۶. في الخطبة الأخيرة للنبيّ صلىاللهعليهوآله وسلم في المدينة.۱
۷. في بيته، على فراش المرض وفي آخر لحظات حياته الشريفة.۲
وقال ابن حجر الهيثمي حول طرق حديث الثّقلين وأهمّية تكراره:
ثمّ اعلم أنّ لحديث التمسّك بذلك طرقاً كثيرة وردت عن نيّف وعشرين صحابيّاً، ومرّ له طرق مبسوطة... وفي بعض تلك الطرق أنّه قال ذلك بحجّة الوداع بعرفة، وفي اُخرى أنّه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه، وفي اُخرى أنّه قال ذلك بغدير خم، وفي اُخرى أنّه قال [ذلك] لمّا قام خطيباً بعد انصرافه من الطائف،۳ كما مرّ، ولا تنافي ؛ إذ لا مانع من أنّه كرّر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها ؛ اهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة.۴
خامسا: المُراد من «العترة» و«أهل البيت»
لقد بيّن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله بنفسه المُراد من عترته وأهل بيته ـ في تفسيره آية التطهير ـ بحيث لم يبقَ أيّ مجال للإبهام والترديد أو التفسير والتأويل، ولا أحد يشكّ في أنّ مراده من أهل البيت في حديث الثّقلين ـ الّذي اعتبرهم فيه عِدلاً للقرآن ـ هو نفس الّذين نزلت آية التطهير بشأنهم.
وعلى هذا فمن الضروري أن نقدّم إيضاحا مختصرا حول آية التطهير لينكشف
1.. راجع : الكافي : ج۲ ص۴۱۵ ح۱ وتفسير العيّاشي : ج۱ ص۵ ح۹ وبحار الأنوار : ج۹۲ ص۲۷ ح۲۹.
2.. راجع : دعائم الإسلام : ج ۱ ص ۲۸ و مسند زيد : ص ۴۰۴ .
3.. لم نجد هذا الموضوع في المصادر ، ولعلّه إشارة إلى قول عبد الرحمن بن عوف : إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال بعد الغارة على الطائف : «أيُّها الناسُ! إنّي فَرَطٌ لَكُم واُوصيكُم بِعِترَتي خَيرا وإنَّ مَوعِدَكُم الحَوض» راجع : مسند أبي يعلى : ج ۱ ص ۳۹۳ ح ۸۵۶ و المستدرك على الصحيحين : ج ۲ ص ۱۳۱ ح ۲۵۵۹ و المطالب العالية : ج ۴ ص ۵۶ ح ۳۹۴۹ و الأمالي للطوسي : ص ۵۰۴ ح ۱۱۰۴ و المناقب للكوفي : ج ۱ ص ۴۸۸ ح ۳۹۵ .
4.. الصواعق المحرقة : ص ۱۵۰ .