حديث الثّقلين أعلن بصراحة الترابط الوثيق بين القرآن وأهل البيت وعدم افتراقهما. وبهذا الشأن يقول الشيخ المفيد:
وذلك موجب لعصمتهم من الآثام ومانع من تعلّق السهو بهم والنسيان ؛ إذ لو وقع منهم عصيان أو سهو في الأحكام لفارقوا به القرآن فيما ضمّنه البرهان.۱
بناءً على ذلك، فإنّ حديث الثّقلين دليل آخر على عصمة أهل البيت من الذنوب والأخطاء إلى جانب آيهالتطهير. كما أنّ الأحاديث الدالّة على طهارة أهل البيت تدلّ على عصمتهم أيضا.۲
۲. المرجعية العلميّة لأهل البيت عليهمالسلام
تمثّل المرجعية العلميّة لأهل البيت ثاني رسالة واضحة لحديث الثّقلين إلى الاُمّة الإسلاميّة، ومعادلة أهل البيت للقرآن وعصمتهم العلميّة تكفيان لإثبات هذه الرسالة. وهذا يعني أن لا أحد ـ سوى أهل البيت ـ بإمكانه أن يبيّن حقائق القرآن للناس ويبيّن لهم المعارف الأصيلة للإسلام، كما روي عن الإمام الصادق عليهالسلام:
إنَّ اللّهَ عَلَّمَ نَبِيَّهُ التَّنزيلَ وَالتَّأويلَ، فَعَلَّمَهُ رَسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآله عَلِيَّا عليهالسلام، قالَ: وعَلَّمَنا وَاللّهِ.۳
إنّ جميع الأحاديث الّتي تؤكّد المكانة العلميّة لأهل البيت، كالأحاديث الّتي تصفهم بأنّهم خزنة العلم الإلهي، أو ورثة علم الأنبياء، أو تعتبر كلامهم كلام رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ۴، هي في الحقيقة بيان لهذه الرسالة، وتأكيد المرجعيّة العلميّة لأهل البيت.