193
أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة

بمجموعة خاصّة من المقرّبين إلى النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.

كما أنّ السيرة العمليّة لرسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في تبيين هذه الآية الكريمة ـ منذ أن منع دخول زوجته الكريمة اُمّ سلمة تحت الكساء ؛ لدفع احتمال دخول زوجاته تحت عنوان «أهل البيت» وحتّى وفاته صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ۱ ـ كانت بشكل بحيث لم يكن في زمان حياته أيّ اختلاف في مفهوم أهل البيت ومصداقهم، فلم يكن أحد يدّعي هذا العنوان سوى فئة خاصّة من المقرّبين إلى النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله والّذين كانوا يتمتّعون بالكفاءة لهداية الاُمّة الإسلاميّة وقيادتها.۲

بناءً على ذلك فإنّ أيّ شبهة حول مفهوم أهل البيت ومصداقهم في آية التطهير وحديث الثّقلين، فاقدة للقيمة العلميّة، خصوصاً بعد ورود الأحاديث الصريحة والواضحة عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في تفسير هذا العنوان، وسيرته العمليّة في هذا المجال.

والملاحظة الملفتة للنظر، أنّ مضمون حديث الثّقلين، وتأكيد رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله على أنّ القرآن وأهل البيت لا يفترقان إلى يوم القيامة وأنّ من الواجب على الاُمّة الإسلاميّة اتّباعهما، يدلاّن بوضوح على أنّ مصاديق أهل البيت لا تنحصر في أصحاب الكساء الّذين استشهد آخرهم ـ وهو الإمام الحسين عليه‏السلام ـ بعد خمسين عاما من رحيل النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، بل اُضيف إليهم تسعة من أبناء الإمام الحسين عليه‏السلام، كما ورد التصريح به في روايات أهل البيت عليهم‏السلام.

فقد روي عن الإمام عليّ عليه‏السلام في بيان معنى عترة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قوله:

أنا وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ وَالأئِمَّةُ التِّسعَةُ مِن‏وُلدِ الحُسَينِ، تاسِعُهُم مَهدِيُّهُم وقائِمُهُم، لا يُفارِقونَ كِتابَ اللّهِ ولا يُفارِقُهُم حَتَّى يَرِدوا عَلى رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله حَوضَهُ.۳

1.. راجع : ص ۶۵ (الفصل الرابع : تسليم النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله على أهل البيت عليهم‏السلاموتخصيصهم بالأمر بالصلاة) .

2.. لمزيد الاطّلاع راجع : ص ۲۳ القسم الأوّل : معنى أهل البيت .

3.. راجع : ص ۱۰۵ ح ۱۲۰ و ص ۱۷۷ ح ۲۵۹ .


أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
192

وفي رواية اُخرى أنّه قال:

إنَّكِ مِن أزواجِ النَّبِيِّ.۱

وجاء في رواية اُخرى أنّه قال:

إنَّكِ إلى خَيرٍ، أنتِ مِن أزواجِ النَّبِيَّ.۲

وجاء في رواية اُخرى أنّ اُمّ سلمة قالت: رفعت الكساء لأدخل معهم، فجذبه من يدي وقال:

إنَّكِ عَلى خَيرٍ.۳

والمتحصّل ممّا روته اُمّ سلمة وعائشة من أزواج النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في معنى «أهل البيت» عنه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ۴، وما رواه سبعة عشر صحابيا من أصحاب رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في هذا المجال۵، وما روي عن أهل البيت أنفسهم في تفسير «أهل البيت»۶، هو اعتبار هذه الفئة الخاصّة أهل بيت النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، واعتبار أزواج النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله خارج هذه الفئة، وعلى هذا فإنّه لا يبقى أدنى مجال للشكّ عند الباحث المنصف في المقصود من أهل البيت في الآية المذكورة.۷

ويؤيّد مضمون آية التطهير وسياقها، الأحاديث الّتي فسّرت أهل البيت

1.. تاريخ دمشق : ج ۱۳ ص ۲۰۷ ح ۳۱۸۸ .

2.. تفسير الطبري : ج ۱۲ الجزء ۲۲ ص ۷ ، تفسير ابن كثير : ج ۶ ص ۴۰۹ .

3.. مسند ابن حنبل : ج ۱۰ ص ۲۲۸ ح ۲۶۸۰۸ ، المعجم الكبير : ج ۳ ص ۵۳ ح ۲۶۶۴ و ج ۲۳ ص ۳۳۶ح ۷۷۹ ، مسند أبي يعلى : ج ۶ ص ۲۴۹ ح ۶۸۷۶ .

4.. راجع : ص ۲۵ (الفصل الأوّل : أزواج النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهومعنى أهل البيت) .

5.. راجع : ص ۴۳ (الفصل الثاني : أصحاب النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهومعنى أهل البيت) .

6.. راجع : ص ۵۷ (الفصل الثالث : أهل البيت عليهم‏السلام ومعنى أهل البيت).

7.. تبدو هذه الملاحظة بديهية ، وهي أنّ «أهل البيت» في آية التطهير تشمل النبيّ الأعظم صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أيضا ، ولكنّه سيخرج من هذه المجموعة في حديث الثّقلين الّذي طرح فيه أهل البيت باعتبارهم خلفاء رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله .

  • نام منبع :
    أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري، السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390/01/01
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3244
صفحه از 719
پرینت  ارسال به