357
حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی

الفصل السادس : هجرة النّبيّ

۶ / ۱

الهِجرَةُ إلَى المَدينَةِ

الكتاب

« وَ اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَ اهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلاً » . ۱

الحديث

۲۲۰۵.بحار الأنوار :كانَت الهِجرَةُ سَنَةَ أربَعَ عَشرَةَ مِن المَبعَثِ، وهِيَ سَنَةُ أربَعٍ وثَلاثينَ مِن مُلكِ كِسرى پرويز ، سنةَ تِسعٍ لِهِرَقلَ ۲ ، وأوّلُ هذهِ السَّنَةِ المُحرَّمُ . وكانَ رسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مُقيما بمَكّةَ لَم يَخرُجْ مِنها ، وقَد كانَ جَماعَةٌ خَرَجوا في ذي الحجّةِ ، وقالَ محمّدُ بنُ كعبِ القُرَظيّ : اجتَمَعَ قُرَيشٌ على بابِهِ وقالوا : إنّ محمّدا يَزعُمُ أ نَّكم إن بايَعتُموهُ كُنتُم مُلوكَ العَرَبِ والعَجَمِ ، ثُمّ بُعِثتُم بَعدَ مَوتِكُم فجُعِلَ لَكُم جِنانٌ كجِنانِ الأرضِ ، وإن لَم تَفعَلوا كانَ لَكُم مِنهُ الذَّبحُ ثُمّ بُعِثتُم بَعدَ مَوتِكُم فجُعِلَت لَكُم نارٌ تُحرَقونَ بِها .

1.المزّمّل : ۱۰ .

2.هِرَقْل : من ملوك الروم، وهو أوّل من ضرب الدنانير ، وأوّل من أحدث البيعة (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۶۹۴) .


حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی
356

النّاسَ مِن ثَلاثٍ : كانَ لا يَذُمُّ أحَدا ولا يُعَيِّرُهُ ولا يَطلُبُ عَثَراتِهِ ولا عَورَتَهُ ولا يَتَكَلَّمُ إلّا فيما رَجا ثَوابَهُ ، إذا تَكَلَّمَ أطرَقَ جُلَسَاؤهُ كَأَنَّما عَلى رُؤوسِهِمُ الطَّيرُ ، وإذا سَكَتَ تَكَلَّموا ولا يَتَنازَعونَ عِندَهُ الحَديثَ ، وإذا تَكَلَّمَ عِندَهُ أحَدٌ أنصَتوا لَهُ حَتّى يَفرُغَ مِن حَديثِهِ ، يَضحَكُ مِمّا يَضحَكونَ مِنهُ ، وَيَتَعَجَّبُ مِمّا يَتَعَجَّبونَ مِنهُ ، ويَصبِرُ للغَريبِ عَلَى الجَفوَةِ فِي المَسأَلَةِ وَالمَنطِقِ حَتّى أنَ كانَ أصحابُهُ لَيَستَجلِبونَهُم ويَقولُ : إذا رَأَيتُم طالِبَ حاجَةٍ يَطلُبُها فَارفِدوهُ ، ولا يَقبَلُ الثَّناءَ إلّا مِن مُكافِئٍ، ولا يَقطَعُ عَلى أحَدٍ كلامَهُ حَتّى يَجوزَهُ فَيَقطَعَهُ بِنَهيٍ أو قِيامٍ .
قالَ : فسَأَلتُهُ عن سُكوتِ رَسولِ اللّه صلى الله عليه و آله .
فَقالَ عليه السلام : كانَ سُكوتُهُ عَلى أربَعٍ : الحِلمِ وَالحَذَرِ وَالتَّقديرِ وَالتَّفكُّرِ ، فَأَمَّا التَّقديرُ فَفي تَسوِيَةِ النَّظَرِ وَالاِستِماعِ بَينَ النّاسِ، وأمّا تَفَكُّرُهُ فَفيما يَبقى ويَفنى.
وجُمِعَ لَهُ الحِلمُ فِي الصَّبرِ فَكانَ لا يُغضِبُهُ شَيءٌ ولا يَستَفِزُّهُ .
وجُمِعَ لَهُ الحَذَرُ في أربَعٍ : أخذِهِ الحَسَنَ لِيُقتَدى بِهِ ، وتَركِهِ القَبيحَ لِيُنتَهى عَنهُ ، وَاجتِهادِهِ الرَّأيَ في إصلاحِ اُمَّتِهِ وَالقِيامِ فيما جَمَعَ لَهُم مِن خَيرِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ . ۱

1.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۳۱۶ ح ۱ ، بحار الأنوار : ج ۱۶ ص ۱۴۸ ح ۴ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم - المجلّد الثّانی
    سایر پدیدآورندگان :
    لجنةٍ من المحققين
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    02/01/1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6467
صفحه از 686
پرینت  ارسال به