61
حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی

الطريق ، هدايةً ، أي : تقدّمته لأُرشده ، أو عرّفته . ۱

الهادي في القرآن والحديث

لقد أُسندت مشتقّات مادّة «هدي» إلى اللّه تعالى قُرابة مئة مرّة في القرآن الكريم ، ووردت صفة «الهادي» مرّتين ، إحداها بلفظ «وَ كَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَ نَصِيرًا» ، ۲ والاُخرى بلفظ «إِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِلَى صِرَ طٍ مُّسْتَقِيمٍ» . ۳
وقد استعملت الهداية في الآيات والأَحاديث بالمعنى التكوينيّ تارةً ، والمعنى التشريعيّ تارةً أُخرى ، والهداية التكوينيّة تعني أنّ اللّه سبحانه يدبّر أَمر الموجودات كلّها على أَساس قوانين معيّنة ونظم خاصّ ، وهذه الموجودات جميعا تتبع الهداية المذكورة جبرا . ۴ أَمّا الهداية التشريعيّة للّه فهي توجيه النَّاس وإِرشادهم إِلى الكمال والطريق الصحيح للحياة والنجاة من الغي والضلال ، ويتحقّق ذلك عادةً عبر إِرسال الرسل والأَنبياء ، والنَّاس مختارون حيال هذه الهداية ، فلهم أَن يؤمنوا ولهم أَن يكفروا . ۵
إِنّ الهداية التشريعية تنقسم إِلى قسمين أَيضا : هداية عامّة ، وهداية خاصّة ، أَمّا الهداية العامّة فهي الهداية التي تُمنح لجميع النَّاس ، وأَمّا الهداية الخاصّة فهي للمؤمنين والأَولياء الرّبانيّين . ۶

1.معجم مقاييس اللغة: ج ۶ ص ۴۲ ، الصحاح : ج ۶ ص ۲۵۳۳ .

2.الفرقان : ۳۱ .

3.الحجّ : ۵۴ .

4.راجع : طه : ۵۰ .

5.راجع : الإنسان : ۳ .

6.راجع : التغابن : ۱۱ ، يونس : ۹ .


حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی
60

بأُمور كالرحمة ، والحكم ، والملك ، والذرّيّة ، والأَزواج ۱ ، ولا ريب في أنّ جميع النِعَم التي يمنّ اللّه بها على الموجودات هي من نوع الهبة ، ذلك أنّها لا تستطيع أن تجزي اللّه عليها ؛ لأنّه تعالى الغنيّ المطلق .

الكتاب

«قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِى وَهَبْ لِى مُلْكًا لَا يَنـبَغِى لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِى إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ» . ۲

«رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ» . ۳

الحديث

۱۴۴۰.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اللّهُمَّ أَنتَ حَيٌّ لا تَموتُ ... ومَعروفٌ لا تُنكَرُ، ووَكيلٌ لا تُخفَرُ، وغالِبٌ لا تُغلَبُ، وقَديرٌ لا تُستَأمَرُ، وفَردٌ لا تَستَشيرُ، ووَهّابٌ لا تَمَلُّ، وسَريعٌ لا تَذهَلُ، وجَوادٌ لا تَبخَلُ، وعَزيزٌ لا تَزالُ، وحافِظٌ لا تَغفُلُ، وقائِمٌ لا تَنامُ، ومُحتَجِبٌ لا تُرى، ودائِمٌ لا تَفنى، وباقٍ لا تَبلى، وواحِدٌ لاتُشَبَّهُ، ومُقتَدِرٌ لا تُنازَعُ. ۴

۳ / ۷۷

الهادي

الهادي لغةً

«الهادي» اسم فاعل من مادّة «هدى» بمعنى التقدّم للإرشاد والدلالة . يقال : هديتُه

1.على سبيل المثال ، راجع : مريم : ۵۰ و ۵۳ ، الشعراء : ۸۳ ، ص : ۳۵ ، آل عمران : ۳۸ ، الفرقان : ۷۴ .

2.ص : ۳۵ وراجع : آل عمران : ۸ و ۳۸ ، مريم : ۵ و ۴۹ و ۵۰ و ۵۳ ، الشعراء : ۲۱ و ۸۳ ، الصافات : ۱۰۰ و الشورى : ۴۹ ، الفرقان : ۷۴ ، الأنعام : ۸۴ ، الأنبياء : ۷۲ و ۹۰ ، العنكبوت : ۲۷ ، ص : ۳۰ و ۴۳ ، إبراهيم : ۳۹ .

3.آل عمران : ۸ .

4.تاريخ دمشق : ج ۹ ص ۴۱۰ ح ۲۴۴۰ عن اُويس القرني عن الإمام عليّ عليه السلام وعمر بن الخطّاب ؛ الإقبال : ج ۲ ص ۲۱۴ من دون إسناد إليه صلى الله عليه و آله ، بحار الأنوار : ج ۹۱ ص ۷۲ ح ۳ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6033
صفحه از 686
پرینت  ارسال به