على إمامة الإمام المهديّ عليهالسلام ووجوب معرفته والتمسّك به، ولكن وقبل تقديم أيّ إيضاح في هذا المجال، سنشير إشارة قصيرة إلى ثلاث رسائل مهمّة ومصيريّة تضمّنها هذا الحديث الشريف فيما يتعلّق بإمامة أهل البيت عليهمالسلام وزعامتهم:
۱. عصمة أهل البيت عليهمالسلام
ضمن اللّه ـ سبحانه وتعالى ـ عصمة القرآن من كلّ خطأ واشتباه، كما في صريح قوله:
«إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ».۱
ويؤكّد عَزَّ من قائل في قوله:
«لا يَأْتِيهِ الْبَطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ».۲
والرسالة الواضحة للتلازم بين أهل البيت والقرآن في حديث الثّقلين هي عصمة أهل البيت عليهمالسلام، للأسباب التالية:
أوّلاً: إنّ أمر النبيّ صلىاللهعليهوآله القاضي بالتمسّك بأهل البيت إلى جانب القرآن يعني وجوب طاعتهم، فإذا لم يكن أهل البيت معصومين من الخطأ كالقرآن، فلا مبرّر لوجوب طاعتهم.
روي عن الإمام عليّ عليهالسلام في إيضاح هذا الدليل وفيما يتعلّق بوجوب طاعة اُولي الأمر قوله:
إنَّما اُمِرَ بِطاعَةِ أولي الأمرِ۳ لأنَّهُم مَعصومونَ مُطَهَّرونَ، لا يَأمرونَ بِمَعصِيَتِهِ.۴
ثانيا: إنّ عدم عصمة أهل البيت عن الخطأ يخلّ بارتباطهم بالقرآن، في حين أنّ