۳ / ۱۱. التأكيد على المنزلة السياسية الإلهية لأهل البيت عليهمالسلام
جميع الخطوات التي جاء بها النبيّ صلىاللهعليهوآله في مجال التعريف بأهل البيت هي مقدّمة لبيان منزلتهم السياسية الإلهية، وبيان الحقيقة التالية: لماذا اختار أهل البيت أوصياء له وقادة سياسيين للاُمّة من بعده؟ ولماذا عدّ سِلمهم سلماً له، وحربهم حرباً له؟۱
نعم، سَبْر السيرة النبويّة يكشف لنا عن أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله سلك جميع الطرق الممكنة للتعريف بأهل البيت الذين هم قادة المجتمع الإسلامي في المستقبل، ولم يتوانَ عن شيء في هذا المجال، وبذلك فقد أتمّ الحجّة على الاُمّة، إلاّ أنّنا إذا راجعنا تأريخ صدر الإسلام وجدنا ـ وللأسف الشديد ـ أنّ الاُمّة ظلمت أهل البيت بنحو ومقدار بحيث لو كان النبيّ صلىاللهعليهوآله قد أوصى بظلمهم لما استطاعت الاُمّة أن تزيد على ما ارتكبته في حقّهم.۲
والملفت للنظر أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله كان يرى ما ستفعله الاُمّة بأهل بيته من الظلم والجور، ولهذا فإنّ عدداً هامّاً من الأحاديث النبويّة قد جاءت لبيان الظلم والجور الذي سيحلّ بأهل بيته من بعده.۳
۳ / ۱۲. التنبّؤبدولة أهل البيت عليهمالسلام
تواترت الروايات الواردة في كتب الفريقين والتي تنصّ على أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله تنبّأ بأنّ المهدي من أهل بيته سيحكم العالم، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً۴، ويمكننا أن نعدّ هذه التنبّؤت آخر خطوة جاء بها النبيّ صلىاللهعليهوآله للتعريف بأهل البيت عليهمالسلام.
1.. راجع : ص ۴۵۲ (الفصل الثالث : عناوين حقوقهم / الولاية).
2.. راجع : ص ۵۵۷ (الفصل الخامس : ما وقع عليهم من الظلم).
3.. راجع: ص ۵۴۹ (الفصل الرابع : اخبار النبي صلىاللهعليهوآله بما يقع عليهم من الظلم) .
4.. راجع : ص ۵۷۱ (القسم الثاني عشر / دولة أهل البيت عليهمالسلام).