سمعت رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يقول: «مَن خَلَعَ يَدا من طاعَةٍ، لَقِيَ اللّهَ يَومَ القِيامَةِ لا حُجَّةَ لَهُ ومَن ماتَ ولَيسَ في عُنُقِهِ بَيعَةٌ ماتَ ميتَةً جاهِلِيَّةً».۱
اُنظر إلى هذه المهارة في تفسير حديث رسول اللّه صلىاللهعليهوآله على خلاف مقصوده صلىاللهعليهوآله ! وهذه هي الظاهرة الخطرة التي حذّر الرسول في هذا الحديث وغيره من الأحاديث من الوقوع فيها، ودعا الاُمّة إلى اتّباع أئمّة الحق.
لقد حُرّف تحذير رسول اللّه صلىاللهعليهوآله على يد المتلاعبين بالسياسة من المتظاهرين بالإسلام، وكذلك على يد أدواتهم وعمّالهم، وبذلك صار يُساء إلى الحديث من خلال الحديث نفسه، وإلى الإسلام من خلال الإسلام نفسه، والنتيجة هي الخروج من عصر العلم والإسلام والرجوع إلى عهد الجاهليّة والكفر، وذلك عندما نتجاهل موقع الإمامة في المجتمع الإسلامي، ونغفل وصايا النبي صلىاللهعليهوآله في ذلك.
على هذا الأساس فإنّ المقصود بالأحاديث الواردة في أنّ «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة» هو التحذير ـ بلا أدنى شك ـ من مغبّة ترك ولاية الأئمّة عليهمالسلام الثابت ضرورة التمسّك بها في حديث الثقلين والغدير ومئات الأحاديث الاُخرى الواردة للاُمّة في هذا الشأن.