منهم هو عدد خاصّ من قرابته صلىاللهعليهوآله.۱
ثانياً: مضمون آية التطهير
بدأت الآية المذكورة بكلمة «إنّما»، وهي ممّا يفيد الحصر، ولهذا فهي تدلّ على أنّ صفة الطهارة المطلقة من الأدناس الظاهرية والباطنية هي خاصّة بأهل البيت، وعبارة «يُريدُ اللهُ» لبيان أنّ اللّه سبحانه وتعالى أراد هذه الطهارة لأهل البيت تكويناً ؛ ذلك لأنّ إرادة اللّه التشريعية بلزوم الطهارة لا تخصّ أهل البيت، وإنّما تعمّ جميع الناس، فالباري سبحانه يريد من جميع الناس أن يطهّروا أنفسهم من الأدناس.
وعلى هذا الأساس ومع الالتفات إلى أنّ إرادة الباري التكوينية غير قابلة للتخلّف، فإنّ هذه الفضيلة الكبرى الواردة في الآية لا تشمل الكفّار والمشركين من قرابة النبيّ صلىاللهعليهوآله، وإنّما تشمل الطاهرين من قرابته خاصّة. وعليه فإنّ مقتضى مضمون آية التطهير هو أنّ المراد من «أهل البيت» فيها هو عدد خاصّ من قرابة النبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآله، وهم الذين يتّصفون بالطهارة المطلقة.
ثالثاً: تفسيرها عمليّاً من قبل النبيّ صلىاللهعليهوآله
مضافاً لدلالة سياق ومضمون الآية المذكورة على أنّ المراد من أهل البيت فيها هو عدد خاصّ من قرابة النبيّ صلىاللهعليهوآله، فقد قام النبيّ بإجراءات عديدة بهدف التعريف بأهل بيته، فإذا أخذنا هذه الإجراءات بنظر الاعتبار فسوف لا يبقي مجال للشكّ والترديد لدى المحقّق المنصف في دلالة الآية.
وبعبارة اُخرى فإنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أتمّ الحجّة على اُمّته في مجال التعريف بأهل بيته المذكورين في القرآن الكريم. ومن أهم إجراءاته في هذا المجال هو ما يلي: