بالقرآن والعترة، جاء في بعض المصادر الحديثية لفظ «السنّة» بدلاً من «العترة»، كما نقل ذلك مالك في الموطأ برواية مرسلة عن النبيّ صلىاللهعليهوآله:
تَرَكتُ فيكُم أمرَينِ لَن تَضِلُّوا ما مَسَكتُم بِهِما ؛ كِتابَ اللّهِ وسُنَّةَ نَبِيِّهِ.۱
وذكر الحاكم في مستدركه هذه الرواية كالتالي:
يا أيُّهَا النَّاسُ، إنِّي قَد تَرَكتُ فيكُم ما إن اعتَصَمتُم بِهِ فَلَن تَضِلُّوا أبَدا ؛ كِتابَ اللّهِ وسُنَّةَ نَبِيِّهِ.۲
نظرا إلى عدم التجانس بين هذين النصّين وبين الرواية المشهورة لحديث الثّقلين، فإنّ من الضروري تقويم سنديهما.
تقويم سند الرواية
أ ـ يعتبر موطأ مالك أهم مصدر للنصّ «كِتابَ اللّهِ وسُنَّةَ نَبِيِّهِ» حيث نقل هذه الرواية بشكلٍ مرسل. ونظرا لعدم رواية أصحاب الصحاح الستّة لها من جانب، وروايتها عبارة «كِتابَ اللّهِ وعِترَتي» كما في صحيح مسلم وسنن الترمذي والنسائي والدارمي ومسند ابن حنبل من جانب آخر، فإنّ ما جاء في الموطأ لا يتمتّع بالاعتبار اللاّزم.
ب ـ نقل الحاكم النيسابوري الرواية المذكورة بطريقين، كلاهما مشتمل على بعض الضعاف، فإنّ صالح بن موسى الطلحي وإسماعيل بن أبي أويس من رواة هذا النصّ، وقد نسب علماء رجال أهل السنّة الضعف إليهما، وأنكروهما بشدّة. فوصفوا صالح بن موسى بأنّه «ضعيف الحديث جدّا»، «متروك الحديث»، «يروي المناكير»، وما إلى ذلك.۳