ولإيضاح هذه الرسالة نرى من الضروري بيان ثلاث اُمور:
۱. غيبة الإمام المهدي عليهالسلام
إنّ حديث الثّقلين هو في الحقيقة أحد أدلّة إمامة الإمام المهدي عليهالسلام وغيبته، ومن الممكن إثبات هذا الادّعاء بمقدّمتين:
المقدّمة الاُولى
استنادا إلى هذا الحديث فإنّه كما سيبقى نصّ القرآن حتّى يوم القيامة، فإنّ أحد أئمّة أهل البيت عليهمالسلام سيبقى على قيد الحياة حتّى القيامة، وسيكون إلى جانب القرآن.
هناك في نصّ حديث الثّقلين ثلاث قرائن تدلّ بوضوح على هذا الادّعاء:
أ ـ جملة «إنِّي تارِكٌ فيكُم الثِّقلَينِ»، فلا شكّ في أنّ هذا الخطاب لا يختصّ بأصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآله، بل يشمل جميع الاُمّة الإسلامية حتّى يوم القيامة ؛ وإلاّ ستكون عبارتا «لَن تَضِلُّوا» و «حَتَّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ» عديمتي المعنى.
بناءً على ذلك فإنّ واحدا من أهل البيت يجب أن يكون حيّا حتّى القيامة ؛ كي تكون جملة «إنِّي تارِكٌ....» صادقة.
ب ـ عبارة «إن تَمَسَّكتُم بِهِما لَن تَضِلُّوا» قرينة اُخرى على استمرار إمامة واحدٍ من أهل البيت عليهمالسلام بشكلٍ دائم، فلو لم يكن أحدهم باقيا إلى جانب القرآن إلى يوم القيامة لكان وجوب استمرار التمسّك بأهل البيت عليهمالسلام ضربا من العبث.
ج ـ تدلّ جملة «لَن يَفتَرِقا حَتَّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ» ـ بالإضافة إلى الجملتين السابقتين ـ على أنّ نفس الأشخاص الّذين خلّفهم النبيّ صلىاللهعليهوآله بين الاُمّة، وأوصى