَةٌ أقرَبُ إلَى اللّهِ مِن دَرَجَتي ودَرَجَةِ أبي إبراهيمَ.۱

۲۷۷.الإمام الحسين عليه‏السلام: إنَّ اللّهَ اصطَفى مُحَمَّدا صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عَلى خَلقِهِ، وأكرَمَهُ بِنُبُوَّتِهِ، واختارَهُ لِرِسالَتِهِ، ثُمَّ قَبَضَهُ اللّهُ إلَيهِ وقَد نَصَحَ لِعِبادِهِ، وبَلَّغَ ما اُرسِلَ بِهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله. وكُنّا أهلَهُ وأولِياءَهُ وأوصِياءَهُ ووَرَثَتَهُ وأحَقَّ النّاسِ بِمَقامِهِ فِي النّاسِ، فَاستَأثَرَ عَلَينا قَومُنا بِذلِكَ، فَرَضينا، وكَرِهنَا الفُرقَةَ، وأحبَبنَا العافِيَةَ، ونَحنُ نَعلَمُ أنّا أحَقُّ بِذلِكَ الحَقِّ المُستَحَقِّ عَلَينا مِمَّن تَوَلاّهُ.۲

۲۷۸.الإمام الباقر عليه‏السلام: إنَّ أقرَبَ النّاسِ إلَى اللّهِ عز و جل وأعلَمَهُم بِهِ وأرأَفَهُم بِالنّاسِ مُحَمَّدٌ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَالأَئِمَّةُ عليهم‏السلام، فَادخُلوا أينَ دَخَلوا وفارِقوا مَن فارَقوا ـ عَنى بِذلِكَ حُسَينا ووُلدَهُ عليهم‏السلام ـ فَإِنّ الحَقَّ فيهِم، وهُمُ الأَوصِياءُ، ومِنهُمُ الأَئِمَّةُ، فَأَينَما رَأَيتُموهُم فَاتَّبِعوهُم.۳

۲۷۹.التوحيد عن محمّد بن مسلم: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه‏السلام يَقولُ: إنَّ للّهِ عز و جل خَلقا مِن رَحمَتِهِ

1.. كمال الدين : ص ۲۶۳ ح ۱۰ ، كتاب سليم بن قيس : ج ۲ ص ۵۶۵ ح ۱ نحوه وكلاهما عن سلمان ،بحار الأنوار : ج ۲۸ ص ۵۲ ح ۲۱ .

2.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۷ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۵۷ كلاهما عن أبي عثمان النهدي .

3.. كمال الدين : ص ۳۲۸ ح ۸ عن أبي حمزة الثمالي ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۱۳۶ ح ۲ .

  • نام منبع :
    أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري، السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390/01/01
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3358
صفحه از 719
پرینت  ارسال به