55
حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی

والتشريعيّة ، فوكالة اللّه من الوجهة التشريعيّة بمعنى أنّ المؤمنين يوكلون أُمورهم إلى اللّه ويثقون به ويتبعون تعاليم رسله ، وقوله تعالى : «رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ لَا إِلَـهَ إِلَا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً» ۱ يشير إلى هذا النوع من الوكالة .
أَمّا الوكيل من الوجهة التكوينيّة فبمعنى أنّ أُمور الموجودات في العالم من حيث التكوين ، أي : الخلقة والحفظ والتدبير ، بيد اللّه تعالى . ولا صلة لهذا النوع من وكالة اللّه بإرادة النَّاس واختيارهم ، وللّه كلّ ما يتعلّق بهذا الضرب من الوكالة ، والآية الكريمة «وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍوَكِيلٌ» ۲ تدلّ على هذه الوكالة التكوينيّة للّه تعالى .

الكتاب

« الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَـنًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ » . ۳

« رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ لَا إِلَـهَ إِلَا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً » . ۴

« وَ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَـبَ وَ جَعَلْنَـهُ هُدًى لِّبَنِى إِسْرَ ءِيلَ أَلَا تَتَّخِذُواْ مِن دُونِى وَكِيلاً » . ۵

الحديث

۱۴۳۳.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :آخِرُ ما تَكَلَّمَ بِهِ إِبراهيمُ عليه السلام حينَ أُلقِيَ فِي النَّارِ : «حَسبي اللّهُ ونِعمَ الوَكِيل» . ۶

۱۴۳۴.عنه صلى الله عليه و آلهـ في حَديثِ المِعراجِ ـ: ناداني رَبّي ـ جَلَّ جَلالُهُ ـ : يا مُحَمَّدُ ، أَنتَ عَبدي وأَنَا

1.المزمّل : ۹ .

2.الأنعام : ۱۰۲ .

3.آل عمران : ۱۷۳.

4.المزمّل : ۹.

5.الإسراء : ۲.

6.تاريخ بغداد : ج ۹ ص ۱۱۸ الرقم ۴۷۲۸ عن أبي هريرة .


حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی
54

إذا كان بمعنى الحافظ ، ومنه «حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ» ۱ . ۲
قال ابن الأَثير : في أَسماء اللّه تعالى «الوكيل» هو القيّم الكفيل بأرزاق العباد ، وحقيقته أنّه يستقلّ بأمر الموكول إليه ۳ . وقيل : الوكيل : الكافي ۴ .

الوكيل في القرآن والحديث

لقد نُسبت مشتقّات مادّة «وكل» إِلى اللّه سبحانه خمسا وخمسين مرّةً في القرآن الكريم ، ووردت صفة «الوكيل» فيه ستّ مرّات في مثل قوله تعالى : «كَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً» ۵ ، وثلاث مرّات بلفظ «عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ وَكِيلٌ» ۶ ، ومرّتين بشكل «عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ» ۷ ، ومرّةً واحدةً بصورة «حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ» ۸ ، ومرّةً واحدةً بشكل «فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً» ۹ ، ومرّةً واحدةً بلفظ «أَلَا تَتَّخِذُواْ مِن دُونِى وَكِيلاً» ۱۰ ، وكما قيل في البحث اللغويّ فإنّ صفة «الوكيل» يمكن أن تكون بصيغة المفعول ومعناها «الشخص الذي توكل إليه الأُمور» ، ويمكن أن تكون بصيغة الفاعل أَيضا ومعناها الحافظ والقيّم والكفيل والكافي .
من جهة أُخرى يتسنّى لنا أن ننظر إلى صفة «الوكيل» من الوجهة التكوينيّة

1.آل عمران : ۱۷۳ .

2.المصباح المنير : ص ۶۷۰ .

3.النهاية : ج ۵ ص ۲۲۱ .

4.لسان العرب : ج ۱۱ ص ۷۳۴ .

5.النساء : ۸۱ و ۱۳۲ و ۱۷۱ ، الأحزاب : ۳ و ۴۸ ، الإسراء : ۶۵ .

6.الأنعام : ۱۰۲ ، هود : ۱۲ ، الزمر : ۶۲ .

7.يوسف : ۶۶ ، القصص : ۲۸ .

8.آل عمران : ۱۷۳ .

9.المزمّل : ۹ .

10.الإسراء : ۲ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6396
صفحه از 686
پرینت  ارسال به