655
حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی

مدّة حكومة كحكم النبي صلى الله عليه و آله ؟

الرأي الخامس : إمارة اثني عشر أميرا في آن واحد

يقول المهلّب : الذي يغلب الظنّ عليه الصلاة والسلام أخبر بأعاجيب تكون بعده من الفتن حتى يفترق الناس في وقت واحد على اثني عشر أميرا ، ولو أراد غير هذا لقال يكون اثنا عشر أميرا يفعلون كذا . ۱
نقد الرأي الخامس : يبدو أنّ المهلّب كان وراء شرح النص المنقول في صحيح البخاري ، ولم يلتفت إلى التقارير الدقيقة والمفصلة الأخرى لحديث جابر بن سمرة . النص الموجود في صحيح البخاري مختصر ومبهم ، وترد فيه احتمالات كثيرة .
يشير ابن حجر العسقلاني في نقد هذه الفرضية إلى هذا الأمر ، ويقول : قد صرّحت النصوص الموجودة في صحيح مسلم أنّ الإسلام يكون عزيزا منتصرا في زمن هؤلاء الخلفاء . وهل من الممكن أن نتصور عزة الإسلام والمسلمين منقسمين على اثني عشر أميرا ؟ ۲

أسئلة حول الرأي المختار

بناء على الأدلة والشواهد التي استعرضناها ، حديث «اثني عشر خليفة» ينطبق فقط على رأي الشيعة الإمامية الاثنا عشرية . وباقي النظريات باطلة لوجود إشكالات متعددة فيها .
هناك إشكالات وأسئلة ايضا حول الفرضية المختارة :
۱ . تولّى الإمام عليّ عليه السلام والإمام الحسن عليه السلام فقط الخلافة من بين الأئمة عليهم السلام ، ولم يتولّ باقي الأئمة الخلافة . لذا لا يمكننا اعتبارهم خلفاء للرسول صلى الله عليه و آله .

1.فتح الباري : ج ۱۳ ص ۲۱۱ .


حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی
654

تبدأ حكومة بني أميّة ۱۳ عاما بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و آله (تولّى عثمان الخلافة في نهاية العام ۲۳ للهجرة) ، وهم خمسة عشر حاكما . وقد قام الخطابي وابن الجوزي بإلحاق أصحاب الرسول صلى الله عليه و آله به ، لحلّ مشكلة عددهم ومدّة حكومتهم ، وقالوا بأن عنوان الخلافة لا يصحّ لهم . فلم تشمل فترة الخلافة ، الخلفاء الأربعة ومعاوية ومروان بن الحكم ، وبقي اثنا عشر شخصا من بني أميّة ، وجدير بالقول ، أنّ ابن الجوزي ذكر في مستهلّ حديثه أنّ من غير الممكن التوصل إلى الفهم الصحيح لحديث الرسول صلى الله عليه و آله . ۱
نقد الرأي الرابع :
۱ . قد أخرج الخلفاء الأربعة عن شمول عنوان الخلفاء الاثنا عشر ، ولم يقدّم لذلك أي دليل .
۲ . قد ورد في نصوص أهل السنّة أن خلافة الرسول صلى الله عليه و آله تمتدّ إلى ثلاثين سنة بعده . يقول الرسول صلى الله عليه و آله : الخلافة ثلاثون سنة ، ثمّ تكون بعد ذلك ملكا . ۲ في حين أنّ هذه الفرضية اعتبرت ابتداء الخلافة بعد عام ۶۰ للهجرة (من وفاة معاوية) .
۳ . هذا الحديث في مقام مدح خلفاء الرسول صلى الله عليه و آله ، ومن الطبيعي أن لا يطال المدح بني أميّة الذين أجرموا وأساءوا بحقّ الإسلام والمسلمين والمجتمع الإسلامي بأسره . إضافة إلى أنّ هناك كثير من الروايات في ذمّهم . ۳
۴ . قد اُبعد حكم أبي العاص وابنه مروان بن الحكم من المدينة بأمر من الرسول صلى الله عليه و آله بتهمة النفاق . أليس من العجيب عدّه من أصحاب الرسول صلى الله عليه و آله ، واعتبار

1.فتح الباري : ج ۱۳ ص ۲۱۲ .

2.سنن الترمذي : ج ۴ ص ۵۰۳ ح ۲۲۲۶ ، سنن أبي داوود : ج ۴ ص ۲۱۱ ح ۴۶۴۷ ، مسند ابن حنبل : ج ۸ ص ۲۱۳ ح ۲۱۹۷۸ ، صحيح ابن حبّان : ج ۹ ص ۳۵ ح۶۶۵۷ .

3.راجع : الغدير : ج ۸ ص ۲۴۸ ، مسائل خلافية : ۳۱ ـ ۳۵ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6165
صفحه از 686
پرینت  ارسال به