463
حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی

الباب الثامن : الإيمان بالمعاد

الفصل الأوّل: الآخِرَةُ

الفصل الثاني : ذكر الموت

الفصل الثالث : القبر

الفصل الرابع : البعث

الفصل الخامس : الحساب

الفصل السادس : الشَّفاعَةُ

الفصل السابع : الجنّة

الفصل الثامن : نار جهنم


حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی
462

ثُمَّ قُلتَ : «حَتّى تُنَزِّلَ عَلَينا كِتابا نَقرَؤُهُ» ، مِن بَعدِ ذلِكَ ، «ثُمَّ لا أدري اُؤمِنُ بِكَ أو لا اُؤمِنُ بِكَ» . فَأَنتَ ـ يا عَبدَاللّهِ ! ـ مُقِرٌّ بِأَنَّكَ تُعانِدُ حُجَّةَ اللّهِ عَلَيكَ ، فَلا دَواءَ لَكَ إلّا تَأديبَهُ لَكَ عَلى يَدِ أولِيائِهِ مِنَ البَشَرِ ، أو مَلائِكَتِهِ الزَّبانِيَةِ ، وقَد أنزَلَ اللّهُ عَلَيَّ حِكمَةً بالِغَةً جامِعَةً لِبُطلانِ كُلِّ مَا اقتَرَحتَهُ .
فَقالَ عز و جل : قُلْ يا مُحَمَّدُ ! ـ « سُبْحَانَ رَبِّى هَلْ كُنتُ إِلَا بَشَرًا رَّسُولًا » ۱ ما أبعَدَ رَبّي عَن أن يَفعلَ الأَشياءَ عَلى [ قَدرِ ] ما يَقتَرِحُهُ الجُهّالُ بِما يَجوزُ وبِما لا يَجوزُ ، وهَل كُنتُ إلّا بَشرا رَسولاً ، لا يَلزَمُني إلّا إقامَةُ حُجَّةِ اللّهِ الَّتي أعطاني ، ولَيسَ لي أن آمُرَ عَلى رَبّي ولا أنهى ولا اُشيرُ ، فَأَكونَ كَالرَّسولِ الَّذي بَعَثَهُ مَلِكٌ إلى قَومٍ مِن مُخالِفيهِ فَرَجَعَ إلَيهِ يَأمُرُهُ أن يَفعَلَ بِهِم مَا اقتَرَحوهُ عَلَيهِ .
فَقالَ أبوجَهلٍ : يا مُحَمَّدُ ! هاهُنا واحِدَةٌ ، أَلَستَ زَعَمتَ أنَّ قَومَ موسى احتَرَقوا بِالصّاعِقَةِ لَمّا سَأَلوهُ أن يُرِيَهُمُ اللّهَ جَهرَةً ؟
قالَ : بَلى .
قالَ : فَلَو كُنتَ نَبيّا لَاحتَرَقنا نَحنُ أيضا ، فَقَد سَأَلنا أشَدَّ مِمّا سَأَلَ قَومُ موسى ، لِأَ نَّهُم كَما زَعَمتَ قالوا : أرِنَا اللّهَ جَهرَةً . ونَحنُ نَقولُ : لَن نُؤمِنَ لَكَ حَتّى تَأتِيَ بِاللّهِ وَالمَلائِكَةِ قَبيلاً نُعايِنُهُم . ۲

1.الإسراء : ۹۳ .

2.الاحتجاج : ج ۱ ص ۴۷ ح ۲۲ ، بحار الأنوار : ج ۹ ص ۲۶۹ ح ۲ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6585
صفحه از 686
پرینت  ارسال به