جابر بن سمرة ، ومما لا شكّ فيه ، أن المضمون السياسي للحديث وراء عدم نقل أصحاب الرسول صلى الله عليه و آله له ، ولم يدل عدم اشتهار نقله بطرق مختلفة ، على عدم اهتمامهم بهذا الموضوع .
۲ . زمان صدور الحديث ومكانه
ورد في صحيح مسلم أن حديث الرسول صلى الله عليه و آله في خلفائه كان في الجمعة التي رجم بها شخص اسمه الأسلمي . ۱ وقد سجّل وقوع هذه الحادثة في المدينة ۲ ، وبناء عليه يمكننا القول بأن حديث النبي هذا كان في مسجد المدينة . لكن مسند ابن حنبل يعتبر صدوره في عرفات بيوم عرفة ۳ ، وفي تقرير آخر يقول بأنه كان في منى . ۴
يبدو لنا من التأمل في الروايات التي تنقل هذه الواقعة ، أنّ جابر سمرة يروي واقعة واحدة ، واحتمال تعدد الواقعة غير واردة مع المواصفات الخاصة المتوفرة في النص .
۳ . الاختلاف في متن الحديث
قد ورد نص حديث جابر بن سمرة بأشكال مختلفة ، وقد جاء في أغلب الروايات «اثنا عشر خليفة» . وجاء في صحيح البخاري « اثنا عشر أميرا» ، وفي تقارير اُخرى «اثنا عشر إماما» ، و «اثنا عشر ملكا» ، و «اثنا عشر قيما» . ونص الحديث حسب بعض ما نقل : «لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلاً» . ۵
تدلّ جميع التقارير على أن الرسول صلى الله عليه و آله كان يريد تعيين خلفاء له واُمراء للعالم الإسلامي ، وقد نقل الرواة حديث الرسول صلى الله عليه و آله بالمعنى .