109
أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة

وَحيي، وأكرَمتُهُ بِالشَّهادَةِ، وَخَتَمتُ لَهُ بِالسَّعادَةِ، فَهُوَ أفضَلُ مَنِ استُشهِدَ، وأرفَعُ الشُّهَداءِ دَرَجَةً، جَعَلتُ كَلِمَتِيَ التّامَّةَ مَعَهُ، وحُجَّتِيَ البالِغَةَ عِندَهُ، بِعِترَتِهِ اُثيبُ واُعاقِبُ، أوَّلُهُم عَلِيٌّ سَيِّدُ العابِدينَ وزَينُ أولِيائِيَ الماضينَ، وَابنُهُ شِبهُ جَدِّهِ المَحمودِ مُحَمَّدٌ الباقِرُ عِلمي، وَالمَعدِنُ لِحِكمَتي. سَيَهلِكُ المُرتابونَ في جَعفَرٍ، الرادُّ عَلَيهِ كَالرّادِّ عَلَيَّ، حَقَّ القَولُ مِنّي لاُكرِمَنَّ مَثوى جَعفَرٍ، ولاُسِرَّنَّهُ في أشياعِهِ وأنصارِهِ وأوليائِهِ. اُتيحَت بَعدَهُ [لِ ۱] موسى فِتنَةٌ عَمياءُ حِندِسٌ۲، لِأَنَّ خَيطَ فَرضي لا يَنقَطِعُ، وحُجَّتي لا تَخفى، وأَنَّ أولِيائِيَ يُسقَونَ بِالكَأسِ الأَوفى، مَن جَحَدَ واحِدا مِنهُم فَقَد جَحَدَ نِعمَتي، ومَن غَيَّرَ آيَةً مِن كِتابي فَقَدِ افتَرى عَلَيَّ.
وَيلٌ لِلمُفتَرِينَ الجَاحِدينَ عِندَ انقِضاءِ مُدَّةِ موسى عَبدي وحَبيبي وخِيَرَتَي، في عَلِيٍّ وَلِيّي وناصِري ومَن أضَعُ عَلَيهِ أعباءَ النُّبُوَّةِ، وأَمتَحِنُهُ بِالاِضطِلاعِ بِها، يَقتُلُهُ عِفريتٌ۳ مُستَكبِرٌ، يُدفَنُ فِي المَدينَةِ الَّتي بَناها العَبدُ الصَالِحُ، إلى جَنبِ شَرِّ خَلقي، حَقَّ القَولُ مِنّي لاُسِرَّنَهُ بِمُحَمَّدٍ ابنِهِ وخَليفَتِهِ مِن بَعدِهِ، ووارِثِ عِلمِهِ، فَهُوَ مَعدِنُ عِلمي، ومَوضِعُ سِرّي، وحُجَّتي عَلى خَلقي، لا يُؤمِنُ عَبدٌ بِهِ إلاّ جَعَلتُ الجَنَّةَ مَثواهُ، وشَفَّعتُهُ في سَبعينَ مِن أهلِ بَيتِهِ، كُلُّهُم قَدِ استَوجَبُوا النّارَ، وأختِمُ بِالسَّعادَةِ لاِبنِهِ عَلِيٍّ وَلِيّي وناصِري وَالشّاهِدِ في خَلقي، وأميني عَلى وَحيي، اُخرِجُ مِنهُ الدّاعِيَ إلى سَبيلِي، وَالخازِنَ لِعِلمي، الحَسَنِ، واُكمِلُ ذلِكَ بِابنِهِ م ح م د رَحمَةً لِلعالَمينَ، عَلَيهِ كَمالُ موسى وبَهاءُ عيسى وصَبرُ أيّوبَ، فَيُذَلُّ أولِيائي في زَمانِهِ، وتُتَهادى رُؤوسُهُم كَما تُتَهادَى رُؤوسُ التُّركِ وَالدَّيلَمِ، فَيُقتَلونَ ويُحرَقونَ، ويَكونونَ خائِفينَ مَرعوبينَ

1.. الظاهر أنّ ما بين المعقوفين سقط من المصدر ، وأضفناها ليستقيم السّياق .

