13
حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الأوّل

... إلى أن بَعَثَ اللّهُ سُبحانَهُ مُحمّدا رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله مَأخوذا عَلَى النَّبِيِّينَ ميثاقُهُ ، مَشهورَةً سِماتُهُ ، كَريما ميلادُهُ ، وأهلُ الأرضِ يَومَئِذٍ مِلَلٌ مُتَفَرِّقَةٌ ، وأهواءٌ مُنتَشِرَةٌ ، وطَرائِقُ مُتَشَتِّتَةٌ ، بَينَ مُشَبِّهٍ للّهِِ بِخَلقِهِ ، أو مُلحِدٍ في اسمِهِ ، أو مُشيرٍ إلى غَيرِهِ ؛ فَهَداهُم بِهِ مِنَ الضَّلالَةِ ، وأنقَذَهُم بِمَكانِهِ مِنَ الجَهالَةِ . ۱
كانت قد تصرّمت قرون طويلة على مبعث آخر رسل اللّه ، نبيّ الرحمة والصدق والصلابة ، عيسى المسيح عليه السلام ، وكان المجتمع البشري قد تعرّض لتغييرات فكرية وعقيدية ، وتحوّلات أخلاقية واجتماعية عجيبة .
وكان الناس قد غمّرهم نوم الغفلة ، وتمزّقت وشائج الحقيقة ، وضعف حبل الدين ، وتزلزلت قواعد العقيدة ، حتّى وقعت البشرية في حبائل الشيطان ، فكانت تأتمر بأوامر هذا العفريت ، وترد منهل إبليس الآسن ليخرجوا منه سكارى ، وكانوا يزرعون بذور الحقد ويرفعون علم الفتنة . وعلى إثر الخوض في أمواج الفتنة ، أضحت تائهة وحائرة ، عاجزة وجاهلة قد خدعها الشيطان ، فلم يكن بمقدورها أن تهتدي إلى أيّ هدف ثابت وصالح .
في مثل هذه الظروف ۲ وبعد عصور مرّت على نشر عيسى المسيح عليه السلام للهداية الإلهية ، بعث اللّه ـ تعالى ـ محمّدا صلى الله عليه و آله بدين مبين ، وقوانين ثابتة ، وآيات محكمة ، وأنوار مشرقة ، ومشعل متوقّد ، وعلم غزير مزيل للجهل ومحقِّق للوعي والفطنة

1.نهج البلاغة : الخطبة ۱ .

2.إنّ ما أوردناه كان قليل من الرموز والمظاهر الثقافية والعقيدية والأخلاقية الكثيرة للمجتمع الجاهلي أبان ظهور النبيّ محمّد المصطفى صلى الله عليه و آله .


حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الأوّل
12
  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الأوّل
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1386
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6955
صفحه از 690
پرینت  ارسال به