51
حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی

توسّع . ۱ وفي الحديث المنقول عن الإمام الرضا عليه السلام : «هُوَ نورٌ ، بِمَعنى أَنَّهُ هادٍ لِخَلقِهِ مِن أَهلِ السَّماءِ وأهلِ الأَرضِ» . ۲
إِنّ إِطلاق اسم النُّور على اللّه سبحانه لا يعني النُّور الحسّيّ ؛ لأَنّ اللّه ـ جلّ شأنه ـ ليس بجسمٍ ، بل كما أَنّ النُّور ظاهر بذاته ومُظهر الأَشياء الأُخرى ومُنيرها فكذلك اللّه تعالى ليس فيه ظُلمةٌ ، وهو مُظهر الأَشياء الأُخرى ومُنيرها .
يمكن أَن نقدّم احتمالين في تفسير ظاهريّة اللّه الذاتيّة ، الأَوّل : إِنّ المراد من فقدان الظُلمة في الذات الإلهيّة هو أَنّ اللّه فاقد كلّ نقصٍ ، كما في الدّعاء : «يا مَوصوفا بِغَيرِ كُنهٍ... وموجِدَ كُلِّ مَوجودٍ ، ومُحصِيَ كُلِّ مَعدودٍ وفاقِدَ كُلِّ مَفقودٍ» . ۳ والثاني هو نفس ما قلناه في كلامنا حول اسم «الظاهر» .
إِنّ ثمّة احتمالين أَيضا يتسنّى عرضهما في تفسير إِظهار اللّه الأَشياءَ الأُخرى ، الأَوّل : إِنّ اللّه سبحانه هو أَصل الموجودات الأُخرى ومصدرها ، والآخر : إِنّه تعالى هادي الأَشياء الأُخرى ، وهذه الهداية يمكن أَن تكون بالمعنى التكوينيّ والتشريعيّ على حدٍّ سواء ، والحديث المأثور عن الإمام الرضا عليه السلام يشير إِلى الاحتمال الثاني .

۱۴۲۸.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :بِاسمِ اللّهِ النُّورِ، بِاسمِ اللّهِ نورِ النُّورِ، بِاسمِ اللّهِ نورٌ عَلى نورٍ، بِاسمِ اللّهِ الَّذي هُوَ مُدَبِّرُ الأُمورِ، بِاسمِ اللّهِ الَّذي خَلَقَ النّورَ مِنَ النّورِ، الحَمدُ للّهِِ الَّذي خَلَقَ النّورَ مِنَ النّورِ، وأَنزَلَ النُّورَ عَلَى الطّورِ ۴ ، في كِتابٍ مَسطورٍ، في رِقٍّ ۵ مَنشورٍ، بِقَدَرٍ مَقدورٍ، عَلى نَبِيٍّ مَحبورٍ. ۶

1.التوحيد : ص ۲۱۳ وراجع : مفردات ألفاظ القرآن : ص ۸۲۸ .

2.التوحيد : ص ۴۳۳ ، بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۳۱۲ .

3.مصباح المتهجّد : ص ۸۰۴ .

4.الطُّوْرُ:هو جبل كلّم اللّه تعالى عليه موسى عليه السلام في الأرض المقدّسة (مجمع البحرين: ج۲ ص۱۱۱۹ «طور»).

5.الرقّ ـ بالفتح والكسر ـ : جلد يكتب فيه (المصباح المنير: ص ۲۳۵ «رقق») .

6.مهج الدعوات: ص ۱۹ عن سلمان عن فاطمة عليهاالسلام، بحار الأنوار : ج ۸۶ ص ۳۲۳ ح ۶۸ .


حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی
50

۳ / ۷۲

النّور

النُّور لغةً

«النور» في اللغة بمعنى الضوء والضياء ، وهو خلاف الظلمة ۱ ، والنُّور هو الظاهر الذي به كلّ ظهور ، فالظاهر في نفسه ، المُظهِر لغيره يسمّى نورا . ۲

النُّور في القرآن والحديث

لقد وصف القرآن الكريم ، اللّه سبحانه بأنّه نور ، وذلك في قوله : «اللَّهُ نُورُ السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضِ» ۳ ، وأُضيف النُّور إِلى اللّه تعالى في خمس آيات بشكل نور اللّه ۴ ، ونسبت آيات عديدة ، جَعْل النُّور ، وإِنزال النُّور ، وإِخراج النَّاس من الظلمات إِلى النُّور ، إِلى اللّه . ۵
لقد نُسب النُّور إِلى اللّه في القرآن الكريم بأَشكال متنوّعة كما أُشير إِلى ذلك ، فوُصِف اللّه بالنُّور تارةً ، وعُدَّ النُّورُ من مخلوقات اللّه تارةً أُخرى ، وقد فسّر الشيخ الصدوق رحمه اللهالنُّور في الآية ، التي وصفت اللّه سبحانه بالنُّور ، أَنّه المنير ، فقال : النُّور معناه المنير ، ومنه قوله عز و جل : «اللَّهُ نُورُ السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضِ» ۶ أَي : منير لهم وآمرهم وهاديهم ، فهم يهتدون به في مصالحهم ، كما يهتدون في النُّور والضياء ، وهذا

1.المصباح المنير : ص ۶۲۹ ، الصحاح : ج ۲ ص ۸۳۸ ، معجم مقاييس اللغة : ج ۵ ص ۳۶۸ .

2.النهاية : ج ۵ ص ۱۲۴ .

3.النور : ۳۵ .

4.النور : ۳۵ ، التوبة : ۳۲ ، الزمر : ۶۹ ، الصفّ : ۸ .

5.راجع على سبيل المثال : الأنعام : ۱ ، التغابن : ۸ ، البقرة : ۲۵۷ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6337
صفحه از 686
پرینت  ارسال به