وتعتبر الإمامة أهمّ المواضيع التي واجهتها الاُمّة الإسلامية وأكثرها حساسية وخلقا للأدوار . يقول الشهرستاني :
ما سُلّ سيف في الإسلام على قاعدة دين بمثل ما سُلّ على الإمامة في كلّ زمان . ۱
وحقّا فإنّ هذه حقيقة مرّة ، وفي الحقيقة فإنّ القيادة والإمامة أهمّ قضية ابتليت بها المجتمعات البشرية دوما . كما كانت قضية الإمامة أهمّ قضية واجهتها الاُمّة الإسلامية بعد النبيّ صلى الله عليه و آله . وقد حدّد النبيّ صلى الله عليه و آله مبدأ الإمامة ومكانتها السامية في الفكر الإسلامي من جهة ، وعيّن من جهة اُخرى الإمام الذي يجب أن يتبوّأ هذا المنصب ويحقّق حقّ الخلافة وخلافة الحقّ على الأرض .
وقد انتظم هذا القسم في بابين .
الباب الأوّل : الإمامة والقيادة
يختصّ الباب الأوّل من هذا القسم بـ «الإمامة والقيادة» في أحد وعشرين فصلاً . وقد دار الحديث في الفصل الأوّل عن ضرورة استمرار الإمامة والهداية بعد النبيّ صلى الله عليه و آله ، وتحدّثنا بعد ذلك عن مكانة الإمامة وحكمة الإمامة والمعرفة العميقة والدقيقة للإمام ، وذكرنا في هذا القسم روايات مثيرة حول أنّ المؤمن يجب أن يعرف إمامه ، حيث حذّرت من أن لا يعرف الإنسان إمامه ويواصل حياته دون معرفته ويرحل عنها :
مَن ماتَ ولا يَعرِفُ إمامَهُ ماتَ ميتَةً جاهِلِيَّةً . ۲
والهدف في ذلك كلّه هو أن تعرف الاُمّة أنّه ينبغي أن تسلّم قياد حياتها للشخص الذي يتمتّع بصلاحية قيادة المجتمع نحو ينابيع النور ، وهو في الحقيقة تحذير من أن