النسوة يتغيّر الخطاب من النسوة إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله، وبصيغة الجمع المذكر، حيث يقول: «إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً»۱.
ولا ريب أنّ المراد من «أهل البيت» في هذه الآية هم الذين نزلت فيهم آية التطهير، لكن المهمّ في المقام هو أن نري المراد من هؤاء ؟
القرائن الدالّة على تفسير أهل البيت عليهمالسلام
بالتأمّل في دلالة سياق الآية ومضمونها، وبالتأمّل في إجراءات النبيّ صلىاللهعليهوآله في مجال تفسير الآية والتعريف بأهل البيت، مضافاً للقرائن الاُخرى التي ستأتي الإشارة إليها، لا يبقي شكّ في أنّ المقصود من «أهل البيت» في الآية المذكورة ليسوا أهل بيت شخص النبيّ، وإنّما المراد بهم أهل بيت عنوان النبيّ صلىاللهعليهوآله ؛ أي عدد خاصّ من أهل بيت النبيّ، وهم الذين اُلقيت على عاتقهم هداية الاُمّة بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله.
وبعبارة اُخرى: المراد من أهل البيت هم أهل بيت الرسالة، وهم الذين حمّلهم الباري سبحانه أعباء تبليغ رسالة النبيّ صلىاللهعليهوآله بعده بشكل خاصّ.
وإليك فيما يلي بعض القرائن الدالّة على تفسير الآية:
أوّلاً: سياق آية التطهير
مقتضي التأمّل في دلالة سياق آية التطهير هو أنّ المراد من أهل البيت فيها ليس هو مطلق أقرباء النبيّ صلىاللهعليهوآله ؛ وذلك أنّ الضمائر الواردة في الآيات السابقة عليها جاءت جميعاً بصيغة جمع المؤّث، بينما وردت الضمائر في هذا المقطع من الآية بصيغة جمع المذكر «إِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً»، وهذا ما يكشف عن أنّ المراد منهم ليس هو مطلق قرابة النبيّ الشاملة لنسائه، وإنّما المراد