كُلُّ شَيءٍ .. . وأَنتَ الدَّائِمُ الَّذي لا يَفنى ، وأَنتَ الَّذي أَحَطتَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلما ، وأَحصَيتَ كُلَّ شَيءٍ عَدَدا ، أَنتَ البَديعُ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ ، وَالباقي بَعدَ كُلِّ شَيءٍ. ^۱

۱۲۲۶.عنه صلى الله عليه و آلهـ مِن دُعائِهِ في عَرَفاتٍ ـ: أَمسى ظُلمي مُستَجيرا بِعَفوِكَ .. . وأَمسى وَجهِيَ الفاني مُستَجيرا بِوَجهِكَ الباقي. ^۲

۱۲۲۷.عنه صلى الله عليه و آله :الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا إِلهَ إِلّا هُوَ المَلِكُ المُبينُ .. . الباقي بَعدَ فَناءِ الخَلقِ ، العَظيمُ الرُّبوبِيَّةِ. ^۳

۳ / ۱۰

البَديءُ ، البَديعُ

البديء والبديع لغةً

البديء والبديع في اللغة كلاهما فعيل بمعنى فاعل من مادّة «بدأَ» و«بدع». وهما متقاربان في المعنى. قال ابن فارس: «بدأَ» من افتتاح الشيء ، يقال: بدأَت بالأَمر وابتدأَت ، من الابتداء ^۴ ، وقال أَيضا : «بدع» ابتداء الشيء وصنعه لا عن مثال ^۵ . قال ابن الأَثير : في أَسماء اللّه تعالى «المبدئ» ، هو الذي أَنشأ الأَشياء واخترعها ابتداءً من غير سابق مثال ^۶ ، وقال أَيضا : في أَسماء اللّه تعالى «البديع» ، هو الخالق المخترع لا عن مثال سابق . ^۷

بَاقٍ» ^۱ ؛ «وَ مَاعِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَ أَبْقَى» ^۲ ؛ «وَ رِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَ أَبْقَى» . ^۳
لقد وردت الخصائص الآتية لهذه الصفة في الأَحاديث ، كما يأتي : «الباقي بِلا أجَلٍ» ^۴ ، «الباقي بِغَيرِ مُدَّةٍ» ^۵ ، «الباقي الدّائِم بِغَيرِ غايَةٍ ولا فَناءٍ» ^۶ ، «الباقي بَعدَ فَناءِ الخَلقِ» ^۷ ، «الباقي بَعدَ كُلِّ شَيءٍ» ^۸ ؛ «الباقِي الَّذي لا يَزولُ» . ^۹
إِنّ هذه الخصائص في الحقيقة تعبّر عن المعنى اللغويّ للباقي ، وتؤكّد إِطلاق معناه على اللّه سبحانه وحدَه ، وهكذا فبقاء اللّه تعالى غير مشروط بأيّ شرط ، وسيبقى ـ جلّ شأنه ـ بعد فناء العالم كلّه .

الكتاب

« كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَ يَبْقَى وَجْهُ رَبِّـكَ ذُو الْجَلَـلِ وَ الْاءِكْرَامِ » . ^۱۰

الحديث

۱۲۲۵.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ مِن دُعائِهِ يَومَ الأَحزابِ ـ: يا صَريخَ المَكروبينَ ، يا مُجيبَ دَعوَةِ المُضطَرّينَ ... أَنتَ اللّهُ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ ، وأَنتَ اللّهُ بَعدَ كُلِّ شَيءٍ ، وأَنتَ اللّهُ تَبقى ويَفنى