57
حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی

وردت صفة «الوليّ» بصيغة الإفراد والجمع ثلاثا وعشرين مرّةً ، كما حصرت سبعُ آيات صفة «الوليّ» مع صفة «النَّصير» في اللّه عز و جل ، ۱ كما انحصرت الولاية في اللّه تعالى في أَربع آيات ، ۲ وقد ذكرت عشر آيات أَنّ اللّه وليّ المؤمنين والخاصّة من النَّاس ، ۳ وجاءت صفة «الوليّ» مع صفة «الحميد» في آية واحدة ، ۴ وورد تعبير «كفى باللّه وليّا» في آية واحدة أَيضا . ۵
عندما تنسب الآيات والأَحاديث صفة «الوليّ» إِلى اللّه ، فهي تريد القائم بالأُمور ، أمّا مناسبة هذا المعنى للمعنى الأَصليّ لمادّة «ولى» أي : القرب والدنوّ ، فيبدو أنّ بين الوليّ بمعنى الفاعل ، والوليّ بمعنى المفعول قُربا ؛ لأنّ الوليّ بمعنى المفعول يتبع الوليّ بمعنى الفاعل ، فلا افتراق ولا انفصال بينهما ، بل بينهما في الحقيقة صلة إِشراف وطاعة ودّيّة قائمة على الاعتقاد .
إنّنا نلاحظ في بعض الآيات والأَحاديث أنّ الولاية قد انحصرت في اللّه وحده حينا ، وولايته سبحانه بالنسبة إِلى جميع الموجودات هي المقصودة حقّا ، لكنّها اختصّت بثلّة خاصّة كالمؤمنين حينا آخر ، فيتسنى لنا أن نقول في هذا المجال أنّ ولاية اللّه تنقسم إلى ولاية عامّة وولاية خاصّة ، فولايته العامّة سبحانه تشمل جميع الموجودات ، ذلك أنّه تعالى قائم بأُمور جميع الموجودات في العالم . أمّا ولايته الخاصّة فتقتصر على من رضي بولايته الشرعيّة ـ جلّ شأنه ـ واتّبع تعاليمه وأَحكامه طوعا ، ويتولّى اللّه تعالى ولايته بالنسبة إلى أَمثال هؤلاء عن طريق إِرسال

1.البقرة : ۱۰۷ ، التوبة : ۱۱۶ ، الكهف : ۲۶؛ العنكبوت : ۲۲ ، الأحزاب : ۶۵ ، ۱۷ ، الشورى : ۳۱ .

2.الأنعام : ۵۱ ، ۷۰ ، هود : ۱۱۳ ، الشورى : ۹ .

3.البقرة : ۲۵۷ ، آل عمران : ۶۸ ، ۱۲۲ ، النساء : ۱۷۳ ، المائدة : ۵۵ ، الأنعام : ۱۲۷ ، الأعراف : ۱۹۶ ، سبأ : ۴۱ ، الجاثية : ۱۹ ، يوسف : ۱۰۱ .

4.الشورى : ۲۸ .

5.النساء : ۴۵ .


حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی
56

رَبُّكَ ، فَلي فَاخضَع ، وإِيّايَ فَاعبُد ، وعَلَيَّ فَتَوَكَّل ، وبي فَثِق . ۱

۱۴۳۵.عنه صلى الله عليه و آلهـ في دُعاءِ الجَوشَنِ الكَبيرِ ـ: يا مَن لا يُتَوَكَّلُ إِلّا عَلَيهِ . ۲

۱۴۳۶.عنه صلى الله عليه و آله :لا تَتَّكِل إِلى ۳ غَيرِ اللّهِ ، فَيَكِلَكَ اللّهُ إِلَيهِ . ۴

۳ / ۷۵

الوليّ ، المولى

الوليّ لغةً

«الوليّ» على وزن فعيل مشتقّ من «ولي» بمعنى القرب والدنوّ . ۵
قال الفيوميّ : «الوليّ» فعيل بمعنى فاعل من «وليه» إِذا قام به ، ومنه «اللَّهُ وَلِىُّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ» ۶ ... و«الوليّ» بمعنى مفعول في حقّ المطيع فيقال : المؤمن وليّ اللّه . ۷
قال ابن الأَثير : في أَسماء اللّه تعالى «الوليّ» هو الناصر . وقيل : المتولّي لأُمور العالم والخلائق ، القائم بها . ۸

الوليّ في القرآن والحديث

إِنّ مشتقّات مادّة «ولي» قد نسبت إِلى اللّه تعالى زُهاء ستّ وأَربعين مرّة ، وقد

1.الأمالي للصدوق : ص ۷۳۱ ح ۱۰۰۲ عن ابن عبّاس ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۳۴۱ ح ۴۹ .

2.البلد الأمين : ص ۴۰۵ ، بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۳۸۹ .

3.كذا في المصدر والصحيح : «على» .

4.مستدرك الوسائل : ج ۱۱ ص ۲۱۷ ح ۱۲۷۹۰ نقلاً عن القطب الراوندي في لبّ اللباب .

5.الصحاح : ج ۶ ص ۲۵۲۸ ، معجم مقاييس اللغة : ج ۶ ص ۱۴۱ ، المصباح المنير : ص ۶۷۲ .

6.البقرة : ۲۵۷ .

7.المصباح المنير : ص ۶۷۲ .

8.النهاية : ج ۵ ص ۲۲۷ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6349
صفحه از 686
پرینت  ارسال به