191
أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة

المراد من أهل البيت في حديث الثّقلين.

أهل البيت عليهم‏السلام في آية التطهير

نصّ الآية هو هذا:

«إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا».۱

الملفت للانتباه أنّ هذه الآية نزلت في أواخر عمر رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ۲، كما صدر حديث الثّقلين منه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في هذه الفترة أيضا.

نزلت هذه الآية على النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في بيت اُمّ سلمة، ودعا النبيّ عليّا وفاطمة والحسن والحسين عليهم‏السلام بعد نزولها وألقى عليهم كساءه الخيبري، وقال:

هؤلاءِ أهلُ بَيتي.۳

فقالت اُمّ سلمة: ألستُ من أهل البيت يا رسول اللّه‏؟

فقال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله:

إنَّكِ أهلي خَيرٌ، وهؤلاءِ أهلُ بَيتي، اللّهُمَّ أهلي أحَقُّ.۴

1.. الأحزاب : ۳۳ .

2.. روي عن الإمام الحسن عليه‏السلام أنّه بعد أن نزلت آية التطهير كان النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهيقف على بابهم كلّ يوم عند طلوع الفجر حتّى نهاية عمره الشريف ويقول : «الصلاة يرحمكم اللّه‏ ، «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا»» الأمالي للطوسي : ص۵۶۵ ح ۱۱۷۴ . ونظرا لأنّ أغلب الروايات ذكرت أنّ مدّة قيام رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بهذا العمل هي ستّة أشهر (راجع : سنن الترمذي : ج ۵ ص ۳۵۲ ح ۳۲۰۶ و مسند ابن حنبل : ج ۴ ص ۵۱۶ ح ۱۳۷۳۰ و المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص ۱۷۲ ح ۴۷۴۸ و المعجم الكبير : ج ۳ ص ۵۶ ح ۲۶۷۱ و المصنّف لابن أبي شيبة : ج ۷ ص ۵۲۷ ح ۴ و تفسير الطبري : ج ۱۲ الجزء ۲۲ ص ۶) يمكن أن نستنتج أنّ آية التطهير نزلت في أواخر عمر النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله .

3.. سنن الترمذي : ج ۵ ص ۳۵۱ ح ۳۲۰۵ ، مسند ابن حنبل : ج ۱۰ ص ۱۹۷ ح ۲۶۶۵۹ ، المصنّف لابنأبي شيبة : ج ۷ ص ۵۰۱ ح ۴۰ .

4.. المستدرك على الصحيحين : ج ۲ ص ۴۵۱ ح ۳۵۵۸ .


أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
190

۶. في الخطبة الأخيرة للنبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ‏وسلم في المدينة.۱

۷. في بيته، على فراش المرض وفي آخر لحظات حياته الشريفة.۲

وقال ابن حجر الهيثمي حول طرق حديث الثّقلين وأهمّية تكراره:

ثمّ اعلم أنّ لحديث التمسّك بذلك طرقاً كثيرة وردت عن نيّف وعشرين صحابيّاً، ومرّ له طرق مبسوطة... وفي بعض تلك الطرق أنّه قال ذلك بحجّة الوداع بعرفة، وفي اُخرى أنّه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه، وفي اُخرى أنّه قال ذلك بغدير خم، وفي اُخرى أنّه قال [ذلك] لمّا قام خطيباً بعد انصرافه من الطائف،۳ كما مرّ، ولا تنافي ؛ إذ لا مانع من أنّه كرّر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها ؛ اهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة.۴

خامسا: المُراد من «العترة» و«أهل البيت»

لقد بيّن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بنفسه المُراد من عترته وأهل بيته ـ في تفسيره آية التطهير ـ بحيث لم يبقَ أيّ مجال للإبهام والترديد أو التفسير والتأويل، ولا أحد يشكّ في أنّ مراده من أهل البيت في حديث الثّقلين ـ الّذي اعتبرهم فيه عِدلاً للقرآن ـ هو نفس الّذين نزلت آية التطهير بشأنهم.

وعلى هذا فمن الضروري أن نقدّم إيضاحا مختصرا حول آية التطهير لينكشف

1.. راجع : الكافي : ج۲ ص۴۱۵ ح۱ وتفسير العيّاشي : ج۱ ص۵ ح۹ وبحار الأنوار : ج۹۲ ص۲۷ ح۲۹.

2.. راجع : دعائم الإسلام : ج ۱ ص ۲۸ و مسند زيد : ص ۴۰۴ .

3.. لم نجد هذا الموضوع في المصادر ، ولعلّه إشارة إلى قول عبد الرحمن بن عوف : إنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قال بعد الغارة على الطائف : «أيُّها الناسُ! إنّي فَرَطٌ لَكُم واُوصيكُم بِعِترَتي خَيرا وإنَّ مَوعِدَكُم الحَوض» راجع : مسند أبي يعلى : ج ۱ ص ۳۹۳ ح ۸۵۶ و المستدرك على الصحيحين : ج ۲ ص ۱۳۱ ح ۲۵۵۹ و المطالب العالية : ج ۴ ص ۵۶ ح ۳۹۴۹ و الأمالي للطوسي : ص ۵۰۴ ح ۱۱۰۴ و المناقب للكوفي : ج ۱ ص ۴۸۸ ح ۳۹۵ .

4.. الصواعق المحرقة : ص ۱۵۰ .

  • نام منبع :
    أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري، السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390/01/01
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2789
صفحه از 719
پرینت  ارسال به