2.. حِنْدِس : أي شديد الظُلمة النهاية : ج ۱ ص ۴۵۰ «حندس» .

3.. العِفريتُ : العارِمُ الخبيث مفردات ألفاظ القرآن : ص ۵۷۳ «عفر» .


أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
108

فيهِ كِتابا أبيَضَ شِبهَ لَونِ الشَّمسِ، فَقُلتُ لَها: بِأَبي واُمّي يا بِنتَ رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، ما هذَا اللَّوحُ ؟
فَقالَت: هذا لَوحٌ أهداهُ اللّهُ إلى رَسولِهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فيهِ اسمُ أبي وَاسمُ بَعلي وَاسمُ ابنَيَّ وَاسمُ الأَوصِياءِ مِن وُلدي، وأَعطانيهِ أبي لِيُبَشِّرَني بِذلِكَ. قالَ جابِرٌ: فَأَعطَتنيهِ اُمُّكَ فاطِمَةُ عليهاالسلامفَقَرَأتُهُ واستَنسَختُهُ.
فَقالَ لَهُ أبي: فَهَل لَكَ يا جابِرُ أن تَعرِضَهُ عَلَيَّ ؟ قالَ: نَعَم، فَمَشى مَعَهُ أبي إلى مَنزِلِ جابِرٍ فأَخرَجَ صَحيفَةً مِن رِقٍّ، فَقالَ: يا جابِرُ، انظُر في كتابِكَ لأِقرَأَ أنا عَلَيكَ، فَنَظَرَ جابِرٌ في نُسخَتِهِ، فَقَرَأَهُ أبي فَما خالَفَ حَرفٌ حَرفا، فَقالَ جابِرٌ: فَأَشهَدُ بِاللّهِ أنّي هكَذا رَأَيتُهُ فِي اللَّوحِ مَكتوبا:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، هذا كِتابٌ مِنَ اللّهِ العَزيزِ الحَكيمِ، لِمُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ ونورِهِ وسَفيرِهِ وحِجابِهِ ودَليلِهِ، نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمينُ مِن عِندِ رَبِّ العالَمينَ، عَظِّم يا مُحَمَّدُ أسمائي، وَاشكُر نَعمائي، ولا تَجحَد آلائي.
إنّي أنَا اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنَا قاصِمُ الجَبّارينَ، ومُديلُ۱ المَظلومينَ، ودَيّانُ الدّينِ۲، إنّي أنَا اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنَا، فَمَن رَجا غَيرَ فَضلي أو خافَ غَيرَ عَدلي، عَذَّبتُهُ عَذابا لا اُعذِّبُهُ أحَدا مِنَ العالَمينَ، فَإِيّايَ فَاعبُد وعَلَيَّ فَتَوَكَّل.
إنّي لَم أبعَث نَبِيّا فَأُكمِلَت أيّامُهُ، وَانقَضَت مُدَّتُهُ، إلاّ جَعَلتُ لَهُ وصِيّا، وإنّي فَضَّلتُكَ عَلَى الأَنبِياءِ، وفَضَّلتُ وَصِيَّكَ عَلَى الأَوصِياءِ، وأكرَمتُكَ بِشِبلَيكَ وسِبطَيكَ‏حَسَنٍ وحُسَينٍ، فَجَعَلتُ حَسنَا مَعدِنَ عِلمي بَعدَ انقِضاءِ مُدَّةِ أبيهِ، وَجَعَلتُ حُسَينا خازِنَ

1.. اُدِيلَ لنا على أعدائنا : أي نُصرنا عليهم النهاية : ج ۲ ص ۱۴۱ «دول» .

2.. دَيّان الدِّين : الديّان في صفة اللّه‏ عز و جل ، أي يقتصُّ ويجزي ، والدِّين : الجزاء والمكافأة لسان العرب : ج ۱۳ ص ۱۶۹ «دين» .

  • نام منبع :
    أهل البیت علیهم السلام في الکتاب والسنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري، السّيّد رسول الموسوي
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390/01/01
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 3393
صفحه از 719
پرینت  ارسال به