ينسجم مع عنوان الباب وهو «اتّصال الوصية من لدن آدم عليهالسلام».
ومن المفيد أن نلفت الانتباه إلى بضع ملاحظات في ختام البحث:
أ ـ إنّ الكلام السابق لا يعني نفي حجّية سنّة النبيّ صلىاللهعليهوآله ؛ لأنّ الأدلّة القرآنيّة والروائيّة والعقليّة لحجّية سنّة النبيّ صلىاللهعليهوآله تبلغ من الإحكام والقوّة درجة تنفي احتمال اعتبارها وحجّيتها. بناء على ذلك فإنّ إنكار صدور هذه الرواية لا يعني إنكار سنّة النبيّ صلىاللهعليهوآله.
ب ـ اقتران وجوب التمسّك بالعترة بحجيّة الكتاب والسنّة إنّما يدلّ على أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله كان يريد أن يبيّن أنّ هداية القرآن والسنّة تتيسّر من خلال التمسّك بالعترة. ومن الممكن أن تكون هناك قراءات مختلفة للسنّة كما توجد في الاتّجاهات الشيعية والسنّية المختلفة، ولكن الرواية الوحيدة الّتي تعتبر حجّة بشأن سنّة النبيّ صلىاللهعليهوآله هي الّتي تصلنا عن طريق العترة، وهذا المعنى يتضمّن التلازم الوثيق بين العترة والسنّة.
ج ـ من الاحتمالات الّتي تبدو قويّة للغاية هي أنّ تسلّط بني اُميّة وبني العبّاس وحكمهم الطويل أدّى إلى أن يكون نقل الحديث في بيان فضائل أهل البيت والعترة صعبا وعسيرا للغاية. فمن الطبيعي أنّ يكون نقل حديث بهذه الصراحة غير ممكن في ظلّ تلك الظروف الخطيرة، لأنّ من شأنه أن يتمخّض عن تبعات خطيرة، ويتّجه البعض إلى النقل بالمعنى حسب تصوّرهم ؛ فيغيّروا لفظ «العترة» إلى «السنّة» ؛ كي ينعموا بحياة مطمئنّة.
خاصّةً وأنّ الراوي لموضوع البحث ـ إسماعيل بن أبي أويس ـ الذي صرّح بأنّه كان ينتحل الحديث في حالات اختلاف أهل المدينة.
د ـ إنّ الاحتمال المخالف للرأي السابق ـ أي أنّ لفظ الحديث الأصلي هو «كِتابَ اللّهِ وسُنَّتي» ونقلت هذه العبارة بالمعنى هكذا: «كِتابَ اللّهِ وعِترَتي» ـ مستبعد للغاية، ولا يمكن الأخذ به ؛ ففي ظلّ الأجواء الّتي كانت سائدة في ذلك العصر لم يكن هناك أحد يمتلك الدافع للنقل بمثل هذا المعنى الّذي كان يشكّل خطورة كبيرة على الناقل.