المعارف السامية لجهود سماحة الشيخ محمد الريشهري ، هذه الشخصية البارزة والمعروفة ، وهذا الرجل المخلص والساعي بجهده في بيان و تبليغ ونشر معارف الشريعة المقدسة ، حيث أناط لي كتابة هذا المدخل والتقرير الذي يبين محتوى الكتاب بصورة إجمالية ، وبذلك فقد أتاح لي فرصة النزهة في هذه الحدائق النضرة ، فأنا أشكر حسن ظنه بي وأدعو الباري عزّ وجلّ أن يمن عليه بالتوفيق الدائم لنشر معارف آل محمّد الحقة والنورانية .
وحقّا فإنّ هذه الأيّام التي قضيتها في هذه الحدائق الناضرة وبين هذه الرياحين العطرة لهي أجمل لحظات حياتي وأسعدها .
وأخيرا أسأل اللّه سبحانه أن يوفّق أتباع هذا النبيّ العظيم ـ نبيّ الرحمة والمعرفة والهداية والحرّية والشرف والسعادة ـ لفهم هذه المعارف العظيمة والتعاليم الوضّاءة ، وأن يمنّ عليهم بالعزم على تطبيقها في حياتهم العملية ، إنّه سميع مجيب .
واللّه من وراء القصد
محمّد على مهدوى راد

الإنسان المؤمن أن يكون «وصيّ» نفسه ، وأن يبادر هو نفسه قبل الموت إلى القيام بالأعمال الصالحة التي يريد أن يقوم بها الآخرون بعد موته .

۴۴ . حبّ الوطن

قدّمنا في الفصل الرابع والأربعين بعض الإرشادات والتوجيهات حول حبّ «الوطن» والدفاع عنه ، أفضل الأوطان ، وكذلك مركز بلاد الإسلام .

۴۵ . الموعظة والنصيحة

نُقلت عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله بعض الحِكَم تحت عنوان «الوصية» و«الموعظة» و«النصحية» ، مثل : وصايا اللّه ـ تعالى ـ للنبيّ صلى الله عليه و آله ، وصايا الخضر عليه السلام لموسى عليه السلام ، وصايا النبيّ صلى الله عليه و آله للإمام علي عليه السلام والصحابة الآخرين ، أو عامّة الناس . وقد أدرجنا هذه الوصايا في الفصل الخامس والأربعين .

۴۶ . الهجرة

خُصّص الفصل السادس والأربعون لإرشادات النبيّ صلى الله عليه و آله بشأن الهجرة من البلاد والمناطق التي لا تتوفّر فيها إمكانية تعلّم العلوم الدينية والعمل بها للمسلمين ، وكذلك توسعة مدلول مفهوم «الهجرة» للابتعاد عن الأعمال القبيحة ، وبيان أفضل الهجرة .
والآن وبعد هذه النزهة العطرة في حقول الأزهار النبويّة آل بنا المطاف إلى آخره ، وقرب بنا المسير من تمامه ، وبعد هذه الجولة اللطيفة والمنعشة بقارب الفكر ، والتأمّل في هذه التعاليم السامية لرسول اللّه ، اقتربنا من ساحل هذا البحر الزاخر ، فنحمد اللّه تعالى من أعماق قلوبنا على ما أنعم به علينا من التوفيق للاستلهام من هذه المعارف السامية . وهنا أُذكّر بأني مَدين الاستلهام من هذه