الجواب : المقصود من خلافة الرسول صلى الله عليه و آله ، خلافته في مهامه الأصلية ، وهي هداية الناس وإبلاغهم التعاليم الإلهية . لذا تولّيهم الحكومة الظاهرية أو عدمها ، وقصر مدة حكومتهم لا تؤثر في خلافتهم للرسول صلى الله عليه و آله وإمامتهم . ويؤدّي عدم تولّيهم للحكومة فقط إلى عدم شمول فيضهم جميع الامور .
۲ . قد ورد في بعض النصوص في وصف الخلفاء الاثنا عشر : «كلّهم تجتمع عليه الأمّة» . ۱ ومن الواضح أنّ هذه الصفّة غير متوفرة لدى أي من الأئمة ـ حتى الإمام عليّ عليه السلام ـ . لذا لا يصحّ انطباق هذا الحديث على أئمة الشيعة عليهم السلام .
الجواب :
أ ـ قد أشار إلى هذا الوصف عدد يسير من الروايات ، وسند بعضها غير صحيح وغير قابل للاعتماد . ۲ وأغلب الروايات لم تأت بهذا الوصف .
ب ـ لم يصدق هذا الوصف على أغلب الحكّام بعد الرسول صلى الله عليه و آله . لذا يسبب اعتماد هذا الوصف الإبهام في حديث الرسول ، مما يجعله غير مفهوم . فلم يحصل على اجتماع الأمة لا أبو بكر ، ولا عثمان في النصف الآخر من خلافته ، ولا الإمام عليّ عليه السلام ( في ما يخصّ أهل الشام) ، ولا الإمام الحسن عليه السلام ، ولا معاوية في أوائل حكومته ، ولا يزيد في المدينة ، ولا عبد اللّه بن الزبير ، ولا مروان بن الحكم ، و ... فالقبول بهذا الوصف يؤدي إلى تعطيل أصل النص .
ج ـ بإمكاننا تفسير حديث الرسول عليه السلام بالشكل التالي :
أنّ الرسول صلى الله عليه و آله أراد القول بعد الإشارة إلى اثني عشر خليفة بعده ، بأنّ الإسلام سيكون عزيزا منيعا ، وسيقام الدين إذا اجتمعت الأمة عليهم . وبإمكاننا حمل بيان أبي داوود على هذا المعنى . إذا حديث الرسول صلى الله عليه و آله ليس إخبارا باجتماع الأمة