15
أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة

۳ / ۱. عند نزول آية التطهير

عندما نزلت آية التطهير جمع النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عليّا وفاطمة والحسن والحسين تحت كساء يماني وقال: «هؤاء أهل بيتي»۱، ومنع زوجته عن الدخول تحت الكساء إلى جانب أهل بيته عليهم‏السلام.

۳ / ۲. السلام على أهل البيت عليهم‏السلام

بعد نزول آية التطهير وبهدف بيان المراد من «أهل البيت» فيها، والمراد من «أهلك» في قوله تعالي: «وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاة»، كان النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يأتي بيت عليّ وفاطمة كلّ يوم عند أذان الصبح، ويخاطبهم بعنوان «أهل البيت»، ويسلّم عليهم، ويدعوهم إلى الصلاة.۲

۳ / ۳. اصطحاب أهل البيت عليهم‏السلام إلى المباهلة

بعد نزول آية المباهلة ونزول الأمر إلي النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بمباهلة نصاري نجران، اصطحب النبيّ عليّاً وفاطمة والحسن والحسين عليهم‏السلام باعتبارهم مصاديق لـ «أنفسنا»و «نساءنا» و «أبناءنا» الواردة في الآية المذكورة، اصطحبهم معه إلى المباهلة، وحاول بذلك التعريف بأهل بيته.۳ وفي هذا الموضع منع النبيّ أيضاً من التحاق عائشة بأهل بيته عليهم‏السلام.

۳ / ۴. جعل أهل البيت عليهم‏السلام عدلاً للقرآن

من أبرز الإجراءات التي قام بها النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله للتعريف بأهل بيته هي أنّه جعلهم عدلاً و

1.. راجع : ص ۵۷ (الفصل الثالث : أهل البيت عليهم‏السلام ومعنى أهل البيت).

2.. راجع : ص ۶۵ (الفصل الرابع : تسليم النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله على أهل البيت عليهم‏السلام وتخصيصهم بالأمر بالصّلاة).

3.. راجع : ص ۲۱۵ (الفصل الأوّل : أهمّ خصائصهم / مباهلة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بهم).


أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
14

منهم هو عدد خاصّ من قرابته صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.۱

ثانياً: مضمون آية التطهير

بدأت الآية المذكورة بكلمة «إنّما»، وهي ممّا يفيد الحصر، ولهذا فهي تدلّ على أنّ صفة الطهارة المطلقة من الأدناس الظاهرية والباطنية هي خاصّة بأهل البيت، وعبارة «يُريدُ اللهُ» لبيان أنّ اللّه‏ سبحانه وتعالى أراد هذه الطهارة لأهل البيت تكويناً ؛ ذلك لأنّ إرادة اللّه‏ التشريعية بلزوم الطهارة لا تخصّ أهل البيت، وإنّما تعمّ جميع الناس، فالباري سبحانه يريد من جميع الناس أن يطهّروا أنفسهم من الأدناس.

وعلى هذا الأساس ومع الالتفات إلى أنّ إرادة الباري التكوينية غير قابلة للتخلّف، فإنّ هذه الفضيلة الكبرى الواردة في الآية لا تشمل الكفّار والمشركين من قرابة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وإنّما تشمل الطاهرين من قرابته خاصّة. وعليه فإنّ مقتضى مضمون آية التطهير هو أنّ المراد من «أهل البيت» فيها هو عدد خاصّ من قرابة النبيّ الأعظم صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وهم الذين يتّصفون بالطهارة المطلقة.

ثالثاً: تفسيرها عمليّاً من قبل النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله

مضافاً لدلالة سياق ومضمون الآية المذكورة على أنّ المراد من أهل البيت فيها هو عدد خاصّ من قرابة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فقد قام النبيّ بإجراءات عديدة بهدف التعريف بأهل بيته، فإذا أخذنا هذه الإجراءات بنظر الاعتبار فسوف لا يبقي مجال للشكّ والترديد لدى المحقّق المنصف في دلالة الآية.

وبعبارة اُخرى فإنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أتمّ الحجّة على اُمّته في مجال التعريف بأهل بيته المذكورين في القرآن الكريم. ومن أهم إجراءاته في هذا المجال هو ما يلي:

1.. هذه الآية بلحاظ السياق نظير الآيات ۲۸ و ۲۹ من سورة يوسف : «إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظيمٌ *يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا وَ اسْتَغْفِري لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئينَ» .

  • نام منبع :
    أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري، السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390/01/01
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2900
صفحه از 719
پرینت  ارسال به